شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 60)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 60)
المحتوى
حب الاستراتيجية الاميركية في الجزيرة العرمية...
وحينما خلف الرئيس جيمي كارتر حكم الرئيسينء جيرالد فورد وريتشارد نيكسون: كانت حرب
العام 1917 قد فتحت الباب لبدء تآكل القوة الغربية بعامة» والاميركية بخاصة؛ في شرق الجزيرة,
حين انتصبت قبالتها ارادة عربية من نوع جديدء استخدمت النقط سلاحاً في المعركة, وغيّرت قيمة
مادة أولية رئيسة كانت أقرب الى ان تكون غنيمة حرب أو سليبة استعمار من ان تكون سلعة تحمل
وكان الغرب» قبل ذلكء يعتقد بأن الوصول الى مصادر النفط في شرق الجزيرة آمنء وان انتاجه
وسعره مضمونان بما يتناسب مع النمى الاقتصادي المتصاعد للدول الغربية.
ثم كان سقوط الشاه ونجاح الثورة الايرانية مفصل تحول بارزاً في الاستراتيجية الاميركية حيال
الجزيرة. فقد كانت ايران الشاه المحور الركيس للنظام الامني في الخليج. ويسقوط نظامه, سقط مبدآ
نيكسون بالاعتماد على الحلفاء المحليين» وتغير ميزان القوى في شرق الجزيرة. وليس هناك من يتولى
دور الشاه في حراسة المصالح الاميركية في المنطقة. وكان ذلك اضافة الى التدخل السوفياتي في
افغانستان في العام عينه (19175) من الاسباب التي دفعت الادارة الاميركية الى تطوير استراتيجية
جديدة في الجزيرة. وكان بعض الخطوط العامة لهذه الاستراتيجية بدأ يتيلور. كما اشرنا من قبل» في
اثر الحظر النقطي العربي. وأخذ التوجه الجديد شكله في المذكرة التي وجهها الرئيس كارتر الى وزير
الدفاعء وفيها أن منطقة الخليج «من المناطق الاستراتيجية ذات الاولوية: والتي ستدافع عنها
الولايات المتحدة ضد أي اعتداء أجنبي»(2).
وهكذا بدأت بالتبلور ملامح استراتيجية اميركية جديدة, قوامها تعزيز الوجود العسكري في شرق
الجزيرة» وانشاء قوات الانتشار السريع» على اساس ادخال المنطقة في دائرة الامن الاميركي الغربي.
وتتمثل الاستراتيجية الجديدة في مبدآ كارترء الذي اعطى الولايات المتحدة «الحق» في حماية
النفط العربي من منايعه حتى مصبّاته. ضد ما أسماه «الخطر السوفياتي». وهذا هو النص الخاص
بالجزيرة في مبدا كارتر, الذي أعلنه بتارخ ‎/١/7١‏ 1948: دان أية محاولة من جانب أية قوة أجنبية
للسيطرة على منطقة الخليج الفارسي سوف تعتبر عدواناً على المصالح الحيوية للولايات المتحدة
الاميركية ؛ وسوف يقابل مثل هذا العدوان بالوسائل الضرورية كافة, ومتها القوة المسلحة».
وفي الواقع؛ كانت هنالك غير اشارة الى ان مبدأ كارتر ولد قبل هذا التاريخ» حينما نشأت أزمة
اليمن(*"): وأرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات «كونستليشن» وقطعاً بحرية أخرى الى بحر
العربء وامرتها بأن تباشر القتال» «اذا دخل المعركة طيارون سوفياتء أو كوبيون» انطلاقاً من
قواعدهم في اليمن الجنوبية,(7).
وقبل ان يقع التدخل السوفياتي في افغانستان» في الايام الاخيرة من العام 1915: كانت كل
التقارير الاستراتيجية الاميركية تؤكد ضرورة تعزيز الوجود العسكري الاميركي المباشر في الخليج
العربي» وذلك باتباع استراتيجية بحرية جديدة في المحيط الهندي: وبحر العربء والخليج العربي»
والاهتمام باعداد قوات التدخل السريع. وهذا ما يوّكد ان الولايات المتحدة استغلت المشكلة الافغانية
لتسرع في تنفيذ خططها التي كانت اعدتها من قبل(").
والحقيقة, ان مبدأ كارتر في جوهره؛ لم يقتصرء في توجهه؛ على الاتحاد السوفياتي فحسب, وانما
توجه الى شرق الجزيرة:؛ في مقاطع أخرى من بيان الرئيس كارترء حين ربط «أمن الطاقة»
العدد 148, آب ( اغسطس ) ‎١544‏ شين فلسطزية 05
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17767 (3 views)