شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 83)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 83)
المحتوى
عمر سعادة
ولعل من المفيد استعراض بعض آراء المثقفين اليهودء سواء المؤيدين منهم لاسرائيل أم المعارضين
لسياستها. فالفريق المؤيد لاسرائيل حاول التخفيف من مسؤولية اسرائيل عن الاحداث الاخيرة في الضفة
والقطاع» واتهم جهات معادية لاسرائيل بأنها وراء حملة الانتقادات الموجهة ضدها. قال استاذ التاريخ في جامعة
ويلسليء جيرالد اورباك: دان الانتقادات اليهودية الحالية هي تعبير عن مصالح ذاتية لليهود الاميركيين؛ كما ان
انتقاد اسرائيل أصبح بطاقة عضوية في الصالونات الليبرالية الغربية» (كومنتري, شباط ‏ فبراير /154: ص
9 وكتب المحرر في صحيفة «نيويورك بوست, ايريك برتدل: «ان حملة النقد اليهوبية الاميركية ضد اسرائيل
تعود الى نشاط الجناح اليساري (اشتراكيين, وتروتستكيين) وتتم على خلفية ثقافية يسارية ليبرالية. ان هذه
الحملة خطيرة» وتساعد على تسويغ الحملة المعادية لاسرائيل. ومن المؤسف انها في تزايد وتنام » (المصدر نفسه,
ص /1؟). واعتقد استاذ الفكر الاجتماعي في جامعة بريستولء ايرفنغ كريستولء «بأن حملة الانتقاد اليهودية
في اميركا هي جزء من ظاهرة العداء لاسرائيل في كل الاحزاب الاشتراكية في اورويا الغربية» (المصدر نفسه) .
أما رئيس منظمة «بوتوماك», ماكس سنجر, فاعتبر أن الانتقادات اليهوبية لاسرائيل» غير صحيحة بصورة عامة :
وانها ترجع الى انقسام اليهود الاميركيين الى تيارين مختلفين في الاتجاه والنفوذ, والى انقسام الرأي العام
الاسرائيلي نفسه. وأخيراً الى الانتقادات الاميركية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة» (المصدر نفسه) .
وكما يتضح من الآراء السابقة؛ فان المثقفين اليهود الموالين للكيان الصهيوني حاولوا الابتعاد من الاسباب
الحقيقية التي دفعت يهود العالم الى توجيه النقد الى اسرائيل؛ ويحقوا عن الاسباب في يهود العالم انفسهم. وفي
المجتمعات الغربية والقوى السياسية الغربية, بعيداً من اسرائيل وجرائمها اليومية في المناطق المحلة.
أما الفريق الآخر من المثقفين اليهود, الذين انتقدوا السياسات الاسرائيلية؛ فقد جاءت اجاباتهم مختلفة,
وتركزت على طبيعة اسرائيل وسياساتها. كتب دنيس بريغرء صاحب مجلة فصلية معنية بالشؤون اليهودية : «ان
مصدر الكثير من الانتقادات يرجع الى فشل اسرائيل في الارتفاع الى مستوى الصورة المثالية في العقل اليهودي
(اليميني واليساريء على حد سواء). فاستمرار الاحتلال الاسرائيلي والسيطرة على المناطق [المحتلة] التي
يسكنها العرب اصبعح اليوم يثير نقدأً متزايداً ضد اسرائيل» (المصدر نفسه, ص 558 ). ودافع استاذ العلوم
الاجتماعية في جامعة هارفارد, دانيال بيل؛ عن حقه في توجيه النقد الى اسرائيل» وعن رفضه التهمة الصهيونية
الجاهزة لكل من ينتقد اسرائيل: وسال: «هل عدم تأييد سياسات الليكود... ومعارضة مغامرة شارون: واحلام
غيئولاه كوهين التوسعية؛ وتاييد حركة السلام الآنء يعتبر معاداة لاسرائيل؟: (المصدر نفسه, ص 1؟). وارجع
جوناثان سارناء وهى استاذ جامعي في تاريخ يهود اميركاء حملة الانتقادات اليهودية الاميركية لاسرائيل الى
«اسرائيل نفسهاء التي تصورها اليهود الاميركيون ورسموها في عقولهم, لكتهم لم يجدوها تماماً في تصرفاتها
وسياساتهاء (المصدر نقسه. ص 15). أما بيتر شوء وهو مؤلف يهودي» فرأى «ان حماية أسرائيل لم تعد هي
المسؤولية الاخلاقية عند الاميركيين. فهذه الدولة قد تعززت وقويت... الى درجة ان الذهن الاميركي واليهودي
اصبحا يحتمان توجيه الانتقادات الى السياسات الاسرائيلية» خاصة في ما يتعلق بالضفة الغربية وغزة؛ حيث
يشكل الفلسطينيون المشكلة الكبرى للاسرائيليين» (المصدر نفسه. ص 19).
وف منتصف المسافة بين الفريقين اليهوديين المختلفين حول الموقف من أسرائيل: يقف فريق يهودي ثالث
يرفض المشاركة في الصراع الدائر بين المعارضين لسياسات اسرائيل وبين المؤيدين لها. ويضم هذا الفريق قطاعاً
هاماً من اليهوب الغربيين: الذين يلتزمون الصمت ازاء الاحداث في المناطق المحتلة, وازاء الحلول المقترحة لحل
الصراع العربي ‏ الاسرائيلي. وهم ينطلقون في موقفهم السلبي من اعتبارات المصلحة الذاتية ليهود الغرب عامة,
ويهود اميركا خاصة. فعلى الرغم من ان غالبية هؤلاء تؤيد برنامج حزب العمل الاسرائيلي القائم على الحل
الاقليمي: فان قادة اليهود الاميركيين ‏ مع استثناءات محدودبة _ما زالوا يلتزمون الصمت ازاء موضوع السلام.
وقد علل زعيم يهودي أميركي موقف الزعامة اليهودية الاميركية بالقول: «ان الانحياز الى القوتين الرئيستين
[الحزبين] في اسرائيل. سوف يقسمنا ويضعفناء (نيو آوتلوك, شباط ‏ فبراير /114, ص ‎.)5١‏
م شوُونُ فلسطزية العدد 160 آب ( اغسطس ) 1984
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17771 (3 views)