شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 87)
- المحتوى
-
محمد حافظ يعقوب
بدأت الجلسة الصباحية الاولى بشهادات حية قدمتها أندريه غران» وكانت مكثفة لما شاهدته هذه السيدة
الفرنسية وسجلته من ملاحظات عبر زيارتين قامت بهما للضفة الغربية وقطاع غزة في الشهور القليلة الماضية.
بالاضافة الى عمق التحليل؛ والى طابع الشهادة الشخصية لملاحظات غران (وهوما اعطى نكهة الصدق المؤثر ).
يمكن التوقف حيال أمرين أكدتهما: أولهماء هو ما بيّنته من ان اهم ما لفت انتباهها واثر في نفسها خلال زيارتيها
الاخيرتين للاراضي المحتلة هو الفرح البادي على وجوه الشبان الفلسطينيين وهم يناضلون ضد الاحتلال؛ واما
الامر الشاني» فهو ما لاحظته من تزايد دور المستوطنين في القمع الذي يمارس ضد اهالي المناطق المحتلة
ومشاركتهم المتصاعدة في الاحتلال نفسه.
الورقة الاولى قدمها نبيل عبد الفتاح, وكانت بعنوان « الانتفاضة والسياسة الاسرائيلية تجاه الضفة
والقطاع». كان البحث شامالٌ آراد فيه الباحث تغطية الجانب الاستراتيجي والسيامي لدولة اسرائيل في ما يتعلق
بالصراع العربي - الاسرائيلي ككل. يعتبر عبد الفتاح ان القرار السياسي الاسرائيلي محكوم بعنصرين
استراتيجيين: أولاهما « أزمة المياه» التي هي حسب قوله « تعبير عن خلل البنية الجغرافية العامة» لدولة
اسرائيل. فأزمة المياه تشكل خلفية واضحة لعديد من الممارسات السياسية الاسرائيلية: مثل سياسة مصادرة
المياهء والسعي الى احتلال مصادر المياه واستغلالها ٠١( بالمئة من مصادر المياه في الضفة الغربية والقطاع
تستغلها اسرائيل). ويستنتج عبد الفتاح ان العقود المقبلة هي عقود الحرب حول المياهء وذلك لأن ازمة المياه تزد اد
استفحال في دولة اسرائيل وتنجم عنها مشكلات لا شك في خطرها على كيان الدولة (مثل مشكلات الزراعة). اما
العنصر الثاني. فهى « أزمة المهاجرين» أو أزمة الهجرة, أي الازمة الناجمة عن النقص المتزايد في مصادر
الاستيطان. يسمى عبد الفتاح السياسة الاستيطانية لأسرائيل باسم «سياسة الضم الزاحق». وهي سياسة
تعتمد على عنصري الهجرة والاستيطان؛ وكلاهما يعبران عن «موضوع الحوار الاستراتيجي بين الديمغرافيا
والجغرافيا». وترتبط بسياسة «الضم الزاحف» سياسة بناء المستوطنات والشروط العامة والضرورية التي يسعى
العقل الاستراتيجي الاسرائيلي الى توفييها في المستوطنة (المكان المرتفع؛ مفارق الطرق؛ وسط السكان العرب).
وأفاض عبد الفتاح في تحليل موقع الانتفاضة في المسار العام للصراع. وب انها كسرت مسلّمات الاستراتيجية
الاسرائيلية تجاه المناطق المحتلة في العام /19717 في « احتلال ليبرالي» يقوم بتسريب وامتصاص عناصر الغضب
الفلسطيني في الوقت عينه الذي يمارس الاحتلال سياسة «الضم الزاحف». وهي مسلّمات هدفتء من خلال
الانتخابات البلدية التي نظمتها سلطات الاحتلال؛ الى خلق بديل محلي من منظمة التحرير الفلسطينية من بين
عناصر وصفوف" الزعامات التقليدية وبعض افراد الفئات الوسطى . لقد بددت الاتتفاضة وهم «الاحتلال
الليبرالي» وفشل سياسة امتصاص الغضب لدى المواطنين العرب وتوجيهه الوجهة التي تناسب اسرائيل.
اتجاهات النقاش الذي اعقب بحث عبد الفتاح تركزت, عملياً. حول نقطتين . الاولى عبر عنها يلال الحسن
يخصوص ان غالبية الذين درسوا الانتفاضة تعاملوا معها وكأنها أمر ناجزء في حين انهاء في حقيقتهاء عملية
متطورة» أي سيرورة, تتشكل في تغيرهاء وتتكامل في هذا التغير. أما النقطة الثانية, فعبر عنها محمد مخلوف في
ضرورة رؤية الانتفاضة من خلال ارتباطها بالوضع العربي العام؛ وبالتغيرات التي حدثت في طبيعة الصراع
العربي الاسرائيلي خلال السنوات الاخيرة. آما مازن البندك, فلفت الانتباه الى ه أهمية دور العامل الفلسطيني
(فلسطينيي الاراضي المحتلة العام 54 15) داخل اسرائيل ذاتهاء والى ان هذ! العامل سيصبح, مع الزمن» ورقة
كبيرة جدا في الصراع ضد الصهيونية؛ وسيدخل تغييرات أو تعديلات ذات وزن غير قليل على الجوائب
الاستراتيجية في هذا الصراع. وقد كشفت الانتفاضة حجم الدور الذي يلعبه عرب فلسطين المحتلة العام ١514/4
في الكفاح ضد الصهيونية.
أما البحث في المحور الاول» فكان بعنوان «الحكم الذاتي من بيغن الى شامين» واعده د. عبد العليم محمد
وهى بحث غني بمعلوماتة التنفصيلية والدقيقة عن مقهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي وتطبيقاته في عدد من
المناطق في العالم. بين محمد ان مفهوم الحكم الذاتي في القانون الدولي قصد به أن يطبق في المرحلة
اله شين فلسطفية العدد 180 آب ( اغسطس ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)