شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 88)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 88)
- المحتوى
-
ب الانتفاضة وانتهاكات اسرائيل لحقوق الانسان
الانتقالية وصولً الى استقلال؛ وانه لا يوجد نموذج محدد للحكم الذاتي يمكن استخدامه معياراً؛ أى مقياساً.
فثمة تفاوت من متطقة الى اخرى؛ وذلك على الرغم من وجود خصائص مشتركة عامة فيما بينها. أمران آخران
توقف عندهما المحاضر: أولهما ان الحكم الذاتي لدى اسرائيل مرّ بمرحلتين اثنتين. تمتد المرحلة الاولى حتى زيارة
أنور السادات للقدس العام //161. وأن مفهوم الحكم الذاتي ظل واحدأًء قبل اتفاقيتي كامب ديفيد ويعدهما:
الحكم الذاتي هو للسكان وليس للاقليم؛ وأن سلطة الحكم الذاتي هي ادارية وليست سياسية أو تشريعية. أما
بخصوص أتفاقيتى كامب ديفيدء فيعتبرهما المحاضر اعادة انتاج لمشروع الحكم الذاتي العزيز على الليكود
واليمين الصهيوني بشكل عام. الامر الثاني الذي توقف عنده المحاضر مفاده ان المقصود بالحكم الذاتي» من
وجهة النظر الاسرائيلية: هو خلق بديل من الدولة الفلسطينية؛ وان هذا هو محور كل الصراع الآن.
أثار النقاش الواسع الذي اعقب تلاوة ورقة د. عبدالعليم محمد عددأ من القضايا الهامة التي تناولت
استراتيجية الصراع ضد الصهيونية: وذلك من خلال التطرق الى تطيل دور الاطراف العربية في هذا الصراع.
وقد كان طبيعياً ان تتشعب النقاشاتء ما دام موضوع الحكم الذاتي يمس سياسات اطراف عربية مختلفة
(مصر كامب ديفيد الاردن عبر رجالاته في المناطق المحتلة ودورهم فيها)» وذلك بالاضافة الى استراتيجية كل من
اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
في المحور الثاني «الانتفاضة والوضع الفلسطيني» كانت ورقة كاتب هذا التقرير بعنوان «عن ابعاد
الانتفاضة ومعانيها», ركز فيها على محورين اثنين. يتعلق المحور الاول بالانتفاضة ذاتهاء وذلك من خلال مناقشة
بعض الاطروحات التي انتشرت عنها (العفوية, والمقاجئة, وانفصالها عن م.ت.ف.). وما بينته الورقة هو ان
الانتفاضة ليست حدثاً معزولًا عن سياق الصراع العربي الصهيوني الممتد على مسافة تتجاوز قرنا من الزمان,
بكل نضالاته وخبراته المتراكمة والمختزنة؛ وهي ليست مجرد رد فعل مباشر للقمع الاحتلالي تقوم به الاجيال
الجديدة المنفصلة عن الاطر التنظيمية أو المعادية لهاء كما ترج الاوساط الصهيونية. وما تبثه ادبيات
الانتفاضة والاخبار المتواردة عنها تفيد بوضوح في الاهداف وفي التخطيط وبانضباط في التنفيذ والاداء. أما
النقطة الثانية, أو المحور الثاني فتناول المعاني النقدية العامة التي تنصبها الانتفاضة؛ فلسطينياً وعربياً؛ وهذا
بالاضافة إلى معانيها التاريخية البالغة بالنسبة الى المشروع الصهيوني ومستقبل الصراع ككل. والاسئلة النقدية
التى توجهها الانتفاضة هي من الاتساع والخطورة بحيث تمس طبيعة الكفاح الشعبي» وفعاليته» وطبيعة
التدهور العربي, والانسداد الذي يتليس المتطقة, ويهدد امنها ومستقبلها. ان الانتفاضة هي ثورة النقدء بكل
دلالات هذا الوعي النقيض من نقد لحالة التراجع الخطير الذي يعيشه العرب اليوم. وهو وعي يلفي مجموعة
راسخة من الاساطير التي سادت في العالم العربي, وما تزال؛ في السياسات والافكار والعقائد والبرامج السياسية
والفكرية.
أثارت الورقة كثيراً من النقاشات. انصب بعضها على مصطلح استخدمه مقدم الورقة هو مصطلح «الكفاح
المدني الممتد». من بين الحجج التي وجهت ضد المصطلح انه يثير البلبلة وربما يستدعي مدلولات خطيرة في
نتائجها . في ردهء بين مقدم الورقة إنه لم ينحت المصطلح2 بل تبناه واستخدمه ووجد فيه تعبيراً عما يريد وان
تبثيه له ناجم عن اقتناع بصلاحية المصطلح للتعبير الدقيق عن حالة «طول النفس» و «الطبيعة الشعبية»
للكفاح. ومن جهة أخرىء فان مصطلح الكفاح الشعبي لا يدل على نمطء أى شكل واحد من اشكال النضال
والمقاومة؛ وأنما يصلح للاشارة الى استراتيجية المقاومة الشعبية في تطورها وصعودها وفي مختلف لحظاتهاء أي
من الاشكال البسيطة الى الاحتجاج السلمي انتهاء بالحرب المسلحة.
خصصت الجلسة الصباحية من اليوم الثاني لمناقشة ثلاث اوراق تغطي المحور الثالث « الانتفاضة
والوضع العربي». قدم جوزيف سماحة البحث الاول عن ٠ الانتفاضة والحركة الشعبية العربية». اتسمت ورقة
سماحة بوقفة نقدية شجاعة وجادة في محاولته الاجابة عن الاسئلة المتعلقة بالعوامل الموضوعية الكامنة وراء
ضعف الحركة الشعبية العربية حالياً. ومحدودية تأثيرهاء وعدم قدرتها على ترقية أشكال الدعم للكفاح
العدد 186, آب ( اغسطس ) 1584 شْؤون فلمطيزية 43 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)