شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 97)
- المحتوى
-
د يزيد ضايغ سح
متشربين بالنزوع القومي العربي عقب الحرب العالمية الاولى (ص »)١١ بل انها تقدم الاساس لاطلاق تعليقات
ضآلة مكررة على «القوميين العرب» (أي العروبيين وليس اعضاء حركة القوميين العرب لاحقاً) ودالمسلمين».
وتعود أهمية ذلك الى ان دوبوي ومارتيل هما من المؤلفين الغربيين الذين يكتبون لجمهور غربي معبأ ضد العرب
والمسلمين؛ فيشير ال مؤلفان الى العروبيين بوصفهم قوميين عرب مسلمين (ص 4)» متجاهلين حقيقة وجود
مسيحيين عديدين من بين ابرز مناصري الوحدة العربية. ويعلقان» لاحقاًء «على السوريين... مثلهم مثل غالبية
المسلمين» (ص .)١١ مما يغفل وجود ٠9 بالمئة من الشعب السوري مسيحيين. ويظهر الغرض الطائقي لهذه
العبارات كافة حين يصف امؤلفان الدستور الطائفي اللبناني (الذي ادىء نهاية» الى انهيار البلاد) بانه معادل»,
مع اضافة ان «القومية اللبنانية؛ التي استندت الى التعددية السياسية والمؤسسات الديمقراطية؛ كانت غريبة,
في الجوهر, عن المواقف والتقاليد المسلمة» (ص .)١١-1١
بعد استعراض هذه الخلفية من العواطف السلبية؛ ان لم نقل العدائية, تجاه العروبيين والمسلمين,
يخصص دوبوي ومارتيل اربع صفحات كاملة لسرد تاريخ «الصهيونية؛ واصول اسرائيل»؛ فينتقلان بالقارىء,
بسرعة؛ من القرن الثاني عشر ما قبل الميلاد؛ مروراً بالجرائم النازية؛ ووصولا الى نهاية الانتداب البريطاني على
فلسطين. ويفترض إن ذلك يهدف الى تقديم مسألة قيام الصراع العربي الاسرائيلي والمشكلة الفلسطينية. ولعل
المؤلفين يتجنبان العداء الشديدء لكنهما يكشفان عن تشنجاتهما وتعصباتهما الشخصية, فيقولان» في الفقرات
الاولى في الكتاب. مثلاًء ان الفلسطينيين «قد استوطنوا [لبنان] بعد ظهور دولة اسرائيل الى الوجود» (ص *).
وهذه العبارة الحيادية» المنظفة والخالية من الاساءات, لا تشير, طبعاً. الى اية مصطلحات تشير الى حقيقة الامر.
فكلمة «لاجئين», التي قد تطرح نوعاً من حق الملكية لمذزل مفقود» لا ترد؛ ولا ترد اشارة الى اعمال عنفء أو حتى
الى الحرب العربية الاسرائيلية في العام 145؛ وكأن شيئاً لم يكن؛ بل ذهب الفلسطينيون الى لبنان «صدفة».
و«قامت» دولة اسرائيل سلما ! وحين يقبل المؤلفان» أخيراً. بوصف الفلسطينيين كلاجئينء يؤكدان انهم «من
المسلمين غالبا (ص ؟). يضاف إلى ما سبق أن الكتاب اكد امتلاك اليهود عشرة بالمئة من مساحة فلسطين
في العام 1544: وليس 5 ه بالمئة كما كان الواقع (ص .)١5
توالت الاخطاء والاغفالات, حيث ذكر دوبوي ومارتيل ان اسرائيل قد أعادت عشر قرى, احتلتها في اثناء
حرب العام 154/4. الى السيادة اللبنانية (ص »)١5 لكنهما تجاهلا الحولة والمطلة وهونين وطربيخاء التي تحولت:
جميعاً الى كيبوتسات اسرائيئية. بل ان حركة «امل» أكدت أن 8؟ قرية رازحة تحت الاحتلال منذ العام 195/4
وحتى الآن.
ثم انتقل المؤلفان الى عقد الخمسينات, فاعتبرا أن الملك عبد الله كان «بوضوحء الناطق المعترف به بأسم
الطموحات العربية في فلسطين» (ص 5؟). والاغرب في الامر هى اغفال المعارضة الشديدة لعبد الله من قبل مصر
وبسوريا والعربية السعودية؛ عند ضمه للضفة الغربية العام 150١ وتجاهل المعارضة الفلسطينية المزمنة له.
ثم طلع علينا المؤلفان بخبر الحامية البريطانية في الاردن حتى العام 1158 (صر .)٠ علماً بأنها انسحبت في
7 فاقتصرت بعد ذلك على ضياط مفرزين الى الجيش الاردني» غادروا جميعاً ل ين ل . فجاءت
وحدات مظلية الى عمان بشكل موقت في تموز ( يوليى ) /150: كقوة تدخل سريع؛ وسرعان ما غادرت أيضاً.
صحيح ان الكثيرمن الاخطاء على صعيد الحقائق هي ثانوية نسبياًء بحد ذاتهاء الا انها تدل على استغفال
وعدم اكتراث للتفاصيل. وهذا ينبع اما من المواقف المسبقة تجاه العرب والمسلمين والفلسطينيين وأمثالهم؛ واما
من الشعور بأن دراسة سطحية عابرة لتاريخ المنطقة تكفي لاطلاق التعميمات الرئيسة. وتعكس هذه الفريزة
الاخيرة عملية «تهميش» العرب وشعوب العالم الثالث في الروإيات التاريخية الغربية التي تصدر عن مناطقهم
هم. ولعل المرء يفاجأ بالعثور على دوبوي في هذا الموقع» قياساً بدراساته الموضوعية السابقة؛ أن سعى الى لقاء
الضباط العرب وآخذ سرد الاحداث من وجهة نظرهم, لكنه ربما سارع الى التوصل الى تقاط سياسية معينة فاهمل
التاريخ الحقيقي وقام بتقديم منحرف ومشوه غرضه الوصول الى استنتاجات مشوهة.
لمن يون فلعطيزية العدد 185, آب ( اغسطس ) 15484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)