شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 99)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ سم
لا يغطيها مطلقاً. وهناء يشك المرء في ان المؤلفين ريما امتلكا معلومات أكثر وادق عن كامب ديفيد وغارة مفاعل
«أوزيراك» منها عن احداث لبنان. ويضاف الى ذلك؛ ان قرار دوبوي ومارتيل اعارة هذا القدر من الاهتمام الى
تلك المواضيع انما يعكس منظورهما السياسي ومشاعرهما الشخصية: فطلعا علينا بشرح لما يمكن ان يفعله
العراق بقنيلة نووية لم يمتلكهاء دون ان يشيرا الى القدرة النووية المعروفة لأسرائيل. وانكشف تدذل المواقف
الشخصية حين اهتم دوبوي بالدفاع عن سعد حدادء وهى العميل الذي أبى حتى بشير جميل مصافحته -
حسب رواية زئيف شيف وإيهود يعري في كتابهما «حرب اسرائيل في لبنان» (بالانكليزية. ص ١؟1١).
تؤدي هذه الامثلة الى انطباع مفاده أن دوبوي ومارتيل هما «ملكيان أكثر من الملك»؛ اذ ذكرا 6٠ هجوماً
فلسطينياً عبر الحدود اللبنانية في الاعوام 1417/4 - 1541. لكنهما غضا النظر عن النشاط الاسرائيلي كلياً؛ حتى
الانتقامي منه. كذلك تم تشويه مهمة قوات الطوارىء الدولية في العام 15174, فاوردا انها استهدفت «منع
التغلغل الفلسطيني الاضافي الى شمال اسرائيل» (ص 028)» وليس «التأكد من انسحاب القوات الاسرائيلية..
واعانة حكومة لبنان على تأمين عودة سلطتها الفعلية في المنطقة... وضمان عدم استخدام منطقة عملياتها
للنشاطات المعادية من اي نوع» (التشديد في الاصل). وأغفل الكتاب عرض الازمة السورية الاسرائيلية في
ربيع العام ١94١ (احداث زحلة) وذكر دور بشير الجميل و «القوات اللينانية» في تحريض السوريين: عمد على
أمل توريط اسرائيل في النزاع؛ على الرغم من شرحه بالتفصيل في كتاب شيف ويعري الشهير عن حرب 1541
بل وأظهر المؤلفان قبولًا عاماً » بلا تحفظ بالمفهوم الماروني الكتائبي للبنان» حيث يكون ولاء المسلم ( والمسيحي
الآخر ) موضع الشك الدائم,ء الآ اذا تم تأييد الآراء والسياسات والسلطة المارونية كلياً. وكذلك؛ اعتير المؤلفان
إن «لا شك يذكر» في ان مناحيم بيغن لم يعرف بخطط أريئيل شارون لمهاجمة بيروت» وهو اعتقاد دحضه شارون
بنفسه مؤخراً.
ان شيف ويحري ليسا المؤلفين الوحيدين اللذين يتجاهلهما دوبوي ومارتيل. بل يضم اليهما جوناثان راند ال
الذي فضح التفكير الماروني, علماً بن اسمه يرد في قائمة المراجع «المختارة» في نهاية كتاب «النصر المشوب...»
لكن لعل الامر الاسوأ هى تجاهل الدراسات العسكرية المنشورة لغابرييل وشيف وفان كريفيلد وغودمان وايشل
وباعيل (مثلاً وليس حصراً) . والمعيب في ذلك هو ان كتاب «النصر المشوب...» يزعم انه دراسة عسكرية فيرتكب
دوبوي ومارتيل اخطاء فادحة حين انتقلاء بنهاية سردهم الى حرب العام 15457. صحيح ان رواية القتال ككل
معقولة وصائبة وموجزة. لكننا نكتشف زورأ انه كان لدى م.ت.ف. مدافع عيار ١ ١ىءارتميلم ١5" ديابة. و١ ه
ناقلة جند مدرعة:» وهى رقم يزيدء بثلاثة إاضعاف,. على القوة الحقيقية؛ وعشرة اضعاف على عدد الاسلحة التى
استولى عليها الجيش الاسرائيلي. كما غاب أي ذكر لمحاولات الانزال البحري الاسرائيلية عند الزهراني وخلده
والاوزاعي ريما لأنها اخفقت ؟ ثم ادعى المؤلفان بأن الحدى احتل مفرق خلدة في ١ حزيران ( يوني ) ثم اقراء
لاحقاًء بأن التاريخ الصميح هى ١4 الشهر (ص ١١7 3 38؟1)؛ ونقلا معركة قبر شمون الى بشامون (ص
؟؟١). واشارا الى اسقاط ست طائرات مروحية سورية: دون ان يذكرا دورها البارز في مهاجمة الدروع
الاسرائيلية. أما «مقر قيادة م.ت.ف.» الذي ادعى المؤلفان بأن الطيران الاسرائيلي دمره في حي الصنائع في
بيروت؛ فما كان في الحقيقة, سوى مبنى سكني مدني ( بناية عكر ) قضى فيه 10١ بريئاً؛ وهلم جرًا.
قدمت حادثة قصف بناية عكر في الصذائع مثالا على «لعبة الارقام» البشعة التي غاص فيها دوبوي ومارتيل.
فبعد تذكير القارىء بالقضاء على ستة ملايين يهودي خلال العهد النازي؛ انطلقا في نقاش معقدء كي يثبتا ان
احصاءات اللاجئين والمصابين لدى الشعبين. الفاسطيني واللبناني, في العام 15/85: كانت أقل بكثير من
الشائع» بل اقل الى درجة تبرر تحويل الغزى الاسرائيلي الى عملية «انسانية» نسبياً, وبالتالي مبررة. اذ طمأنا
القارىء؛ أولاء بأنه «لا يمكن انه كان هناك أكثر من 7٠٠٠١ لاجيء» بفعل الغزى الاسرائيلي (ص ١7١)؛ ثم
عارضا الاحصاء الرسمي ب ١/895 قتيلاً و ٠١٠١7 جريحاً. وعندما تطرقا الى «البرهان» أشارا إلى
«انطباعاتهما» حين وقفأ على جانب الطريق يتفرجان على عودة اللاجئين» أو عند السير الى النبطية, لكنهما تجنّبا
مخيم عين الحلوة؛ على الرغم من الاقرار بأن «الدمار... كان اكبر من كثير منه في صيداء (ص .)١79 أما
584 نشيُون فلسطينية العدد ١184 آب ( اغسطس ) 154/8 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)