شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 101)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ سس
اضيف عدد مداقع الهاون الثقيلة الحعضوية ١١( وى ١١٠١ ميليمتراً) وراجمات الصواريخ متعددة الفوهة
(كتيبتان), لأصبح مجموع السبطانات المتوفرة للرماية على بيروت .٠٠٠١ 7٠١ ولعل الرقم 2٠٠١ قذيفة
مبالغ به. لكنه لم يكن مستحيلاً, أو مدعاة للتندر, كما ادعى الكاتبان» بل ان الكاتب العسكري الامبيكي الشهين
انطوني كوردزمان: قدم مثالا يدل على امكان تحقيق معدلات رمي تضاهي القصف الاسرائيلي وتؤكد صحة
التقديرات ت العربية» حين أوضح ان مليون قذيفة كانت تطلق في بعض ايام حرب الخليج من قبل الجانبين (انطوني
كوردزمان» حرب الخليج وامن الغرب, 1917/4 19417 (بالانكليزية)؛ لندن: جينن /1541).
وحين تلاعب المؤلفان باحصاءات الخسائر المدنية العربية واستهلاك الذخائر الاسرائيلية خلال حرب العام
87 لم يشككا بالارقام فحسبء بل وحاولا تبديد صورة المعتدي الآثم الاسرائيلي. وحاولا تعزيز هذا التلفيق
حين القيا مسؤولية الخسائر المدنية على م.ت.ف. اذ نقرأ ان سكان المدن والبلدات, كمخيم الرشيدية؛ كانوا
«رهائن» لدى م.ت.ف. (ص .)٠١5 والاغرب هو وصف الفلسطينيين الذين دافعوا عن منازلهم في عين الحلوة-
التي دمرتها النيران الاسرائيلية بأنهم «متطرفون»؛ لأنهم اصروا على القتال حتى الشهادة (ص ١؟1١). فهل
كان المؤلفان سيلقبان اليهوب الذين دافعوا عن حي وارسو ضد الغزاة الالمان بالمتطرقين: قياسا بذلك المعيار؟
أما الاساءة الاخيرة, فائنا نجدها عند مراجعة احداث مجزرة صيرا وشاتيلا. فالحق يقال أن دويوي
ومارتيل أكداء بلا مراوفة, انه «لا يمكن صرف المسؤولية الاسرائيلية عن المجزرة بالقول انها كانت
' غير مباشرة ' ... اذ كان هناك عدد من الاسرائيليين ممن... تحملوا اكثر من مسؤولية غير مباشرة» (ص 1517).
ويشعر القارىء بأنه لو وقف المؤلفان على اسوار المدينة الرياضية, التى احتلها العدى في اثناء المجزرة ووفرت له
رؤية مباشرة لأزقة المخيم, لربما اعترفا بقدرة الجنود الاسرائيلييين على سماع صرخات الضحايا ومشاهدة
الاعدامات الجماعية على الطريق» على مرمى حجر. ولم يتوقف المؤلفان عند هذا الحدء بل اعتيرا المجزرة مجرد
«حدث اضافي في المسلسل التراجيدي لجرائم القتل والمجازر والانتقام والابادة [كذا] التي طالما تكررت في لبنان
منذ قرون عديدة», واعتبرا ان الكتائبيين «كانوا يفعلون فقطما فعلته م.ت.ف. بعائلاتهم وزملائهم» (ص 11).
أي اختلاق هذا ؟
ثمة سمة مزعجة ومريبة في هذا الكتاب: ظهرت؛ بوضوح. في الخاتمة. فالفصل الاخير تفاوتت المستويات في
انجازه. فهو تبنّى نظرة أكثر اتزاناً لوضع لبنان وإلنزاع العربي - الاسرائيلي وهذا يودي الى شعور دفين بأن
ذنب دوبوي ومازتيل هو سوء الحكمة والجهل اكثر من التحريف المتعمد والانحياز. لكن لا يمكن انكار التردي
الشديد لمستوى البحث, ولتدخل المواقف التقويمية المستمر, التي تحل محل الحقائق. وهذه الحالة تجِسّدت في
الميل الاخير الى الزعم ان «الاتحاد السوفياتي رأى بالسيطرة السورية على لبنان منبراً للققز الى التفويض
السوفياتي» (ص 14).
على أي حالء اذا اريد لهذا الكتاب ان يكمل التاريخ العسكري الذي بدأ دوبوي بتسجيله في «النصر صعب
المنال...» السابق» فانه يقصر عن هدفه تماماً. ويغيب القسط الأكبر من النشاط العسكري الاسرائيني في لبنان
عن النصء مما يدحض لقب «التاريخ العسكري»؛ علاوة على ذكر وجوب دراسات وروايات افضل» كثيرة, قدمهاٍ
كتاب آخرون. اما اذا اراد المؤلفان تقديم تحليل سياسي - عسكري متكاملء فقد تركا ثغرات فادحة؛ وخطوطاً
غير مكتملة؛ ونسباً غير متناسبة. لذلك؛ فان القارىء ينتهي بلمحات مجزأة من المعرفة عن لبنان واسرائيل
والمشكلة الفلسطينية والنزاع العربي الاسرائيلي وكلها موضوع كتب شيقة ومفيدة لشيف ويعري وغايرييل
والخالدي ويتران وراند ال وعفرون ورابيتوفيتش وغيرهم .
د. يزيد صاية
1 شين فلسطينية العدد 1866.: آب ( اغسطس ) 1948 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 185
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10550 (4 views)