شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 148)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 185 (ص 148)
المحتوى
سل عدنان أيو عودة: «فك الارتباط» ليس مؤامرة
والفلسطيني, خلّقت ظروفاً موضوعية, تجعل من الشعيين
شعباً واحداً. وفي ضوء ذلك يمكن التساؤل عما اذا كان من
الممكن تجنب قرار فك الارتباط *
© لم يكن ممكناً تجنب هذا القرار, طالما أن
المطلوب هى انجاز نفس الاهداف التي صدر القرار
لانجازهاء أي التعبير عن الهوية والذات الوطنية
الفلسطينية, وصول الى الدولة المستقلة على التراب
الوطني الفلسطيني. والسبب في ذلك هى ان اللعية
الاسرائيلية - الاميركية قائمة على وهم مقاده ان الاردن
يمكن ان يكون بديلاً الفلسطينيين: أى حاملاً لتعبييهم
السياسي.
ومع ان الاردن أوضح موقفه في هذا الشأن» من
خلال وثيقة المبادىء الستة التي سلمها الملك حسين
لوزير الخارجية الاميركيء جورج شولتسء والتي
نصّت على ان الاردن لن يمثل الفلسطيتيين وإن يكون
بديلٌ عنهم» فان الموقف الاميركي» وكذلك الموقف
الاسرائيليء ظلا حيث هماء وما زالا يراهنان على الاردن
كمحاور يديل عن الفلسطيذيين.
ه متى نشات فكرة فصل الضفة الغربية عن الاردن
لأول مرة ؟ وما هي الاسس النظرية لهذه الفكرة ؟
ف بالطبع, القكرة ليست «بنت يومهاء بل هي
قديمة» وظروفها بدأت تتطورء وتنموء مباشرة بعد القمة
العربية في الرياط عام 157/4/ التي أعلنت منظمة
التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيأ ووحيدا للشعب
الفلسطيني. أما الاسأس النظري لفكرة الفصلء فانه
يتمثل في مشكلتين كانتا تواجهان صانع القرار
السياسي الاردني:
المشكلة الاولى هي ان روح هذا العصر تعبر عن
اشواق الشعوب الى تحقيق ذاتها الودطنية: والشعب
الفلسطيني واحد من هذه الشعوب المحرومة من الهوية
والذات الوطنية. وهؤ يلح عليها ويطالب بها. وقد تكرس
ذلك بصورة واضحة؛ وقاطعة: منذ انطلاق الانتفاضة
الشعبية الفلسطينية؛ وأدى الى اقتناع صاتع القرار
السياسي الاردني, بحق الشعب الفلسطينى في التعبير
عن ذاته الوطنية وهويته المستقلة؛ وهو ما لم يكن
تحقيقه ممكناً. الا بقرار فك الارتباط. فالوحدة بين
شعب وشعب آخر. هي حق امتياز للشعب؛ وعندما
يؤكد هذا الشعب أنه لا يريد الوحدة مع الشعب الآخر,
فان أحداً لا يستطيع أن يفرض عليه الوحدة فرضاً.
فالوحدة مشل الزواج» تحتاج لتوافق ارادتين؛
أما الانفصالء فهو كالطلاق الذي يكفي لتحقيقه ارادة
طرف واحد. ‎١‏
أما المشكلة الثانية, فهي انناء في الاردن» لم نكن
نرى أي علاقة ما بين فك الارتياط وبين مساعدة
الشعب الفلسطيني على اتجاز اهدافه السياسية
والوطنية. لكن تبسينء لنا في مرحلة لاحقة؛ أن هناك
توجهاً فلسطينياًء وعريياً وربما دولياًء يقوم على قك
الارتباط, سيكون عاملا يساعد القلسطينيين على
تحقيق أهدافهم, من حيث أنه سيضع القوى الدولية.
وخاصة اسرائيل والولايات المتحدة, أمام شعب له
هويته المستقلة, ولا يمكن التفاوض لحل مشكلته ال
بتوجيه الحوار اليه؛ وليس الى طرف آخر. لذلك. وقفنا
مع الاجماع العربي والرغية الفلسطينية, وكان قرار
فك الارتباط. وتحن نعتقد ان هذا القرار لا يتناقض مع
الوحدة العربية» ولا يضر بها. وهناك تقاهم بيننا وبين
الجانب الفلسطيني على ان تحقيق الذات الوطنية
الفلسطينية لا يتناف مع الوحدة العربية؛ لأن هذه
الوحدة, كهدف نهائيء يمكن ان تنجز إنطلاقاً من
قاعدة القطرية, كما هو حاصل ف المجموعة الاوروبية»
التي تقتربء الآن؛ من اعلان الوحدة السياسية
الكاملة, مع أنها واجهت,ء عبر التاريخ: انقسامات
وحرويا دامية لا مثيل لها.
هناك من يقول ان ترتيباً سياسياً دولياً كبيرأ
وغامضاً دفع بالامور الى ما وصلت اليه. أي الى قرار فك
الارتباط . وان نتائج هذا الترتيب ستظهر بعد الانتخابيات
الاسرائيلية والاميركية القادمة, وانها ‏ النتائج ‏ ستكون
لصالح السلام في منطقة الشرق الاوسط . ما رايك بذلك ؟
0 هذا خطأ ناشىء عن نوع من العقليات التي
تعتقدء دائماًء أن هناك «مؤامرة ما» وراء كل خطوة أى
قرار. وفيمأ يتعلق بقرار فك الارتباط؛ فهو بالتأكيد ليس
جزءأ من ترتيب دولي أو من مؤامرة غامضة؛ بل هى
قرار واضح سبقته مقدمات طويلة واتصالات واسعة.
ومع ذلك فقد فوجثت به معظم أوكل الاطراف العربية
والدولية. وإلى ما قبل الغاء خطة التنمية الاردنية في
الاراضي المحتلة ‏ التي سبقت اعلان فك الارتياط
بيومين ‏ لم يكن هناك من يعرف أو يتوقع صدور
القرار. لكن كل الاطراف أدركت مأ يحدث فور الغاء
خطة التنمية: حيث وجه الملك رسائل الى قادة دول
العالم؛ وخاصة الدول الخمس الكبرىء والمجموعة
الاوروبية؛ واليابان» تتضمن عرضاً لما حدث؛ وتحث
هذه الدول على ضرورة تقديم كل مساعدة
العدد 185.: آب ( اغسطس ) 15848 شُوُون قلسطزية /ا1
تاريخ
أغسطس ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17431 (3 views)