شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 6)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 6)
المحتوى
حب الاردن ومعضلته الفلسطينية
مواجهة الضغوط الدولية؛ الاميركية خصوصاً؛ لدفع الاردن نحو تسوية منفردة. ولا شك في ان الخيرة
والحنكة في تجاوز أزمات التقاطع بين السياسات الاقليمية والدولية لكليهماء قد تراكمت بما يكفي
لاعتبارهما مدرسة متميزة في «الواقعية السياسية», على الرغم من خصوصية «الثورة» المختلفة عن
خصوصية «الدولة».
على هذا الاساسء فان المدخل الحقيقي لفهم القرار الاردني ينطلق من فهم المواقف الاردنية
المتناقضة:؛ بدءأ باتفاقيتي كامب ديفيد والحقوق الوطنية المشروعة ووحدانية التمثيل الفلسطيني
الشرعي ممثلا ب م.ت.ف. وانتهاء «بالمستحقات التاريخية» السيادية للاردن على الضفة الغربية
باعتبارها جزءاً من المملكة احتلته اسرائيل العام /1551.
وبالطبع؛ ليس من المبالغة في شيء القول ان اتفاقيتي كامب ديفيد فتحتا مرحلة جديدة في تاريخ
النظام الاقليمي كله. لقد ظهر منحى جديدء وبشكل جذريء في معالجة قضية النزاع العربي ‏
الاسرائيي. . منحى تجسد على ارض الواقع معاهدات موقعة, وجيوشاً منسحية, ونيارات ت متبادلة.
هكذا وجد الاردن نفسه طرفاً مقحماً في اتفاقيات المرحلة الثانية من دون أن يكون شريكاًء من البداية,
في السيرورة التي احدثتها. ولأنه لم يشارك في تلك السيرورة؛ فليس من المنطقي ان «يضرس بما يأكله
الآخرون». غير انه في الامكان الاعتقاد بأن عمّانء بينما كانت تسعى الى الانخراط, ولى الشكي, في
جبهة معارضي المعاهدة, كانت فعلاً تحاول الانطلاق من هذه لتقويم المرحلة الجديدة؛ بعد أزمة
وضعتها بين مطرقة الجار الاسرائيلي وسندان الضغط الاميركيء الى قتاعة من عنصرين: الاول, هى
أن أتفاقيتي كامب ديفيد هما امر واقع لا يمكن تخطيهماء بل يجب الانطلاق منهما في أي مبادرة
جديدة؛ والثانى: هو انه يجب الحاق عنصر جديد الى الاتفاقيتين يمكن أن تقبل به المنظمة. من هنا
كانت ازدواجية التحرك الاردني: مشاركة متحفظة؛ مترددة, محدودة في الحملة العربية على مصرء من
جانب, ومبادرة فعلية , بمشاركة فلسطينية وبتأييد مصري ضمنيء لايجاد «تكملة» للاتفاقيتين» سعت
الى مزيد من التركيز على الحقوق الفلسطينية؛ من جانب آخر. وضمن هذه الاطرء اسس الاردن
التعاقد الموضوعي للتنسيق الاردني ‏ الفلسطيني» ومن ثم الكونفدرالية.
واذا ما كان الارتباط القاتوتي الدولي والدستوري الداخلي قد وحّد الضفتين فان الضفة
الغربية؛ وعبر التضحيات في مواجهة الاحتلال؛ قد غدت استتماراً واقعياً لحلم الدولة الفلسطينية,
حيث انصب الجهد الفلسطيني في المنفى, ايضاًء نحو تأسيس البنى التحتية المناسبة لاقامة الدولة.
وانعكس هذا في تغيير الهدف الاستراتيجي» ريما من قبيل «التمرحل»؛ من تحرير كامل التراب
الفلسطيني الى اقامة الدولة المستقلة على ما تنسحب منه اسرائيلء وما خلّقه ذلك من انشقاقات
وتغيرات في خارطة التحالفات الفلسطينية؛ ثم أخذ هذا التغير مضامين عملية بالتوحد الفلسطيني
والاردني منذ العام 151/8. من خلال اللجنة المشتركة لدعم صمود الفلسطينيين في الاراضي المحتلة»
وهي الفترة الاكثر زخماً في تأسيس البنى التحتية؛ الاقتصادية والتربوية والصحية.
كانت الاهمية التي اكتسبتها اللجنة المشتركة لدعم الصمود في الوطن المحتل تنبع من رزمة
حقائق موضوعية افرزتها احداث ما بعد العام 219174 التي جعلت ما كان جزثياً او تكتيكياً: في
«مشروع» الثورة الفلسطينية التاريخي هو الجوهري والاستراتيجي على المدى المنظور. بمعنى ان
احدى الوظائف الرئيسة للجنة المشتركة كانت 'ضبط التناقضات بين الطموحات الوطنية المشروعة
للشعب الفلسطيني ممثلة ب م.ت.ف. وبين التبعات القانونية التي يتحمّلها الاردن باعتبار
العدد 187 أيلول ( سبتمبر ) ‎١584‏ فين فلعطزية 0
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22445 (3 views)