شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 8)
- المحتوى
-
الاردن ومعضلته الفلسطينية
وثانيهاء تأكيد قمة الجزائر على الهوية الفلسطينية» وكأنه, في الحيز العمي, اتهام الاردن باغتصابها؛
وآخرهاء مستقبل الاردن نفسه؛ حيث فرض عليه وضعه الخاص ان تنعكس عليه اول ومباشرة, وعلى
حد سواءء ايجابيات وسلبيات النزاع التاريخي مع اسرائيل.
وعلى وجه العموم, يمكن ربسم خط بياني صاعد للحركة الوطنية الفلسطينية تحت الاحتلال» موان
لصعود م.ت.ف. واذا ما اضعفت هذه الاخيرة بسبب صراعات المنطقة الاقليمية والدولية» وألتي أدت»
في النهاية, الى خروجها من بيروت» فان الحركة الوطنية الفلسطينية في الداخل نجحت في ان تفوت
الفرصة على كل الحلول التي افرزتها اتفاقيتا كامب ديفيد ومبادرة الرئيس الاميركي: رونالد ريغان,
على الرغم من المواجهات الساخنة والدامية مع الاحتلال العسكري الاسرائيلي. والواضح ان ليس
هناك من علاقة اوتوماتيكية بين الضريات الموجهة الى المنظمة في الخارج, وتمثيلها في الداخل. فغزى
لبنان لم يود الى اضعاف تمثيلهاء ولا نقض الملك حسين لاتفاقه معها في أواخر 1546.: بل اصبحت
تلك الحركة ضد الاحتلال اهم القطاعات الفاعلة في اطارم.ت.ف. وقد منحها هذا الزخم أمران: تركيز
اتفاقيتي كامب ديفيد على مستقبلهاء والذي في مقابله طرحت المنظمة شعار الدولة الفلسطينية في
الضفة والقطاع؛ ونجاحها في انتزاع فكرة الدولة الفلسطينية» باقامة مؤسسات تعليمية وصحية
واقتصادية (بدرجة أقل) شملت الجامعات والمستشقيات وبعض الصناعات الخفيفة والنشاطات
الزراعية . وهذه المكتسبات كلفت تمناً باهظاً دفعه, ولا يزال يدفعه, الشعب الفلسطيني راضياًء على
الرغم من محدوبية موارده» في شهداء تجاوز عددهم المئات. وأكثر من ١١ ألف مبعد منذ العام
377: والذين يشملون القيادات الاجتماعية والسياسية التي كانت تفرزها المراحل المختلفة للنضال
الفلسطينىء وأكثر من ثمانية آلاف بيت نسفته اسرايئل لعلاقة اصحابها بالمقاومة, مقابل مكتسبات
برسم الدولة المستقلة. :
ويما ان الانتفاضة قد اكتسبت شرعية عربية تعطي الفلسطيني تحت الاحتلال محق الرقبة»»
بتنا نسمع من يهمسء أردنياً: منذ شهر نيسان (ابريل) الماضيء ب دان الاردن يتفق مع الاتحاد
السوفياتي في المبادىء العريضة لفكرة المؤتمر الدوليء وعلى تمثيل م.ت.ف. وهو سيقبل اقامة دولة
فلسطينية مستقلة: اذا كانت هذه رغية ة الشعب الفلسطيني . وليس بين م .ت.ف. والاردن أي تنافسء
وان اعتقدت المنظمة. أحياناً, بذلك. وقد يكون هذا الاعتقاد مقهوماً بسيب العلاقة الخاصة جدا
للاردن بالشعب الفا حلينى وه شكلة فلسطين والذ ف ة الغربية».
وبتزامن مثي بات عرفات يكرر جملة تقول «ما كان جائزاً تكتيكياً قبل الانتفاضة لم يعد جائزاً
بعدها». وتعكس هذه الجملة, بطبيعة الحال: تقديراً يرقى الى مستوى التقديس لفعل الانتفاضة,
وتعكس, في الوقت عينه. تفهماً من القيادة الفلسطينية لثقل المسؤولية وللحسابات الدقيقة التي
أصبحت تنظم ايقاع القرار السياسي الفلسطنيء وذلك بين خطين متوازيين: الاول يستهدف تصعيد
وتائر المشروع الانتفاضي في الداخل؛ والآخر يسعى الى توظيف نتائج هذا المشروع لتحصيل مكتسبات
سياسية يوزن الانتفاضة.
ما سبق ذكره لم يكن تجريداً, وانما جرت محاكمته عيانياً في قمة الجزائر, في حزيران ( يونيى)
الماضيء التي ردد البعض أن اروقتها شهدت, بالفعل» عملية فصل التوأمين؛ ولفت النظر الى ان خطاب
الملك حسين داخل المؤتمر لم يكنء بأي حال» تأججاً عاطفياً: انما عبارة عن عملية تفكير في قرار
الفصل بصوت عال. فتسقط من الخطاب عبارة «اذا كانت النزعة القطرية هي السائدة في هذه
العدد 185 يلول ( سبتمبر ) 1544 شؤون فلسطالزية 37و - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)