شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 13)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 13)
المحتوى
د. نبيل حيدري ح
وابرزها ما صدر على لسان عرفات نفسه, أوضحت انه لم يسبق الاجراءات أي تشاور بين الاردن
والمنظمة: وان القيادة الفلسطينية لم تبلّْ؛ رسمياً الا بعد صدورها . وسئل عرفات عن مغزى توقيت
اعلان هذه الاجراءات, فأجاب: «نعمء اختيار هذا التوقيت له معان كثيرة, ولكنني. حرصاً مني على
الانضباط بما قرره المجلس المركزي في المنظمة الذي اشار الى اهمية عدم التسرع في الرد؛ افضل
تأجيل هذا الجواب: حرصاً على تنفيذ القرارء وحرصاً على عدم تفجير الموقف مع الاردن».
.ويغض النظر عن النيات والخلفيات» فان منظمة التحرير وجدت نفسهاء فجأةء ازاء واقع جديد
تماماً يحتم عليها اتخاذ القرارات لمواجهته. وبالطبع» ليس امام المنظمة سوى «الواقع» واستنقاد
ممكناته بكل ما يحتويه هذا الاسلوب من عناصر. وممكنات الواقع الفلسطيني التي تتحرك الآن بين
تطوير العناصر الاولية لشكل وجودهم السياسي الذي تعدر عنه الانتفاضة: ويين حصاد نتائج عقدين
على الاقل من النضال السياسي والعسكريء وفكرة تشكيل حكومة المنفى احد ادواته.
حكومة المنفى الفلسطينية, بالمعنى الدوليء وف تعريف سريع, هي شكل دستوري انتقالي يعبّر
عن شخصية قومية اعتبارية تفاوض من أجل موقع قدم بين الدول, يفرض عليها قانون الالتزام أن
تقايض حصولها على الاعتراف بالالتزام بما تعارفت عليه هذه الدول؛ وضمن موازين القوى الراهنة.
وبالمعنى الوطني المطلق» فان حكومة المنفى هي الحاضنة الانتقالية لكل انجازات ومكتسبات مراحل
النضال من اجل الاستقلال. وبوصف اقل دقة قانونية هي التي تجني من مكتسبات وحقائق قوتها
الذاتية والموضوعية مجموعة اوراق قوية يلعبهاء بمهارة» من يعرف أي الاوراق يحرق الآن؛ وفي سبيل
ماذا ؟ تلك هى رهبة المسؤولية» عندما يتعلق الامر بمصير بلاد وعباد.
السؤالء الآن» هو هل حكومة المنفى هي الخيار الوحيد ؟ ام انها اختبار للخيارات الاخرى >
تحدد الاجابة عن ذلك مجموعة الشروط التي على الحكومة العتيدة الالتزام بها. فمسار الحركة
الفلسطينية يشير الى تفضيل الحل الدبيلوماسي السياسي على الحل العسكري. وهذا يعني: دوليأء
العودة الى النقاش حول القرار 47؟؛ ولكن لن يعود الاعتراف بهذا القرار مشكلة اذا لقيت حكومة
المنفى اعترافاً دولياً كبيراً. والتزاماً في الامم المتحدة بتنفيذ كل القرارات الصادرة منذ العام 19141
والتخوف الاكيد؛ هناء هى استمرارية رفض الولايات المتحدة الاعتراف بها » تماماً كما هى الحال»
الوم بالنسبة الى م.ت.ف. اى كنموذج آخرء بالنسبة الى رفض واشنطن الاعتراف بجبهة تحرير
ناميبياء على الرغم من مقاطعة العالم اجمع لجنوب افريقيا واعتراقهم بحركات التحرير الافريقية.
أذن» يصبح المطلوبء هناء هو «الشغل» على حكومة النفى كخيار. وانضاجها انطلاقاً من ان
الانتفاضة ستدوم دهراًء وان حكومة المنفى ستعلن غداًء أي ان يتم انضاج الفكرة, والحشد لهاء
عربياً ودولياً. بصمت المحاور البارع, دون الدخول اليها (ممرمسدود باتجاه واحد) لكي يبقى مكان
الانسحاب والتراجع والدوران» وهى ما لا تفتقده خبرات القيادة الفلسطينية. ان توسيع الخيارات
الفلسطينية الاخرى هو الامر المطلق الآن» وان تم تعامل على المستوى نفسه من الاهمية التي تحظى
بها فكرة حكومة المنفى. واهم الخيارات الفلسطينية على الاطلاق هو تعزيز صمود الفلسطينيين فى
الداخل. فالمطلوب: هناء الآنء بعد كل هذ! النزيف, هو اعادة تأسيس شروط انتاج الانتفاضة, لتبقى
مستمرة مهما كان ثمن هذه الاعادة» وبدون تكرار اخطاء «دعم الصمود» السابقة. بل والاستفادة
من درووسها للوصول الى واقع مقاوم أمثل.
وكما قدم القرار الاردني الفرص والتحديات الى م.ت.ف. كذلك فانه فرض على الساحة
1944 ‏شْيُون فلسطزية العدد 18 أيلول ( سبتمير)‎ 1١
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)