شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 18)
المحتوى
ل الانتخابات البلدية, ماضياً وحاضراً
جديدة في تطور عمل الزعامة الفلسطينية في الداخل ترك تجربة واسماء سوف تظلل محفورة في ذاكرة
الشعب الفلسطيني . وكان أبرز هؤلاء رئيس بلدية نابلس» بسام الشكعة؛» ورئيس يلدية رام الله, كريم
خلف ورئيس بلدية البيرهء ابراهيم الطويل» ورئيس بلدية الخليلء فهد القواسميء وآخرون في مجالس
قروية ية أيضاً . وكان القادة هوّلاء أبناء مخلصين للجبهة الوطنية الفلسطينية: التي ازدهر نشاطها ما
بين الاعوام 191/7 - 2197/8 وأبرز خريجي هذه الجبهة, التي كانت تضم الى جانبهم؛ عددأ من
الشخصيات والفعاليات الوطنية. غير أن جيل تلك المرحلة تحمّل مسؤوليات أكبر بكثير مما كان يقدمه
اليه الواقع المحلي والمحيط المنظماتي من دعم. وعلى العكس من ذلك أخضع ايناء هذا الجيل
لانعكاسات التنافس التقليدي بين القوى الفلسطينية؛ المؤتلف منها داخل م.ت.ف. ومؤسساتها
والخارج عن اطاراتها أيضاً. وعلى الرغم من كون الضفة والقطاع ساحة رئيسة في برامج جميع هذه
القوى من دون استثناءء فقد ظلت تمثل حلقة اهتمام ثانية: وربما ثالثة, في نشاطات منظمات الحركة
الوطنية الفلسطينية التي انشغلت في معارك الخارج (لبنان) أكثر بكثير من انشغالها واهتمامها
بالساحة الرئيسة: بغض النظر عن مبررات وأسباب هذا الانشغال. وأدى ذلك الى طرح مهمة مزدوجة
أمام الجيل الجديدء الذي عملت القوى الوطنية الفلسطينية على استقطاب رموزه المستقلة وأدخلتها
دائرة نفوذها؛ بصورة أو بأخرى. وتقوم هذه الازدواجية على لعب دور سياسي كامل في الوقت الذي
يحتفظ هؤلاء بمواقع في المؤسسات البلدية الخدماتية؛ التي انتهت الى منابر سياسية؛ فيما ظلت
الخدمات العامة لا تجد من يهتم يها. وعمل أفراد القيادة المطلية؛ المنتخبين» أصلاٌء للبلديات
كسياسيين يديرون شؤوناً بلدية, وليس كرؤساء بلديات لهم مواقف سياسية. ونجحوا في الانتقال الى
لعب دور قيادي على مستوى الشارع الوطني » لكنهم فشلوا في ادارة الجوانب الاخرى ذات الطايع
الاجتماعي والخدماتي في حياة السكان؛ مما جعل معركتهم مزدوجة أيضاً؛ في جانبيهاء السياسي
والخدماتي» فخيضت الحرب ضدهم ف الاتجاهين ومن غير جهة (امتتع الاردن عن دعم البلديات
التي لا نفوذ له داخلهاء وحرمها من ميزانياتها المقرة والتي كانت تتلقاها سابقاً؛ وسعى الى تعزيز نفو
مؤيديه في الضفة الغربية). لكن الخطر الاكبر على هذه القيادة لم يأت: فقطء من هذا الجانب وحسب»
وانما ساهم فيه مجموع التعقيدات القائمة في حينهء والتداخلات التي جعلت رؤبساء البلديات
الوطنيين عرضة لمعارك متشابكة, لم تتوفر لها فرص أاقامة سياج يحميهاء كما هى حال الانتفاضة
الحالية, التي حصّنت نفسهاء إلى حد بعيدء بكثير من الاجهزة الدفاعية القعّالة, كما سنرى لاحقاً.
الى ذلك أدى تقويض المؤسستين السياسيتين اللتين أنشئتا خلال سنوات الانتعاش الوطني: وهما
الجبهة الوطنية الفلسطينية (141/5 -.1518) ولجنة التوجيه الوطني ‎)١147-151/8(‏ من دون أن
تتركا تمثيلاً فعلياً لهما في المذاطق المحتلة, الى تحويل الرمون القيادية في هذا الجيل من مناضلين من
داخل كتلة وطنية ذات أبعاد تنظيمية معينة» الى شخصيات منفصلة انحصر دورها في حدوب حركتها
الخاصة واجتهاداتها الشخصية المدعومة يتعاطف شعبي عامء ليس له تجسيد مادي يمثل درع
الحماية أمام هجومات محتملة. لذلك دخل الاحتلال معركته من موقعين: الاول, العمل بكل الوسائل
لمنع رؤساء البلديات من لعب دور سياسي قاعل ومتحدٌ للاحتلال: فأقدمت السلطات على اقالة المجالس
البلدية «المتعبة» بدءاً من العام 16/0 وأبعدت بعض رموزها الى لخارج البلاد. وأكملت القوى
الظلامية الارهابية الاسرائيلية (التنظيم الارهابي اليهودي السري) المعركة من موقع الاعتداء
الجسدي المباشر. قحاولت اغتيال كل من الشكعة وخلف والطويل» ففشات: لكنها نجحت في ايذاء
الاولين منهم يصورة مؤلة. تبع ذلك اقالة المجالس البلدية «المشاغبة» في العام 1547. وانتهت بذلك
مرحلة هامة في تاريخ تطور العمل الوجلني» لم تدرس كفاية حتى اليوم» وبدأت مرحلة جديدة
العدد 187.ء أيلول ( سبتمير ) ‎١1844‏ هون فلسطؤية /ا1
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)