شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 45)
- المحتوى
-
د. محمد عبدالعزيز ربيع حب
للفرد الاسرائيي. وإذاء بينما يتمتع الاسرائيليون بمستويات معيشية مرتقعة» وخدمات حكومية جيدة,
يعاني سكان الضفة والقطاع من تدني مستوى أنواع الخدمات كاقة وانعدام بعضها الآخر.
يتضح من الارقام والحقائق التي أشرنا اليها أعلاه ان اسرائيل قامت بتحويل المناطق المحتلة الى
اسوا مثال للتبعية والتخلف المفروض من الخارج. اذ ان اعتماد المناطق المحتلة على اسرائيل
للحصول على 5١ بالمئة من الوارددات؛ وتصريف ١ بالمئة من الصادرات, وأيجاد فرص العمالة لحوالى
١ بالمئة من قوة العمل» يجعل تبعية تلك المناطق لاسرائيل تبعية مطلقة تقريباً . اما التخلف المفروض
من الخارجء فتعكسه وتكرسه القوانين الاسرائيلية التي أدت الى مصادرة اكثر من ٠٠ بالمئة من
اراضي السكان, واحكام السيطرة على الموارد الطبيعية كافة من مياه ومعادن, ومنع الاستثمار في
قطاعات الصناعة والزراعة؛ وحرمان المنتجين من التسويق في أسرائيل, اى تطوير اسواق جديدة في
اورويا وأميركا.
أما في ما يتعلق بحقوق .العرب السياسية والانسانية والقانونية تحت حكم الاحتلال؛ فيمكن
القول ان ليس لها وجود. اذ يصف الاستاذ الجامعي الاسرائيلي افيشاي مرغليت ديمقراطية اسرائيل
بأنها «ديمقراطية ال الاسياد» تجاه العبيد. كتب مرغليت في مقالة نشرها في «يديعوت احرونوت»: دان”'
الاسياد اليهود يتمتعون بكل فوائد الديمقراطية؛ بيذما يقوم العبيد بالخدمة فقط . ان لهذا الوضع
اسماً آخر؛ انه اسم رذيل ولكنه اسم مناسبء انه التفرقة العنصرية. ان نظام التفرقة العنصرية (في
جنوب افريقيا) ولد في الفترة عينها التي ولدت فيها اسرائيل. ويهدف ذلك النظام؛ كما تقول قوانينه,
الى الحفاظ على نقاء وشخصية الجنس الابيض داخل الدولة؛ وذلك مع الحفاظ على شخصية المواطنين
الاصليين مع منح هؤلاء حق تطوير سلطة ذاتية لادارة شؤونهم وحكم انفسهم. البيض والسود
تفصلهم القوانين والحدود التي تفصل أماكن سكن كل جنس على حده. اما السود الذين يعملون في
مناطق البيضء حتى ولو كان عملهم دائماًء فانهم يعتبرون عمالاً مقتين؛ كما تعتبر اقامتهم مؤّقتة؛
وبالتاليء لا تخوّلهم تلك الاقامة حق الحصول على أية حقوق سياسية او اجتماعية. اذا استبدلت
كلمتي يهودي وعربي بكلمتي ابيض واسودء فان الصورة داخل اسرائيل تصبح واضحة وعلى
حقيقتها»(1"). أضاف الكاتب الاسرائيلي تامار بيليك: ان «ممارسات اسرائيل تخالف القانون الدولي
وتتناق مع القيم الانسانية: خاصة في ما يتعلق بعملية مصادرة الاراضي واقامة المستوطنات عليها».
اما بالفسبة الى معاملة الفلسطينيين» فيقول بيليك أن «على السكان الحصول على تصريح من
السلطات لكل خطوة يقومون بها؛ اذ من المحظور عليهم ترك المناطق التي يعيشون فيها دون تصريح؛
واذا تركواء فان عليهم الرجوع في تاريخ محدد, وال فقدوا حقهم في العودة الى وطنهم. انهم بحاجة
الى رخصة لزراعة شجرة؛ ا شجيرة. وجني محصول البصلء وقبول تبرعات مالية» وتحويل نقود الى
الخارج» وممارسة المحاماة, وتأسيس جمعية خيرية؛ وارسال مواد مطبوعة الى خارج المناطق التي
يعيشون فيهاء(7” ١
أن قانون التفرقة العنصرية في جنوب افريقياء على الرغم من قسوته وانعدام انسانيته: يعتبر أقل
اضطهاداً للسود من قوانين التفرقة العنصرية التي تمارسها اسرائيل ضد عرب فلسطين. اذ بينما
يحول نظام الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا دون قيام البيض بالسكن في مناطق السودء فان نظام
التفرقة العنصرية الاسرائيلي يسمح. بل ويشجع أيضاًء قيام اليهود بالاستيلاء على اراضي العرب
واقامة المستعمرات اليهودية عليها. وبينما يسمح نظام جنوب افريقيا باقامة السود مؤقتاً في مناطق
البيضء فان نظام اسرائيل يمنع العرب ليس فقط من الاقامة في اسرائيل: بل وايضماً من المبيت,
5 اشيُون فلسطزية الحدد 181 ايلول ( سيتمير) 1348/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22445 (3 views)