شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 51)
المحتوى
د . محمد عبد العزين ربيع لل
التطلعات الوطنية لشعب فلسطين وتكرار العدوان على الدول العريية المجاورة للحؤول دون نجاحها
في بناء قوة عسكرية واقتصادية ذاتية في مقدورها مواجهة التحديات الاسرائيلية. ولقد استوجب العمل
في هذا الاتجاه توظيف جزء متزايد من الموارد المالية والبشرية المحدوبة لبناء القوة العسكرية المطلوية.
والثاني: بناء مجتمع رفاه يتمتع بمستويات معيشية مرتفعة في مقدوره اغراء غالبية يهوب العالم
على الهجرة الى فلسطين. ولقد استوجب العمل في هذا الاتجاه توفير السكن والعمالة والخدمات
الصحية والاجتماعية والثقافية» الخ للاعداد المتزايدة من المهاجرين الجدد والقدامى, وذلك بتكاليف
ونا كانت متطلبات تحقيق كل من الهدفين تتناقض مع متطليات تحقيق الهدف الآخر, وان امكان
استخدام مورد معين للقيام بدورين متنافسين في آن هى امكان معدومء فان اسرائيل فشلت في تحقيق
الجزء الاكبر من أهدافها تلك. وفي الوقت ذاتهء استوجبت سياسة العمل على تحقيق الهدفين في آن
زيادة الاعتماد على مصادر الدعم الخارجية واهمال متطلبات تحقيق تحقيق الاستقلال الاقتصادي وما يعنيه
ذلك من تضحيات في المدى القصير. وهكذا اصبح من المتعذر نجاح اسرائيل في التغلب على ما تواجهه
اليوم من مشاكل اقتصادية ومالية وتخفيف درجة الاعتماد على المعونات الخارجية؛ الآ اذا قامت
بتغيير عقيدتها السياسية: أو على الاقل احداث تغيرات كبيرة وأساسية في تلك العقيدة.
إن بناء جيش قويء كبير العدد وحديث العتاد: يتطلب زيادة الانفاق العسكريء وزيادة الضرائب
على الشعبء وخفض مستويات الاستهلاك والواردات من الخارج, وخفض الانفاق على الخدمات
الاجتماعية بوجه عام. وفي المقابل؛ تتطلب عملية رفع المستويات المعيشية وتوقير الخدمات بالقدر الكافي
لاغراء يهود العالم على الهجرة الى فلسطين خفض معدلات الضرائب, وخفض الانفاق على الجيش,
وزيادة الانتاج والاستهلاكء والانفاق بسخاء على مشاريع الاسكان ومشاريع الخدمات الاجتماعية,
بأنواعها كافة. وكما اثبتت تجارب الشعوب المختلفة عبر التاريخ» لم تستطع أية دولة تحقيق الهدفين
كاملين في آن» ان استوجب تحقيق كل من الهدفين التضحية: كلياً أو جزئياً بالهدف الثاني.
من خلال السعي الى تحقيق الهدفين معاً. أخذت مشاكل اسرائيل الاقتصادية والمالية تتكاثر
وتتراكم. وبعد هزيمة اسرائيل جزئياً » في تشرين الاول ( اكتوير ) 1415 وتراجع معدلات الهجرة الى
فلسطين تراجعاً كبيراً. اتجهت الحكومات الاسرائيلية المتتابعة» خاصة في عهد الليكوب, الى الاقترا
من الخارج بكثافة:ء واستثمار الاموال الجديدة في تقوية الجيش لتقليل احتمالات هزيمته 3
الجيوش العربية» وفي الوقت ذاته؛ رفع مستويات المعيشة لتثبيط همم الراغبين في الهجرة الى الخارج
وتقوية دوافع هجرة اليهود من الخارج الى فلسطين. ونتيجة لذلك: ازدادت ديون اسرائيلء وارتفعت
تكاليف خدمتهاء وضعفت دوافع العمل والانتاج. ومع حلول منتصف الثمانينات: كانت ميزانية الدولة
تجاوزت قيمة الناتج القومي الاجماليء بينما بلغت تكاليف خدمة الديون الخارجية حوالى ‎١5‏ بالمئة
من الميزانية وتكاليف الجيش اكثر من 517 بالمئة[5*). وحتى في حالة استثناء المعونات العسكرية
الاميركية, والتي تبلغ ‎١,8‏ مليار دولار في السنة؛ فان ميتي الجيش تبقى في حدوب ‎١17‏ بالمئة من
الناتج القومي الاجمالي(” ')؛ وهي نسبة مرتفعة للغاية» تعادل ثلاثة أمثال ما تنفقه اميركا من ناتجها
القومي على قواتها المسلحة.
أن اسرائيل: اليوم» هي اكثر دول العالم اهتماماً بالجيشء واعتماداً عليه» وانفاقاً على نشاطاته
المختلفة. وعلى سبيل المثال» بلغت نسبة الاسرائيليين المجندين في العام ‎١580‏ حوالى 55,6 لكل
66 شْيُون فلسطنية العدد 187ء ايلول ( سبتمير) 1944
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)