شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 186 (ص 53)
- المحتوى
-
د. محمد عبد العزيز ربيع ل
من ناحية أخرى, تستهلك ميزانية الجيش في اسرائيل حوالى 5 بالمثة من ميزانية الحكومة,
والتي بلغ حجمها في العام 1587 حوالى 5 ؟ ملياردولان. في المقابل: تنفق دول المواجهة العربية حوالى
١ يالمئة من ميزانيتها على شؤون الدفاع ؛ بينما تنقق دول حلف شمال الاطلسي حوالى 7,6 بالمئة من
ميزانياتها على شؤون الدفاع فقط. وهذا يجعل انفاق اسرائيل على الجيش منسوياً الى الناتج القومي
ضعف معدلات أنفاق دول المواجهة العربية» واربعة أمثال ما تنفقه دول حلف شمال الاطلسي( 00
وبالمقارنة مع بعض دول الغرب الصناعية الاخرىء نجد ان الولايات المتحدة الاميركية تنفق على
قواتها المسلحة حوالى ستة بالمئة من ناتجها القومي؛ بينما تنفق بريطانيا خمسة بالمئة ؛ وتنقق كل من
فرنسا والسويد اربعة بالمئة؛ والمانيا الاتحادية ثلاثة بالمئة ؛ واليابان واحد بالمئة!”0.
ان اختصار مشاكل اسرائيل الاقتصادية والمالية الى حدود معقولة يمكن التعايش معها يتطلب
خفض الميزانية بنسبة 5/ بالمثة على الاقلء اى زيادة الناتج القومي ليصبح اربعة أمثال ما هو عليه
اليوم دون زيادة الميزانية. في ظل الظروف الراهنة ودون تنازل الكيان الصهيوني عن عقيدته
السياسية» يبدو من المستحيل تحقيق أي من الهدفين خلال ,7١ أى ٠١ أو حتى 65١ سنة. اضف
الى ذلك ان خفض الانفاق الحكومي بنسبة كبيرة من المؤكد ان يؤدي الى حدوث انكماش اقتصادي
وانتشار البطالة وانخفاض المستويات المعيشية بوجه عام, وبالتالي اضعاف قدرة اسرائيل على جذب
المزيد من المهاجرينء اى الحفاظ على مستوى التسلح الحالي. وهذه أمور تتناقضء تماماًء مع العقيدة
الصهيونية والاطماع الاسرائيلية. أما مضاعفة الناتج القوميء فلا يمكن ان تتم دون زيادة الانفاق
الحكومي» وزيادة الاستثمارات: وخفض مستويات الاستهلاكء والانقاق على الجيش. وعلى افتراض
امكان حدوث نمى اقتصادي متواصل وبنسبة اربعة بالمئة في السنة, أي ضعف معدل نمى
اقتصاديات دول الغرب الصناعية؛ والتحكم في نمو الميزانية ليكون في حدوب اثنين بالمئة في السنة فقطه
فان اسرائيل ستحتاج الى حوالى 6٠ سنة لاختصار مشاكلها الاقتصادية والمالية» لتكون في حجم
مشاكل اميركا الحالية. وعلى الرغم من ضعف احتمال حدوث الافتراض السابقء فان الكاتب
الاسرائيلي بيس كدرون يعتقد بأن الضغوط السياسية الداخلية تجعل من ال مستحيل خفض ميزانية
الجيش على الرغم من تضخمها("). لذاء يقول عدد كبير من الاقتصاديين الاسرائيليين ان انهاء
الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة يعتبر الخطوة الاولى الى خفض ميزانية الجيش والبدء
في حل المشاكل الاقتصادية والمالية المستعصية(١'). وعلى سبيل المثال: يقول يغئال أفيف دان الهدف
الاقتصادي الاول لنا لبد وان يكون العمل على كسر الطوق الذي يحيط بتاء وهو شرط يعتير اساسياً
لتحقيق الاستقلال الاقتصادي». كما يضيف أفيف «ان هذا الشرط لن يتحقق الآ من خلال البدء
بعملية سلام والتأكد من تحقيق السلام في النهاية»(7"). ). أما سمها بحيري: فيقول ان أزمة اسرائيل
الاقتصادية المستعصية هي نتيجة للالتزامات العسكرية الكبيرة والتى استوجبتها ظروف الاحتلال
وغياب السلام(١. ١ ١
أما كتاب «لن ينجى أحد؛ قصة القنبلة النووية الاسرائيلية», فيشير الى ان اسرائيل استثمرت
أموالاً بافظة في بناء قوة نووية وقوة عسكرية تقليدية, «وان الحفاظ على المستويات العالية لكل من تلك
القوتين تسبب في غلق المدارس والمستشفيات» وافلاس المزارع» وانتشار الفقر والجهل والمرض. ان
اقتصاد اسرائيل اليوم, يشرف على الهلاك؛ مما أدى الى طرد معلّمي المدارس وغلق الكثير منهاء
واختصار اليوم الدراسي» وبالتالي تنشئة جيل من الاميين. نظام الخدمات الصحية في اسرائيل دخل
مرحلة الانهيار. وقريباً سيصبح العلاج المناسب نوعاً من الترف الذي يحتكره الاغنياء وذوى
رن شقن فلعطزية العدد 186 أيلول ( سبتمير) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 186
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22446 (3 views)