شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 54)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 54)
المحتوى
سل السياسة الفلسطينية تجاه «المجموعة الاوروبية»
لهذا السلوك؛ ولكنهم يدركون, أيضاًء أن فعاليات هذه الغزوة لم يكن لها جدوىء وما كان لها أن تبقي
على آثر دون تأمين خطواتها ومياركتها من قبل بريطانيا وشركائها الاستعماريين. وذلك عقب سقوط
فلسطين في قبضة الاستعمار الاوروبي!؟).
لقد نجم عن شعورهم بالظلم أن أبدى الفلسطينيون عميق أسفهم تجاه أورويا بصفة عامة: بل
وتجاه أنفسهم أحياناً نتيجة للخدعة التي الحقها بهم الحلفاء الاوروبيون ابّان الحرب العالمية الاولى.
ذلك أن نضالهم ضد ما أعتبروه الظلم والطغيان التركي (الاسلامي) أوصلهم الى ظلم أكثر فداحة»
ومن عنصر غريب عنهم في كل شيء ! نلمس هذا الشعور في أكثر من مناسبة. ففي العشرينات جاء في
بيان للجنة التنفيذية العربية في فلسطينء في ذكرى حلول اثنى عشر عاماً على احتلال القدس
‎)١1975(‏ ما يعبّرعن الشعور بخيبة الامل من وعود بريطانياء وان «الشعب الفلسطيني يذكرء بدموع
الحزن» ضحاياه التي قدمها في سبيل قضية الحلفاء في الحرب العامة». وقد تابع بيان اللجنة: «وبدلا
من الحصول على الحرية والاستقلال: خرجت علينا ‏ بريطانيا ‏ بسياسة ظالمة أورثتنا القلاقل
والاضطرابات» وعرضت كيانناء كأمة, للفناء والاضمحلال...2(*). وفي الثلاثينات: ذكر قادة اللجنة
العريية العليا ‏ وهي أعلى هيئة تمثيلية فلسطينية في ذلك الحين ‏ ان الحكومة العثمانية كانت أرحم
من الحكومة الحالية (حكومة الانتداب)؛ فقد منعت اليهود الغرباء من شراء الاراضي وتملكهاء كما أن
السلطان عبد الحميد لم يخرج أي فلاح من أرضه...2(١).‏ كذلك يستذكر الفلسطينيون أن بلادهم,
وعلى الرغم من معاناتها من الظلم العثماني, احتفظت بصيغتها العربية!"). وهنا يبدو الظلم الاوروبي
مضاعفا. مقارنة يسابقه التركي» لأن فلسطين فقدت استقلالهاء وكادت تفقد عرويتهاء بعد
استعمارها من بريطانيا التي تعاونت والدول الحليفة مع الصهيونية.
' يمكن تبرير «ملامح الظلم» في الصورة الاوروبية بما يعتمل في الضمير الفلسطيني بمسؤولية
أوروبا عن خلق المسألة الفلسطينية"). وهو شعور يكاد يتمتع باستمرارية متواصلة. فعندما تطرق
بيان ل «الجماعة الاوروبية» الى مساهمة دول أورويا القربية في رفع المعاناة الانسانية عن اللاجئين
الفلسطينيين, من خلال دعم وكالة الغوث الدولية (أونروا)» رد المندوب الفلسطيني في الحوار العربي
الاوروبي بأن «ما بذلته أوبويا من جهد اقترن بمسؤولية كبيرة تقع على كاهلها في تطور الاحداث
التي أدت الى نكبة فلسطين»17). ولعل في هذا المثال ما يكفي للادراك ان الشعور بالمسؤولية الاوروبية
هو شعور مستقر بقدر ما هو مستمر في الذهن الفلسطيني . ومعنى ذلك أن صورة أورويا الظالمة لا
تحتاج الى كبير معاناة لكي تبرز بين الحين والآخر.
نكثت أورويا الاستعمارية بأكثر من عهد للعرب والفلسطينيين. ولذلك يتحدث الفلسطينيون: في
أدبياتهم حول القج لقضية ألة لفلسطينية. عن الغدر الاوروبى. ود تتخلل, الى حد بالغ, ملامح الشك وعدم
الثقة في السياسة الاوروبية في ثنايا تلك الادبيات.
0 العالمية الاولى. وطبقاً لوجهة النظر الفلسطينية الاكثر شيوعاً ؛ فان القوات البريطاتية: التي
دخلت فلسطين في العام 15171: ما كان لها أن تحقق ذلك دون رضاهم (:'). وأكد هذا الرآي القائد
الالماني فون ساندرس » الذي ذكر «أن البريطانيين كانوا يتقدمون نحى بيت المقدس وكأنهم أصدقاء.
بينما واجه الاتراك موجة من: العداء السافني(١).‏
العدد /141: تشرين الأول ( اكتوير ) 198/7 لشُُون فلسطيزية مه
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17764 (3 views)