شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 74)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 74)
المحتوى
سل الانتخابات الاسرائيلية وعملية السلام...
تغليبه للمضلحة القومية العليا على المصالح الحزبية ‏ الفئوية.
هذا التشخيص للموقف السياسي وهامش حركته لكل من المعراخ والليكود؛ تثبت صحته
بالممارسة العملية. فالليكود أيد كل الحروب الاسرائيلية ‏ العربية التي حصلت في عهد حكومات
المعسكر العمالي وكثيراً ما دفع باتجاه شن تلك الحروب ؛ بينما لعب دوراً كابحاً وضاغطاً على الصعيد
السياسي في عهد تلك الحكومات. في المقابل» نادراً ما اتخذ المعراخ العمالي مواقف سياسية معارضة
من التسوياتء أو الاتفاقيات؛ التي انجزها الليكود وه في الحكم. فعلى الرغم من تحفظاته من مشروع
الحكم الذاتي الذي طرحه بيغن على الكنيست: فقد اكتفى المعراخ, في حينه, بالامتناع عن التصويت
(في أواخر العام /1917). لكنه, عند التصويت على اتفاقيتي كامب ديفيدء أيِّد الاتفاقيتين على الرغم
من تحفظاتهما من مشروع الحكم الذاتي» ومن موضوع ‎١‏ ازالة المستوطنات في مشارف رفح وسيناء؛
بينما اتخذ الليكودء قبل ذلك؛ مواقف معارضة في الكنيست ضد اتفاقيات فصل القوات في اعقاب
حرب العام 1417, وكذلك ضد الاتفاق المرحلي الثاني في سيناءء؛ في العام 141. وتبرز هذه
الوضعية. لناحية هامش المناورة السياسية في مواقف الطرفينء في الموقف من حرب لبنان»: واهداف
تلك الحرب. فالمعراخ ‏ كما أكْد أكثر من واحد من قادته ‏ أيّد تلك الحرب على اساس خطتها
الصغرىء أي في شقها الفلسطيني. لكنه اتخذء لاحقاً. موقفاً انتظارياً ازاء الأهداف السياسية لتلك
الحرب» وفي مقدمها اقامة نظام حكم جديد في لبنان؛ وابرام معاهدة سلام معه. وهكذاء فعلى الرغمٍ
من معارضته اللاحقة للاهداف السياسية للحرب» كونها «غير واقعية», الآ انه لم يتخذ موقفاً معارضاً
من المفاوضات الاسرائيلية ‏ اللبنانية» ولا من الاتفاق الذي تم التوصل اليه.
وهذا التشخيص لمواقف الحزبين الكبيرين: وللدور الذي يمكن لكل منهما ان يلعبه على صعيد
عملية التسوية في المنطقة, يقود الى استنتاج على غاية من الاهمية. فاذا كان الحزبان الكبيران قادرين
النزاع» غير متكافئين. فعلى هذا الصعيدء يمتلك الليكود اليد الطولى. فهو الأقدر على التوصل الى
تسويات» وهى الأقدر على كبح مساراتها.
اذن فعدم التكافق هذا بين الحزبين الكبيرين المرشحين لقيادة سفينة الحكم في اسرائيل: بعد
الانتخابات المقبلة, والناجم قٍ الأساس -كما أوضحنا سابقاً -عن الخلل الذي حدث في ميزان القوى
الاول من عمر الاحتلال, الدمضع التعادل - مع ميل طفيف أحياناً لصالح معسكر اليمين - في العقد
بعد ترجمته الى اتفاقيات سياسية, أى الى مجرد مسارات ومشاريع سياسية: يجب أن يؤخذ في عين
الاعتبار على الصعيدين, الاقليمي والدولي؛ من جانب أطراف النزاع المباشرين» والمعنيين به في سياق
عملية تقويم نتائج الانتخابات الاسرائيلية باحتمالاتها المختلفة, وتأثير تلك النتائج في الخيارات
السياسية الاسرائيلية في المرحلة المقبلة.
وفي مجال الاحتمالات: هناك أكثر من احتمال بالنسبة الى نتائج الانتخابات المقبلة. وكل واحد
منها - طبقاً ميزان القوى .الذي يأتي به - يفتح ابواباً. ود نوافذء امام هذا الخيار السياسي أو ذاك,
الصعد الاسرائيلية والعربية والفلسطينية والدولية» اذا اسفرت الانتخابات المقبلة عن عدم
العدد 187 تشرين الأول ( اكتوير ) 1587 يون فلصازية 7
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)