شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 105)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 105)
المحتوى
أحمد ثابت سس
للبنان. ولكنء قبل ذلك؛ نلفت النظر الى عناوين فصول الكتاب الستة. ففي الفصل الاول يتناول المؤلف منابع
السلوك الاسرائيلي؛ أي غزو لبنان؛ وفي الفصل الثاني يتعرض الى مقدمات الغزو تحت عنوان «التصعيد»؛ بينما
يعرض لعملية الغزى في الفصل الثالث؛ ويتناول انحسار الغزى وتوقيع اتفاق ‎١7‏ أيار ( مايى ) تحت عنوان
«التراجع» أو «الانحسار» في الفصل الرابع؛ ثم يعرض لانهيار اتفاق ‎١‏ أيار ( مايو ) في الفصل الخامس؛
وأخيراً يعالج معضلة الامن الاسرائيلية التي لم تحل بغزى لبنان في الفصل السادس. وبوجه عام, تكمن أهمية
الكتاب في تركيزه على تداعيات ومترتبات الغزو على الكيان الصهيوني من الداخل.
يبدأ المؤلفء في الفصل الاول, باستعراض تفسيرات عدّة للغزى الاسرائيلي للبنان؛ وهي أربعة؛ استخرجها
جميعاً من كتابات لاسرائيليين على اختلاف توجهاتهم وآرائهم ولبعض المحللين الغربيين. يرى التفسير الاول ان
السلوك الاسرائيلي عموماً. وتجاه غزو لبنان خصوصاًء هو نتاج لايديولوجيا عداونية تجعل من الصعب عليها
التصرف بسياسة سلمية تجاه جيرانها؛ بينما يذهب تفسير ثان» وهو موال لاسرائيلء الى ان اسرائيل تعد ضحية
بريئة» لموجة «تعصب عربي عام» ينحو نحو السيطرة على الشرق الاوسط . وهى يجسد «الرؤية الاصولية
الصهيونية» ؛ في حين يعزو التفسير الثالث للسلوك الاسرائيلي الى عوامل نفسية وخصائص شخصية تميز صانعي
القرار في تل - أبيبء والذين لا تزال تسيطر عليهم ذكريات الاضطهاد التاريخي لليهود والعقد النفسية؛ اما
التفسير الرابع فيستند الى السياسات الداخلية في اسرائيل» والتي تؤثر في سلوكها تجاه الجيران؛ وهو ما يبدو
في تصارع القوى السياسية الذي يدفع بصانعي القرار الى الاستجابة.
ويرى المؤلف ان التفسيرات الاربعة سالفة الذكر لا تقدم؛ بالاجمال, تفسيراً كافياً. أو دقيقاً. للسلوك
الاسرائيلي تجاه لبنان في السادس من حزيران ( يونيو) ‎١9/87‏ تحديداً. ويقدم تفسيره الخاص من عدة
مستويات. فهو يرى ضرورة أخذ طبيعة النظام الدولي في الاعتبار, والذي يتميز بغياب قوة عالمية تكون بمثابة
«المحكم». ومن هذا تجد الدول ذاتها مضطرة الى حل مشكلات امنها بصفة فردية: وبتطبيق ذلك على الاوضاع
في منطقة الشرق الاوسط يزعم المؤلف ان سياسات دول المنطقة تتسم بطبيعة عنيفة حيث تعاني من مشكلات
الامن الجماعيء والفرديء ولا يعود طابع العنف الى اختلاف اللغات والاديان بين هذه الدول» وانما الى معضلة
الامن في الاساس. وعلى حد زعمه انه اذا كان هناك احساس متزايد بمعضلة الامن بين شعوب المنطقة كافة:
من عرب وايرانيين وصوماليين واثيوبيين واتراك واكراد ويربر وموارنة, الخ, فلا شك في انه يلقي بآثاره على
المجتمع الاسزائيلي من الداخل ! 1
وهذا ما دفعه الى القول ان مواجهة معضلات الامن في الشرق الاوسط تستدعى حلول عملية» أو براغماتية
وعقلانية» تتحول الى رؤية استراتيجية ! وينقل المؤلف عن أحد الكتاب الاسرائيليين (دان هوروفيتش) قوله ان
اسرائيل تفضل نموذج الدراسات الاستراتيجية حول الامن القومي عن سياسات معينة تجعل للدولة مدى أوسع
للامن, تصير. بموجبه. أقل ادراكاً لاعتبارات الامن القومي» وتفوقها على قضايا أخرى مثل الاقتصاد والمكانة
الدولية أى الايديولوجيا. وعلى هذا الاساسء فان معضلة الامن لدى اسرائيل هى الاسساس في سلوكها تجاه العرب,
وتتضمن الاختيار بين استجابة مسبقة مؤكدة, أو استجابة مصاحبة لموقف بعينه. وهنا لسنا في حاجة الى اثبات
خطأ:وخداع هذه الرؤية:» التى تنظر الى الاقطار العربية في الوطن الواحد نظرة تجزيئية وتدخلها في محيط
فسيفسائى يسمى الشرق الاوسطء يخفى من خلفه الاقرار بوجوب شىء يدعى اسرائيل ك «دولة» من دول
المنطقة. ومن ناحية أخرىء لا يمكن القول ان مشكلات هذه الدول تعود, في الاساس.ء الى الامن والصراعات
الاقليمية. فباستثناء الحرب العراقية ‏ الايرانية لا نعرف حالات نشوب صراع مسلح بين تركيا وبسورياء أو تركيا
والعراقء أو ايران وسورياء الخ فضلاً عن أن التوترات والنزاعات بين هذه الدول انما تعوبء في الاساسء الى
مخططات القوى الكبرى. ولا نبالغ اذا قلنا ان مشكلات الديمقراطية والتنمية والتبعية والعدل الاجتماعي
والوحدة السياسية القومية هي ما تواجهه بالفعل وليس الاحساس الهستيري بالامن ومضاعفات غياب الامن,
كما يزعم المؤلف. ‎١‏
ويحاول ال مؤلفء على الرغم من ذلك؛ اثبات صحة موقفه بأن المعطيات البراغماتية لمعضلة الامن هي
غ١٠١‏ اشيُون فلسطيزية العدد ‎:.١181‏ تشرين الأول ( اكتوير ) /194
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 13626 (4 views)