شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 107)
- المحتوى
-
أحمد ثايبت لس
خطوطاً دائمة أو مؤقتة؟ وقد هدفت قوات اسرائيل من وراء اعادة الانتشار والتمركز في مواقع على جبل الباروك
الى ضمان عدم التعرض للهجمات السورية والفلسطينية وتلك التي تأتي من قبل التنظيمات اللبنانية. غير ان
العقبة الرئيسة: هناء ان هناك حوالى 4٠١ آلف فلسطينى ولبنانى يعيشون خلف الخطوط الاسرائيلية الجديدة,
وان هؤلاء سوف يتحولون الى مصادر للمقاومة ضد الوجود الاسرائيلي؛ وهذا ما حدث,؛ بالفعل؛ وشكل مصدر
التهديد الرئيس لهذا الوجود وحيث لم تفلح خطة اعادة الانتشار في حل معضلة الامن الاسرائيليء والتي كان من
المتصور في ذهن قادة العدو (بيغن وشامير وشارون)؛ انها سوف تحل بمجرد تدمير البنية الاساسية ل م.ت.ف.
وترحيلها عن لبنان: وتأمين الحدود الشمالية ضد الهجمات الفلسطينية واللبنانية. فعلى الرغم من الاستعدادات
العسكرية الحصينة؛ والتي لم تقل عن تحصينات خط بار ليف الشهير, الآ ان الذعر سرعان ما دب في قلوب
الاسرائيليين على حد قول المؤلف عقب اقامة هذه التحصينات وتقوية جيش لبنان الجنوبي العميل لاسرائيل
بأقل من شهرين فقطء عندما اندفعت سيارة ملغومة في اتجاه مقر القيادة الاسرائيلية» بالقرب من صورء لتنفجر
وتقتل حوالى ستين شخصاً؛ منهم تسعة وعشرون من كبار ضباط العدو. وقد تعدى أثر الغزى قتل الضباط
والجنود وتدمير مقر القيادة وتخريب التحصينات, الى كونه صار «بداية الانهيار» - على حد تعبيره - واهتزاز ثقة
القوات الاسرائيلية في امكان البقاء هناك - أي في لبنان فترة أطول.
ورصد يانيف الخسائر الاسرائيلية بين بداية الغزى في السادس من حزيران ( يونيو) 1947 والاحتفال
بمرور ثلاث سنوات على «عملية سلامة الجليل» وهو عينه» تاريخ الانسحاب . فقد قتل 545 أسرائيلياً؛ كما
أصيب حوالى 7١87؛ وارتفع عدد الارامل بين عائلات الضباط والجنود الى 4 4؟؛ ووصلت تكاليف عملية الغزى
الى خمسة مليارات دولار» بعد ان كان مقدرا لها ألا تزيد على مليار ونصف المليار فقط. كان هذا هو مهحور الفصل
الخامس الذي رصد فيه؛ أيضاًء عملية الانسحابء ومراحله: ومواقف القوى السياسية داخل اسرائيل.
وفي الفصل السادسء الاخيرء تناول المؤلف «المعضلة التي لم تحل» أي معضلة الامن الاسرائيلي؛ فذكر ان
وزير الدفاع: رابين؛ ادرك ان مشكلة «الارهاب» الآتية من لبنان لم تحلء ولكن تم احتواؤها مؤقتاً. وان وعود
رئيس حركة «أمل», نبيه بريء بايقاف الهجمات ضد اسرائيل اذا تم حل جيش لبنان الجنوبي, بقيادة انطوان
لحدء قد تصبح حقيقية في حالة اقدام الاسرائيليين على ذلك؛ غير أنه ادرك ان سوريا سوف تسمحء ان عاجلاً أم
آجلاًء ل «التنظيمات الارهابية» التابعة لها بشن حملات «تخريبية» ضد اسرائيل. وهكذاء فان المشكلة التي
اجبرت اسرائيل على غزو لبنان لم تحل من وجهة النظر الاسرائيلية؛ وعاجلاً أم اجلاء أيضاً. سوف تجد اسرائيل
نفسها مواجهة بالاختيارات القديمة عينها: القيام بعمليات محدودة وضربات وقائية ومتوقعة (سوف تؤدي الى
توترات أكثر على الحدود وداخل المجتمع الاسرائيلي).
غير ان المشكلة صارت أكثر عمقاً من الحالة المحفوفة بالخطر, والتي تهدد الامن في جنوب لبنان. فقد صرح
رابين بأن المشكلة الرئيسة للامن الاسرائيلي تأتي من مواجهة على نطاق واسع مع القوات النظامية العربية»
بغض النظر عن تهديد الجنوب اللبناني. فاسرائيل لا تزال تتوقع استمرار, ونموء التهديد السوريء حتى في اطار
انهاء الحرب مع مصر. ذلك أن ازدياد القوة العسكرية السورية يقلل من رغية دمشق في الوصول الى حلول وبسط.
هذا فضلاٌ عن بقاء التهديد السياسي الذي تشكله القضية الفلسطينية؛ والذي لم تنجح عملية الغزىء وكذلك
الحصار السوري للمنظمة في بيروت وطرابلسء في انهاء القضية سياسياً. وقد تنجح اسرائيل في ضمان أمنهاء
من خلال تعظيم مزايا الامن في الامد القصين ولكنها لن تضمن ذلك على المدى الاطول. وبالاضافة الى ما ذكره
المؤلف, الا انه تجاهل عودة الدور الفدائي والعمليات الفدائية التي تقودها فصائل المنظمة المختلفة, وفي مقدمها
«فتح», الى الجنوب اللبناني» وقيامها بدور رئيس في عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية وبالتنسيق مع التنظيم
الشعبي الناصري في الجنوبء وهو ما يشكّل خطراً دائماً على اسرائيل» يجعلها تقوم باغارات مستمرة محاولة
تدمير مواقع المقاومة الفلسطينية في الجنوب والبقاع.
١544 ) اشؤُون فاسطيزية العدد /181.: تشرين الأول ( اكتوير 1١١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 13629 (4 views)