شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 16)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 16)
المحتوى
سل الانتقاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
الذين ينفذون حرب العصايات. ؟ ‏ تجنيد النساء والفتيان في مواجهة جيش جيد التسلّم» بغية
احداث اقصى حد من التأثير الاعلامى والدولي. ‎ *‏ امتناع رجال العصابات عن استعمال السلاح
الناري... باستفزاز جنود الجيش الاسرائيليء ودفعهم الى استعمال سلاحهمء واستعمال شاذ
للقوق»(")
وتوقف المؤرخ الاسرائيلي يشعياهو بن بورات عند الطابع الشعبي للانتفاضة: فرأى : «ان ما
يميّز موجة الاضطرابات الحالية هو استعداد العديدين للمخاطرة في مواجهات صدامية مع قوى
الامن... ان جرأة السكان, واستعدادهم للمخاطرة بحياتهم, هما الاساس لامكان نشوب انتفاضة
شعبية. فكل حادثة قتل» وكل جنازة جماهيرية؛ تثير موجة من الكراهية: وتعزز ارادة الاتضمام الى
النضال ضد الاحتلال»(0)
ان جملة التوصيفات السابقة التى حشدها المللون والمعلقون الاسرائيليون لتعريف
الانتفاضة: لا يمكن النظر اليها باعتبارها مجرّد ترف اكاديميء: أو تنافس في اضفاء النعوت
والتوصيفات على الانتفاضة الفلسطينية؛ بل هيء في واقع الامرء تعكس مدى الارتباك والقلق الذي
يعتري العقل الاسرائيلي السياسي» والعسكري, ليس ازاء فهم الانتفاضة واستيعاب آلياتها فحسب,
وانما ازاء كيفية التعامل معهاء عسكرياً وسياسياً. فالذي يثير القاق الاسرائيلي, بالدرجة الاولى؛ هى
الاخفاق الاسرائيلي في السيطرة عليها. كتب المعلق العسكري زئيف شيف: «يثبت تفاقم الاضطرابات
في قطاع غزة ان ما يحدثء الآنء أمام أنظارناء هو استراتيجية فلسطينية جديدة: لا يوجد لدى
اسرائيل رد معقول عليهاء حتى الآن. فلا رد للجيشء ولا لقوات الامن؛ ولاء بالتأكيد» للمرتبة
السياسية...»(1).
الانتفاضة وبنية الجيش الاسرائيلي
ان عجن المؤسسة الامنية الاسرائيلية عن اخماد الانتقاضة الفلسطينية؛ بعد شهور طويلة من
انطلاقتهاء لا يعكس عجزاً مطلقاً لتلك المؤسسة الامنية, وانما يعكس المفارقة بين طبيعة الانتفاضة
الفلسطينية: المستمدة من جملة الخصائص التي تجعلها متميزة في بنيتها وآلية عملهاء عن كافة
الحروب السابقة؛ وبين طبيعة مؤسسة الامن الاسرائيلية» التي جاءت محصلة لخبرة الحروب العربية
- الاسرائيلية السابقة, واستجابة لمتطلبات الحروب المقبلة» التي هي؛ من المنظور الاسرائيي» ستكون
حروياً ضد جيوش نظامية.
لقد اكتسب الجيش الاسرائيلي خبرات واسعة في مجالي الحرب التقليدية وحرب العصابات . ولكن
الانتفاضة الفلسطينية» كنموذج للصراع» تختلف عن كليهما. كتب شيف: «ان الجيش الاسرائيلي لا
يواجه, هناء جيوشاً نظامية. كما اننا قادرون على التصدي للارهاب بنجاح, ويثمن ضئيل نسبياً. لكن
الوضع., هناء مختلف؛ فالواقع السياسي دفع الجيش الى شرك صعب. فمن الواضح ان الجيش
الاسرائيلي قادر على فرض النظام في المناطق [الحقة]ٍ فترة معينة بقوة السلاح. ولكن هذا يتطلب
قتل الكثيرين: بكل ما يترتب على ذلك من دلالات سلبية, سواء في نظرنا أم في نظر الكثيرين من يهود
الشتات. فهذا شرك لا فستطيع أن نكون فيه منتصرين؛ وما يعتير انتصاراً» لا يمكن ان يدوم( ).
فالانتقاضة الفلسطينية ليست فعلاٌ عسكرياً بحتاًء ب تدعي فعل ع كرياً مضاداً» ويسمح
للكيان الصهيوني باستغلال تفوقه التسليحي والتدريبي لحسم الصراع عسكرياً. بل هي فعل: سمته
الاساسية انه شعبي وغير عسكريء من حيث امتناع الفلسطينيين: حتى الآن» عن استخدام
العدد ‎.١188‏ تشرين الثاني ( توفمير ) 114 لثون فلسطلزية 1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7247 (4 views)