شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 19)
المحتوى
عمر سعادة
والاجتماعية. لقد تمكّن أحد موظفي الامم المتحدة العاملين في قطاع غزة من توقع حدوث الانتقاضة
الجماهيرية في المناطق المحتلة» ويموعدها المحدد تقريباًء من خلال استقرائه لمجمل الظروف السياسية
والاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين في الضفة والقطاع('')., بينما الخفقت اجهزة الامن
الاسرائيلية في الوصول الى مثل هذا الاستنتاج» أى الى شيء قريب منه, لأنها «لم تعمل على وضع
تقديرات استخبارية حول الاوضاع العامّة في المناطق المدتلة؛ وأنما انشغلت» أساساً؛ في جمع
المعلومات لاحباط الاعمال الفدائية»("'). كتب يوسي ميلمان: «لقد استمرت اجهزة الامن في عملها
الروتيني قصير النظر في ضبط أمن المناطق [المحتلة]. فالتقصير هناء هو أولَا وقبل كل شيء,
استخياري. لم يُعد جهاز الامن والجيش الاسرائيلي والشرطة والامن العام تقديرات محدّثة للوضع
ولم تعط أجهزة الآمن تحذيراً استخبارياً بامكان وجود تحرك شعبي منظم وواسع الخطاق في المناماق
[المحتلة]»(7"). ولم يكن الجهل يتوقيت الانتفاضة هو التقصير الوحيد الذي منيت به مؤسسة الامن
الاسرائيلية, بل ترتب عليه تقصير آخر في تقدير حجم الانتفاضة» ومستواها. لقد كشف وزير الدفاع
الاسرائيليء اسحق رابينء في جلسة الحكومة الاسرائيلية بتاريخ ‎,.154/4/١/٠١‏ عن ان «مؤسسة
الامن لم تقدّر أن الاضطرابات وحوادث ' خرق النظام العام ' في المناطقء ستكون بمثل هذه القوةء
وانها ستستمر فترة طويلة الى هذا الجد»(05.
أما رئيس الاركان الاسرائيلية. دان شمرون: فأعلن, بعد أيام قليلة من اندلاع الاحداث؛ «ان
حجم الاضطرايات الاخيرة في المناطق [المحتلة] فاجأ الجيش»7''). وبالنتيجة. فقد تم تحميل أجهزة
الامن الاسرائيلية مسؤولية الاخفاق في توقع الاحداث؛ وتقدير حجمها وطبيعتهاء الامر الذي دفع
المسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية الى تشكيل هيئة جديدة لمعالجة تقدير الاستخبارات في المناطق
المحتلة. غير ان هذا الاجراء جاء متاخراً. حيث اتخذت الانتقاضة الشعبية القلسطينية مساراً
مختلقاً. الغى؛ الى حد كبير, فعالية أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في المناطق المحتلة. لقد اعتمدت
اسرائيل طوال عقدين من الاحتلال؛ على اجهزة الامن لضمانٍ سيطرتها على الضفة والقطاع. وقد
استطاعت تجنيد عدد من ضعاف النفوسء» فشكلت منهم ذراعاً أمنية تخترق عمق المناطق المحتلة,
وتؤمن لها سيلاً من المعلومات والتقارير حول نشاط وتحركات العناصر الوطنية. ومع انطلاقة
الانتفاضة الشعبية؛ بادر الفلسطينيون الى محاسبة هؤلاء العملاء وتطهير المناطق المحتلة منهم. وقد
أعدم عدد منهمء بينما أعلن البقية تويتهمء أو هربوا الى خارج المناطق المحتلة الامر الذي أدى الى
فقدان مؤسسة الامن الاسرائيلية لقرون استشعارها في المناطق المحتلة. كتب يورام بيري: «ان جنود
لواء غولانيء ولواء غفعاتيء والمظليين؛ ولواء الناحال» ليسوا هم الذين قاموا بتأمين الحكم الاسرائيلي
للمناطق [المحتلة] على مدى عشرين عاماً: وانما وسائل رقابة اجتماعية أكثر تطوراً: شبكة كثيفة من
العملاء. الذين قدموا تقارير الى السلطات» عمّا يحدث في كل زاوية وركن» ووسائل رقابية وعقابية من
جانب جهاز الامن العام وزعامة تقليدية» كانت تقوم على الرغم من معارضتها للاحتلال ‏ بلجم
السكان المحليين» ووسائل ادارية من العقاب والثواب... ان هدف الانتفاضة هو تقويض شبكة الرقابة
الاسرائيلية» وجعل الاحتفاظ بالمناطق [المحتلة] يكلف الاحتلال ثمناً باهظاً جداً. ويالفعل» فان جهاز
الامن العام فقد الكثير من قدرته على الرد ع ؛ كما خاف المتعاونون على مصيرهم منذ واقعة الاعدام في
بلدة قباطيةء حيث اعلنوا التوية. وباتت عناصر معتدلة تتردد, مرة أخرىء في الاعراب عن
موقفهاء().
لقد كان طابور العملاء. هى عين الاحتلال وأذنه في الضفة والقطاع. ويتصفية هذا الطابور,
18 اشن فلسطزية العدد 184: تشرين الثاني ( توقمير) 1944
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10662 (4 views)