شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 24)
- المحتوى
-
ب الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
لقد اضطر الجيش الاسرائيلي الى استعارة اساليب وتكتيكات الانتفاضة الفلسطينية: حيث لم
يعد للتفوق التكنواوجي أهمية كبيرة في صراع يقوم على الالتحام المباشر بين عناصر القوتين
المتصارعتين. وقد علّقت صحيفة غربية على تورّط الجيش الاسرائيلي في الصراع الجديد, ب «ان
الجيش الاسرائيئي الذي يتميز بتكنولوجيته المتقدمة أعاد عقارب الساعة الى وراء. فبد ل من التركيز
على استخدام الاسلحة التي تعمل بالكومبيوتر يقوم الباحثون بصنع هراوات من الفيبرغلاس: بدلا
من الهراوات الخشبية التي تنكسر بسرعة؛ كما ظهر الدقع الذي يطلق الحجارة» والجرّافة التي
أصبحت رمزاً يدل على عمل الجيش الاسرائيي»7"). ويصورة عامة؛ فان مجابهة الانتفاضة
الفلسطينية فرضت على الجيش الاسرائيلي اجراء تغييرات جذرية على خطط عمله واسلوب ادارته
للصراع؛ سواء من حيث الحشد البشري والانتشار, أى الوسائل القتالية المستخدمة: أو تدريبات
الجنود واعدادهم, اعداداً خاصاً, لهذا النمط من الصراع. كتب معلق عسكري اسرائيلي: «الآن»
يواجه الجيش الاسرائيلي مرحلة جديدة تتمثل في الاستعداد لمواجهة حرب ثورية طويلة مضادة: وفي
التواجد المكثف جداً في المداطق» مع كل ما يرتبط بذلك: تغيير خطط العمل والتدريبات العادية؛
استدعاء جنود الاحتياط لفترة تزيد على أريعين يوماً؛ ؛ اقامة وحدات جديدة في اطار حرس الحدود؛
تدريب الجنود المستجدين على مكافحة أعمال الشغب... ويقوم الجيش بملاءمة نفسه؛ من الناحية
اللوجستية أيضاًء مع هذا القتال الجديد. فقد تم ادخال وسائل جديدة لتفريق الجمهرات الى حيّز
الاستخدام, دون الحاجة الى التحام بدني بين الجندي والمتظاهر: مدفع حجارة, مدافع المياه الملوتة
والمواد التي تنبعث منها روائح؛ وسيتمٌ استخدام وسائل اخرى لم يتم الاعلان عنها بعد»[/2).
ان احدى الميزات الهامة للانتفاضة على الصعيد العسكري انها فرضت نمط تشغيل مرهقاً
ومكلفاً لمؤسسة الامن الاسرائيلية, يتمثل في الاشتباك المتواصل مع القوات الاسرائيلية؛ على مدار
الساعة؛ وعلى امتداد المناطق المحتلة: دون ان تترك لها فرصة للراحة: أى الامساك بزمام المبادرة:
بحيث شكّلت الشهور الطويلة» منذ انطلاقة الانتفاضة؛ عملية استنزاف حقيقية للجيش الاسرائيلي.
قال أمير أورن: «ان هذه حرب استنزاف , واسرائيل لا تستيطع الانتصار في حرب استنزاف. فقد بني
الجيش الاسرائيلي للحروب الخاطفة التي يسرّح في نهايتها جنود الاحتياط الى بيوتهم وأعمالهم. وكل
معركة من هذا القبيل سواء على قناة السويسء او في لبنان» او في المناطق [المحتلة] يخرج منها
الجيش الاسرائيلي مصاباً بالضرن (8).
لقد فقد الجيش الاسرائيلي سيطرته الميدانية على المناطق المحتلة؛ على الرغم من محاولاته الحثيثة
للتكيّف مع متطلبات الصراع؛ على مستوى التكتيكات والوسائل. وأصبح استمرار الانتفاضة
وتصاعدهاء أو توقفهاء رهناً بعوامل عديدة» أهمّها الارادة الفلسطينية وليس الجيش الاسرائيلي. وقد
اعترف بهذه الحقيقة وزير الدفاع الاسرائيليء رابين» عندما اعلن, في تموز ( يوليو ) الماضي» «أن اولئك
القائلين بأن مشاكل الانتفاضة يجب حلها بالقوة العسكرية مخطئون »وانه لا ينبغي تحميل الجيش
الاسرائيلي مهمّات؛ حلّهاء يتمء ققط ؛ في الاطار السياسي»(” ؟). فرابين لم يصل الى هذا الاستنتاج الآ
بعد اخفاق الوسائل والتكتيكات كافة, وبعد استنفاد جميع اساليب القمع والقتل والتدميرء التي
مارسها الجيش الاسرائيلي للسيطرة على المناطق المحتلة, بتعليمات من رابين نفسه.
تكثيرات الانتفاضة في الجيش الاسرائيلي
لم يكن اخفاق الجيش الاسرائيلي في السيطرة على المناطق المحتلة هى المحصلة الوحيدة للصراع
العدد 184 تشرين الثاتي ( توفمبر ) 1544 لشؤين فلسطيزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)