شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 27)
- المحتوى
-
عمر سعادة
في التعامل مع السكان: حيث أصبحت العقويات الجماعية هي المبدأ العام»(”*). وفي وضع كهذاء
فان مهمة الجيش الاسرائيلي تصبح ممارسة الاحتلال اليومي لشعب كامل مصمّم على مقاومة
الاحتلال. وبدون تواجد عسكري مكثفء وانتشار واسع للجيش على امتداد المناطق المحتلة, لا
يستطيع الجيش ممارسة مهمته الجديدة. وهنا لا بد من الاشارة الى عبء جديد أضافته الانتفاضة
الفلسطينية الى جملة أعباء الجيش الاسرائيلي ودفعته الى بعثرة قواته في المناطق المحتلة بصورة
مغايرة لأهدافه العسكرية الاستراتيجية . ففي الصراع المحتدم داخل المناطق المحتلة؛ وفي سبيل كنس
الاحتلال» ورموز السيطرة الاسرائيلية كافة في الضفة والقطاع؛ ورداً على اعتداءات المستوطنين على
المواطنين الفلسطينيين» فقد وجه الفلسطينيون ضريات عنيفة للمشروع الاستيطاني الصهيوني في
الضفة والقطاع, بحيث تحوّلت كتلة مستوطنات غوش عتسيون: شمال منطقة الخليل: ومن القدس
حتى النقبء الى بؤرة للانتفاضة. ولم يكن ثمة مستوطنة في هذه المنطقة لم تتضرر فيها سيارات
المستوطنين من الرجم بالحجارة. وقد تحدث أحد قادة المستوطنات, شيلو غال» عن الوضع الذي
تعيشه المستوطنات في ظل الانتفاضة:؛ فقال: «لا تكاد تمر ليلة واحدة من دون تخريب للممتلكات:
خطوط المياهء أى خطوط الكهرياءء أى المباني الزراعية: أو المزروعات. كل ذلك بالاضافة الى الحرائق
التي شكلت ضيربة شملت اليلد كله»(”*). لقد كانت المستوطنات الاسرائيلية تشكل جزءاً حيوياً من
شبكة الدفاع الاقليمية لاسرائيل؛ ويفعل الانتفاضة الفلسطينية؛ فقد تحوّلت هذه المستوطنات الى
هدف ثابت لضربات الفلسطينيين: الامر الذي أدى الى تحول شبكة المستوطنات في الضفة والقطاع
الى عبء أمني جديد يضاف الى أعباء الجيش الاسرائيلي. كتب الصحفي الاسرائيلي يورام دينشتاين:
«عندما اقيمت المستوطنات الاولى بالقرب من مراكز تجمّع السكان العرب» ووسطهم أيضاًء وضعت
نظرية كاملة لتحديد الهدف من هذه العملية المعقدة والباهظة التكاليف. فسمعنا أن المستوطنات في
الضفة الغربية وغزة تلعب دوراً استراتيجياً في السيطرة على قمة الجبل؛ وعلى محاور الحركة الرئيسة.
وقيل لنا: ' أن الجيش يحتاج الى شبكة دفاع اقليمية, يجب نسجها من مستوطنات يهودية... '
وأوضحوا لذا ان تواجد اليهوب بين القرى العربية سيضاعف من قوة الرددع الاسرائيلية ...
«ثم جاء الواقع فأوضح أن هذه المستوطنات لا حول لها ولا قوة ولا أهمية. فوجوب مستوطنات
يهودية وسط سكان عرب معادين لا يساعد الجيش الاسرائيلي» بل يحتم عليه انتشاراً غير سليم
لقواته, من أجل توفير الحماية للمستوطنات»7؟0).
” الاستعداد القتالي للجيش الاسرائيلي
قبيل انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية؛ كان الجيش الاسرائيلي منهمكاً في استيعاب دروس حرب
لبنان؛ وفي تطوير اساليبه القتالية» واستيعاب العديد من الاسلحة الحديثة؛ في سياق خطة شاملة
لتطوير الجيش الاسرائيلي؛ استعداداً لخوض الحرب المقبلة. وكانت خطة العمل السنوية للجيش
الاسرائيلي تركزء بصورة رئيسة؛ على موضوع التدريبات؛ لرفع الكفاءة القتالية للجندي الاسرائيلي.
وفي ذروة انهماك الجيش الاسرائيلي في تطبيق برنامجه التدريبى الشاملء «جاءت أحداث المناطق
[المحتلة]... ونسفت كل الخطط. فهناك قوات بأعداد هائلة: وحدات نظامية؛ ووحدات احتياط: تماذ
المناطق التي تسودها الاضطرابات في الضفة والقطاعء وتعطلت التدريبات تماماًء وانهارت برامج
التدريبات المنسقة على أحسن وجه؛ والتي سبق أن وضعها الجيشء من أساسهاء!””).
ان الانتفاضة الفلسطينية لم تعرقل البرنامج التدريبي للجيش الاسرائيلي فحسبء بل فرضت
51 هَرُون فلصطؤية العدد 184. تشرين الثاني ( نوفمير ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10662 (4 views)