شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 29)
- المحتوى
-
عمر سعادة
التسليحى للجيش الاسرائيلي بفعل الانتفاضة. فقد استنزفت الانتفاضة الفلسطينية جزءاً هاماً من
الموارد المالية المخصصة لمهام تطوير وتسليح الجيش الاسرائيلي. وقدرت وزارة الدفاع الاسرائيلية ان
تكاليف التصدي للانتفاضة:؛ في المجال العسكري وحده؛ تبلغ نصف مليار دولار. وفي حزيران
( يونيى) الماضيء «طلبت دناية الدفاع من وزارة المالية زيادة ميزانيتها بمبلغ 45٠ مليون دولاره
بسيب نفقات الانتفاضة»(''). ونظراً آلى ان النشاطات العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية
والقطاع تموّل من الميزانية الجارية, الملخصصة العمليات التنفيذية, والصيانة» والمشتريات: والبحوث»
فان الضرر يلحق بهذه الفروع جميعهاء يسبب النقص في الميزانية الجارية. وقد اعترف بهذه الحقيقة
رئيس شعبة الامداد والتموين في الجيش الاسرائيليء الجنرال مناحيم عينان» عندما اعلنء في تموز
( يوليى) الماضيء «ان نفقات التصدي للانتفاضة تضرٌ بتزويد الجيش الاسرائيلي بوسائل قتالية» وان
الميزانية الحالية للجيش تفتقر الى الاموال لتحقيق الحد الادنى من الاهداف الحيوية للجيش». وقد
هدد عينان قائلاً: «اذا لم نحصل على علاوة خاصة لميزانية الدفاع: كتعويض عن النفقات التي
تسببت بها الانتفاضة:؛ فسوف أوصي بايقاف تسليح الجيش الاسرائيلي بوسائل قتالية»[0).
ان الاستعداد القتالي للجيش الاسرائيلي ينهض على ركني التدريب والتسليح. وقد تضرّر هذان
الركنان بفعل الانتفاضة الفلسطينية. ولعل هذا هو ما أشار اليه دوف زكهايم عندما كتب في صحيفة
«لوس اتجلوس تايمن»؛ في أيار ( مايى ) الماضي: «ان أحد الابعاد غير المؤكدة كثيراً للوضع في المناطق
المحتلة, هى تأثيره في وضع قوات الامن الاسرائيلية في المستقبل. فليس فقط ان الانتفاضة تطلبت ثمذاً
باهظاً من ناحية معنويات الجيشء بل انها شوّشتء بصورة خطيرة» على مشاريع الامن بعيدة
المدى 07
ان تأثير الانتقاضة على الاستعد اد القتالي للجيش الاسرائيلي لا يرتبط بالمستقيل البعيد فحسبء
بل ان مقدماته أصبحت واقعاً ملموساً باليد. فالمدير العام السابق لوزارة الدقاع, الجنرال مناحيم
ميرون: شدد على تراجع الاستعداد القتالي لدى الجيش الاسرائيلي(''). وأشارت مصادر عسكرية
اسرائيلية الى أن وزير الدفاع: رابين» «سيؤجل التصديق على مشروع العمل المتعدد السنوات الخاص
بالجيش الاسرائيلي» وذلك بسبب قضايا تتعلق بالميزانية. وتقدّر المصادر العسكرية ان التأخيرات
العديدة: على الرفم من أنتهاء التخطيط لبناء القوة للسنوات المقبلة, ستخلق وضعاً غير مريح وغير
سليم» 0
التأثيرات اللحنوية
امتدت تأقيرات الانتفاضة الفلسطينية في مؤسسة الامن الاسرائيلية لتطال المنطقة الاكثر
حساسية في الجيش الاسرائيليء وهي الروح المعنوية لعناصر الجيشء ونظرة المجتمع الاسرائيلي الى
مؤسسة الامن. ١ ١
وتحتل الروح المعنوية للجنود الاسرائيليين حيّزاً كبيراً في اهتمامات القيادة العسكرية, التي
تكرس جهداً كبيراً لرفع الروح المعذوية لجنود في جيش محدود العددء ومتورط في عداء دائم مع محيطه
الجغرافي الكبير. وفي العادة, تتولى طواقم مختصة من علماء النفس متابعة الروح المعنوية للجندي
الاسرائيلي قبل المعركة؛ وفي أثنائهاء وبعدهاء باعتبار ان الروح المعنوية هي من أهم مكوّنات القدرة
القتالية للجيش الاسرائيلي. وتحرص القيادة الاسرائيلية, غالباً. على ان تضع الجندي الاسرائيلي في
أنسب حالة قتالية» من حيث توفير وسائل الحماية: والراحة» والرفاهية» بقدر الامكان.
58 شْيُون فلسطؤية العدد 184: تشرين الثاني ( نوفمير) /1528 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2201 (11 views)