شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 31)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 31)
المحتوى
عمر سعادة
الجنود الاسرائيليين في حال استمرار الوضع على ما هى عليه في المناطق المحتلة. وقال الطاقم: «ان
اسلوب استخدام القوة والعنف سيؤديء في نهاية المطافء الى زرع الفوضىء وخفض المعنويات: وزرع
العنف في قلوب الجنودء ونقل المعاملة القاسية التي يستخدمها الاسرائيليون: اليوم» في المناطق
[المحتلة] الى الحياة المدنية داخل اسرائيل»!'"). وقال العقيد (احتياط) يعقوب حسيداي: «ان
الجندي الذي يخدم في المناطق [المحتلة] يتعرض لحالة نقسية» كمأ لو كان في حرب عصابات . هناك
تور وخطر حقيقي على الحياة؛ وهى. طوال الوقت؛ في حالة استعداد كامل. لكنه يشعر بانعدام
المساواة؛ في الوقت الذي يعتبر في الخدمة» ويحمل السلاح:؛ ويرتدي الزي العسكريء وقيالته مواطن
يقوم بأعمال مدنية» ويبرنء هناء التناقض وتؤثر على حالته النفسية. "2 ‎١‏
لقد كانت تجربة الغزى الاسرائيلي للبنان قاسية على جنود الاحتلال: وتركت آثارها بعيدة المدى
في الوضع النفسي للعديدين منهم. غير ان تجربة الصراع في المناطق المحتلة تبدى في نظر الجنود
الاسرائيليين: أصعبء» وأعمق تأخيراً . قال جندي أسرائيئي خدم في قطاع غزة: في أثناء الانتفاضة
الفلسطينية: «لقد خدمت قبل يضع سنوات مرتين في الاحتياط في لبنان؛ ؛ صدّقني ان الامر هناك»
أيضاً لم يكن سهلاً ؛ ولكن اذا قمت باستطلاع للرأي بين أفراد وحدتي جميعاً ‎٠‏ سيقولون لك, كلهم,
انهم يفضلون أن يخدموا شهرين في الاحتياط في ' حزام الامن ' في لبنان» على ان يخدموا ثلاثة
أسابيع في القطاع». أما وزير الدفاع؛ رابين» فقد ذكر, في محاضرة القاها في آب (أغسطس) الماضيء
حول الانتفاضة, انه يستخلص من المحادثات التي يجريها مع الجنود «ان مئة بالمئة من هؤلاء الجنود
كانوا يفضلون الخدمة في لبنان» وليس في المناطق المحتلة» 9 ,
أن الاضرار المعنوية التى لحقت بالجنوب الاسرائيليين» بقعل الانتفاضة الفلسطينية» ستترك
آثارها العميقة في سلوك اولِتك الجنود» سواء في معسكراتهمء وفي أثناء المعارك» أم في الحياة اليومية
داخل المجتمع الاسرائيلي.
ويبدو ان الضرر الاكبر. على الصعيد المعنوي, قد أصاب المؤسسة الامنية بكاملهاء وذلك من
خلال تأثير الاحداث الاخيرة في نظرة الجمهور الاسرائيلي الى الجيش. فمنذ قيام دولة اسرائيل» احتل
الجيش مكانة خاصة في نظر المستوطنين اليهود؛ باعتباره المؤقسسة المركزية للدولة, المنوط بها حماية
الوجود اليهودي في فلسطين المحتلة. وقد تعززت مكانة هذه المؤسسة في المجتمع الاسرائيلي بقعل
الانجازات العسكرية والامنية التي حققتها خلال الحروب المتتالية التي أعقبت قيام دولة أسرائيل.
وعلى الرغم من الانقسامات العرقية» والدينيةء التي شهدها المجتمع الاسرائيلي» فقد حافظ قادة الكيان
الصهيوني على المؤسسة بمنأى عن الصراعات والانقسامات الداخلية» الامر الذي جعل مؤسسة
الامن تحظى» على الدوامء بالمكانة الاولى من ثقة الجمهورء باعتبارها «مؤسسة الاجماع الوطني». وفي
آذار (مارس) ‎١15/87‏ تبين من استطلاع للرأي»: أجراه معهد علاقات اسرائيل ‏ الخارج:؛ في جامعة
تل - أبيب» ان الجيش الاسرائيلي» يحتل المرتبة الاولى بين مؤسسات الدولة كافة. من حيث ثقة
الجمهور فيه. فقد كانت نتائج ذلك الاستطلاع على النحى التالي: الاحزاب ‎١١,5‏ بالمئة من ثقة
الجمهور؛ الصحف اثنين بالمئة» الشركات الاقتصادية ‎5١‏ بالمئة؛ الجامعات 05 بالمئة؛ القضاء 48
بالمكة؛ الجيش 5 بالمئة2"),
لقد أدى زج الجيش الاسرائيلي في الصراع داخل المناطق المحتلة الى اهتزاز صورة مؤسسة
الامن في نظر الجمهور الاسرائيني. فمن جهة:؛ ظهر انقسام حول اسلوي معالجة الجيش
3 نقُوُون فلسطيزية العدد 184: تشرين الثاني ( توفمبر) 1524
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10663 (4 views)