شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 49)
المحتوى
نافذ عليّان
الصناعة الاسرائيلية.
لقد تنوّعت الاساليب والادوات التي استخدمتها اسرائيل لتحقيق سياستها في فرض التبعية
والالحاق على الصناعة الفلسطينية. وأبرز هذه الادوات ما يلي("6):
‎١‏ - أدّى غياب السلطة الوطنية في المناطق المحتلة الى غياب الجهاز الاداري القادر على توجيه
المخرات للاستثمار الصناعيء اضافة الى حرمان الصناعة الناشئة من الدعم والحماية اللازمين
لنمو واستقرار الصناعة المحلية في الضفة والقطاع. كما أدى غياب السلطة الوطنية الى اعتماد
الصناعة المحلية. بصورة شبه مطلقة, على المبادرات الفردية والاستثمار الخاص الذي لا توفر له
الظروف السياسية والاقتصادية السائدة التشجيع اللازم؛ ناهيك عن كون ان امكانات القطاع
الخاص محدودة.
‏- يترافق مع غياب السلطة المحلية غياب الجهاز المصرفي الفلسطيني؛ بسيب الشروط التعسفية
التي تضعها اسرائيل لتحد من حرية عمل المصارف المحلية التي فتحت مؤخراً في غزة ونابلس(4.
ويؤدي غياب الجهاز المصرفي المستقل الى ضعف فرص الاقتراض اللازم لاسناد؛ ودعمء الصناعة؛
وهو ما يضع الصناعة المحلية تحت رحمة المصارف الاسرائيلية التي ليست لها مصلحة في دعم
القطاع الصناعي المحليء الآ في حدود ما يحقق سياسة الاحتلال في الالحاق.
‏وأشار بنبينستيء في هذا الصدد, الى ان السياسة الاسرائيلية» في ما يخص الصناعة المحلية في
الضفة والقطاعء تعتمد على اسلوب «التكامل والابعاد»» حيث تتم محاصرة وابعاد الصناعات المحلية
التي يوجد لها مثيل في اسرائيل» وتشجيع الصنذاعات التي تلعب دوراً مكملاً للصناعة الاسرائيلية (*0.
‏ضعف بناء الهياكل الأساسية (125غ©5201 10508 ) في الضفة والقطاع, بسيب ضعف
الاهتمام الاسرائيلي بتطوير المناطق المحتلة, وضعف موازنات البلديات المحلية.
‎ :‏ ثقل العبء الضريبي على الصناعة في الضفة والقطاعء الأمر الذي يرفع تكلفة المنتوجات
الصناعية ويضعف موقفها التنافسي مع الصناعة الاسرائيلية» خاصة وان الصناعة الاسرائيلية تجد
كل الدعم والاسناد من الحكومة. تضاف الى ذلك التعقيدات المختلفة التي تحد اسرائيل من خلالها,
استيراد المواد الخام من الخارج.
‏- ضيق السوق المحلي وصعوبة التصدير الى الخارج؛ بسبب قيود اسرائيل وظروف الكساد
التي تمر بها المنطقة العربية. ويؤدي ضيق السوق الى ابقاء الحجم النسبي للمؤسسات الصناعية
صغيراً الأمر الذي يحرمها من وفورات ت الانتاج الكبير؛ كما يؤدي ضيق السوق ال محلي الى احتداد
المنافسة بين المؤسسات الصناعية في الضفة والقطاع وكذلك مع الصناعة الاسرائيلية؛ وهذا يقرض
على الصناعة المحلية الدخول في معركة غير متكافئة مع الصناعة الاسرائيلية تكون نتيجتها اضعاف
الصناعة المحلية» وتراجعها. ومن الطبيعي ان تتركز المنافسة بين الصناعات الفلسطينية التي يوجدٍ
منها بديل اسرائيليء وهذا يؤدي الى اضعاف, وعزل, هذه الصناعة وبقاء المؤسسات التي تلعب دوراً
مكملاً للصناعة الاسرائيلية.
‏واشارت نتائج احدى الدراسات الميدانية("*) التي بحثت في اسباب تخلّف الصناعة في الضفة
والقطاع» الى ان 85 بالمكة من العينة ارجعت السبب الى ضيق السوق المحلي؛ في حين اعتقد 1 بالمئة
بأن السبب يتركز في الظروف السياسية القائمة والضرائب المرتفعة التي تؤدي الى اتخفاض
‏و رون فلسطية العدد ‎,.١844‏ تشرين الثاني ( نوقمبر) 15/44
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7279 (4 views)