شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 82)
- المحتوى
-
تقارير
تطور العلاقات الاسرائيلية الايرانية
8 غككذك لحكل
ان النظر الى العلاقات الايرانية الاسرائيلية يدعى الى الدهشة:؛ وذلك في ظلل الاتصالات التى تمّت بين
الدولتين. والتيى أخذت طابع السرية الشديدة؛ حتى في الآونة الاخيرة, عندما اتضح وجود علاقات ثلاثية بين
الولايات المتحدة وايران واسرائيل.
ان التتبع لتعطور هذه العلاقات يلاحظ لأول وهلة؛ انها مرت بأربع مراحل رئيسة: المرحلة الاولى منذ نشأة
دولة اسرائيل حتى اعتراف ايران بها على اساس الامر الواقع. المرحلة الثانية هي تدهور العلاقات في عهد
مصدق. المرحلة الثالثة. وهي الاهم, والتي شغلت حيزاً كبيرا في العلاقات بين الدولتين وذلك طيلة عهد الشاه
الراحل؛ وهي العلاقات التي بدأت منذ عودته؛ مرة أخرىء الى رأس السلطة في ايران؛ عقب الانقلاب الذي اطاح
بحكومة مصدقء وانتهت عند رحيل الشاه عن ايران: بصفة نهائية, في 1974/1١/17 عقب اندلاع أعمال
العنفء التى استمرت أكثر من عشرة شهورء استطاعت, من خلالهاء القيادات الاسلامية الاستيلاء على السلطة
بزعامة آية الله خمينيء في مطلع العام 15105. أما المرحلة الرابعة: فهي توضح حقيقة العلاقة بين ايران
واسرائيل؛ بعد قيام الثورة الاسلامية الى يومنا هذا . ١
للرحلة الاولى
على الرغم من ان ايران وقفت الى جانب الدول العربية في الامم المتحدة, وصوّتت ضد قرار تقسيم فلسطين,
الا انه كانت هناك اتصالات ايرانية اسرائيلية, بدأت منذ نهاية الاربعينات, بعد نشأة الدولة مباشرة. وقد
شهدت الاتصالات هذه انتعاشاً كبيراً في مطلع العام :.156٠ عندما اعلنت ايران اعترافها بدولة اسرائيل على
اساس الامر الواقع. لقد قامت ضجة كبيرة في البرمان الايراني» حيث وجهت الى الحكومة اسئلة كثيرة في مجلس
النواب: والشيوخء ولم تجرق الحكومة على مواجهة الامر صراحة؛ فراحت تناور. وقد تمثل رب الفعل الشعبي
الايراني» في بعض منهء من خلال تصريح علي أصغر حكمت؛ وزير الدولة في وزارة محمد مساعد الذي استقال
من الوزارة» وذلك في صحيفة «جورنال دي طهران»: في عددها الصادر بتاريخ /19/ 0/ 155, حيث أكد أنه
يجب على الحكومة اعادة النظر في علاقاتها مع اسرائيل بالنظر الى آراء الشعب وممثليه في المجلسين. وأشار الى
ان عملاء اسرائيل حاولوا الضغط على طهران: لكنه لا يعرف ماذا حدث بعد ذلك ؟ الاهم من هذا تصريحه بأنه
على الرغم من كونه وزير دولة في الوزارة التي اعترفت بدولة اسرائيل؛ الا انه لم يستشر في هذه المسألة اطلاقاً.
واذ! أخذنا وجهة النظر الاخرىء لوجدناها في التصريح الذي أدلى به السفير الايراني في القاهرةء علي دشتيء
والذي أكد ان الدول الاسلامية والعربية قد اعترفت؛ تقريباًء باسرائيل» من خلال مفاوضات الهدنة. وذكر أن
ايران لها مصالح في اسرائيل. وان خطوة الاعتراف بها قد تكرسست عند زيارة الشاه للولايات المتحدة, الآ أن
الاتصالات معها كانت منذ مدة. من هذه التصريحات, يتضح كيف كانت البداية في المرحلة الاولى من الموضوع,
وكيف تم الاعتراف. ان الاعتراف باسرائيل قد أحدث حملة غضب واسعة النطاق في ايران. فقد طلب اربعون
نائياً من اعضاء البرمان اقالة الوزارة. واجتمعت جمعية علماء المسلمين ووجهت الى الشاه رسالة شديدة اللهجة:
سألت فيها عن السر في اتخاذ هذا القرار. وفي النهاية. اضطرت السلطات الى اعلان الاحكام العرفية: ليتسنى
لها السيطرة واخماد الحركة الشعبية. كل هذه التطورات أدت الى استقالة وزارة محمد مساعد.
العدد 184: تشرين الثاني ( توقمبر ) 1584 دون فلسطيزية ىم - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)