شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 94)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 94)
المحتوى
ل اشكالية «التفوّق» ف الاستراتيجية الاسرائيلية
القرار الاسرائيليء وعلى مفهوم «الامن القومي» الاسرائيلي. ولكن هذا الرأي ليس سوى نصف الكأس. ومن
الممكن القول ان التفكير بمقتضى مبدأ «توازن القوى » (الشعب الذي كل أفراده جيش ومقاتلون) يظل الصوت
الاكثر طفياناً على سوأه. ولذلك: فان الدعوة الى التفوق في بناء القوة هو الرهان الوحيد لاسرائيل. ويمكن, في هذا
المجالء تجاوز رزمة الاعاقاتء والحل يكمن في قدرة اسراكيل على الاستفادة من امكاناتهاء واستثمار هذه
الامكانات حتى الحد الاقمى. فالصراع مع الدول العربية» في أساسه ‏ حسب هذا الرأي ‏ , هى صراع بين
نوعين من المجتمعات «تفصل بينهما هوّة حضارية وثقافية»» وان المجتمع الاكثر تطوراً هى الذي سيكسب آخيراً
في هذا الصراع. واسرائيل باعتبارها «تتميز بكونها مجتمعاً مقتوحاًء هي الاقدر على ممارسة آلية أدخال المعرفة,
والقدرة, وتحويلها الى مصدر قوة اضافية جديدة» مما يمكنها من تجاوز القيود والاعاقات: سواء كانت هذه القيود
اقتصادية؛ أوموارد بشرية». أن التحدي القائم بين اسرائيل والعرب ليس, اذأ في الموارد الطبيعية والمادية, وانما
في نوعية الفكر والعقل؛ ولهذاء فان سبل معالجة استغلال القدرة؛ والوسائل؛ تكتسب أهمية حاسمة في هذا
النقاشء على الصعيد النظري المحض, وذلك من أجل التصارع على ابقاء ثغرة المخارج مفتوحة على محور رهان
التفوق في القوة.
بيد أنه لا يوجد حل نهائي لهدم هذه الحلقة ا مستعصية: بعد الانتهاء من مراجعة الافكار الواردة التي
تطرحها مقاربات توازن القوى. اذ ان منطق القوة يصب في خيار المغامرة في أحسن الاحوال. وعلى أية حال؛ ليس
ثمة أمل في امكان ان تستمر اسرائيل «كدولة عظمى» في هذه المنطقة, طالما ان التكنولوجيا تشكل رهاناً مشتركاً
بين اسرائيل والدول العربية.
واضافة الى كل ذلك, ثمة عامل آخر لا يقل خطورة في دفع التوتر في النقاش الجاري الى مداه الاقصى. وهذا
يتلخصء أساساًء في صعوية تقديم حلول مطمئنة لاشكالية «عدم اليقين في المعركة المقبلة», بسيب المتغيرات
المتنوعة, والمعقدة, التى ادخلها تسايق امتلاك الاسلحة وأنظمة القتال المتطورة في المنطقة إلى ميدان الحرب.
ومن البديهي ان من شأن النقاش حول هذه المسألة إن يقودء عملياً الى البحث في مشاكل خارج اطار موضوع
النقاش» أي معالجة مفهوم الامن؛ والبدائل الاستراتيجية.
هذه باختصار, أبرز المحاور التي تشكل مصادر الاشكالية على المحور الراهن, والمستقبي؛ في اطار النقاش
يصدد الكمية والنوعية . وكما يمكن أن نرى من سياق العرض التالي؛ قان هناك تبايناً واسعاً في الاجابات والاسس
المنهجية التي تنطلق منها المقاربات المطروحة؛ حيث تعكس الآراء صدى نماذج البحوث الحديثة والتقليدية على
اختلافها وتباينهاء مثل نماذج تحليل الانظمة؛ وبحوث انظمة الاتصالات: اضافة الى الاستعانة بنماذج
التحليلات العسكرية الكلاسيكية, وانجازات الدراسات المتعلقة بالسيسيولوجيا التاريخية في مقاربة نظرية القوة.
كما يمكن أن نلمسء بشيء من التجريد» صدى النقاش الاميركي حول نظريات «الردع» في البحوث التي تعالج
هذا الجانب.
ولا شك في ان هذا التنوع المنهجي يضفي على هذه البحوث صفة أكثر جدية, ويوفر تبصراً أفضل الى
المشكلات الحادة المطروحة. ومع ذلك؛ قان هذه الميزة الايجابية لصالح مشروع هذه القراءة, لا يمكن لها ان
تحجب الجوانب السلبية التي يخفيها هذا التنوع؛ وهذه تتعلق» أساساًء بصعوية التوصل الى استنتاجات
قاطعة ونهائية. ويبدو. اخيراً » انه لا مناص من الاقرار بأن هذه النماذج التحليلية تهدف الى تأييد وجهة نظر ماء
أورأي ما. ولذلك؛ فانها تعكس الانقسام السائد خارج المؤسسة العسكرية الاسرائيلية» أكثر من كونها تعبر عن
جدل حقيقى داخل هذه المؤسسة. وهذ! يشير الى واحدة من أكثر المشكلات المزمنة التى تعانى منها المؤوسسة
العسكرية الاسرائيلية؛ وهى مشكلة تتمثل في العلاقة المتوترة التى تريطها بالمؤسسة السياسية. ان دلالة هذه
الازمة؛ يمكن التعرف عليهاء ببساطة؛ في كون ان النقاش حول هذه القضايا التي تدخل في صميم معادلة «الامن
القومي», لا يحذلى باهتمام ومشاركة المؤسسة السياسية, وهى ملقىء بالكاملء على عاتق المؤسسة العسكرية.
ولكن السؤال الذي يمكن ان يطرحه هذا الانفصالء هوكيف يمكن التوصل الى بناء نظرية حول القوة؛ بدون ان
تكون الاهداف السياسية وأضحة ؟
العدد 144: تشرين الثاني ( نوفمير ) 1584 لشذون فلعطيزية ؟5
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)