شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 95)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 95)
- المحتوى
-
إن افتقاد القدرة على تحديد الاهداف, أو عدم وضوحهاء هو المسؤول الاساسي عن التسبب في الفوضى التي
يتميزيها النقاش الاسرائييء المشحون بقدر من هستيريا القلق الامني التقليدي ونزعة جنون القوة؛ كما سئرى.
الصطلحات الاساسية؛ اشكالية القياس
هل من الممكن التوصل الى اسلوب مقبول في قياس النوعية على الصعيد النظري ؟ أى. بتعبير آخر, وفق أية
أمسس يتحدد اسلوب القياأس ؟ بناء على معطيات التجربة أم في ضوء النظرية ؟
رأى آسا كاشير ان مشكلة القياس ترتبط؛ أولً؛ وقبل أي شيء: بطبيعة المنظور الذي يجب ان يخضع له
فهم العلاقة بين الكمية والنوعية» أي «بالاهداف التي نريد تحقيقها». وف ما يتعلق ببناء القوة الاسرائيلية؛ فان
هذه الاهداف تتلخص في محافظة الجيش الاسرائيلي على عنصر التفوق في مواجهة الخصم في كل النقاط.
ولكن هذا التصور غير كاف من وجهة نظر أخرى يطرحها عوزي شيلد, الذي شدد على ان قياس العلاقة
- والتوظيف بالطبع بين الكمية والنوعية لا يمكن ان يتحدد في ضوء النظريات المجردة» وانما في سياق معطيات
التجربة الخاصة. وعلى ذلك فان الكمية والنوعية لا تعتبران. وفق هذا المعيار. «تعبيراً مطلقاً لأية ظاهرة أى
متغيره: وانما تعبير عن سياقات معينة. فتلك الظاهرة وذلك التعبير هماء في سياق ماء «نوعية», وفي سياق آخر
«كمية». أي أن الخبرة - التجربة هي التي تحدد قياس وتسمية هذه العلاقة؛ وهي الاساس في التمييز بين
الكمية والنوعية؛ وليس الوصف المبدئي. من الناحية النظرية؛ يوجد تكامل بين وجهتي النظر السابقتين في تحديد
معيار لقياس العلاقة بصورة متبادلة بين منظور الاهداف واستقراء التجرية. لكن هذا يحمل قدرأ كبيراً من
التبسيط المنهجي» وهو لا يصمدء من الناحية العملية - الواقعية-. إزاء الرنة التي تتطلبها عوامل عدم اليقيم.
والمتغيرات الطاريئة. كما أن هذا الاجراء النظري لا يقدّم علاجاً لمشكلة قياس النوعية في ضوء التصارع على
تحسين النوعية لدى الطرف الآخر, طالما ان معايير القياس تقتصر على معطيات التجرية السابقة في اطار تحديد
الاهداف التىء بدورهاء قابلة للتفير. وهناك مشكلة يطرحها «الاستقراء» بحد ذاتهء من الناحية النظرية. فهل
النوعية قابلة للقياس النظري المسبق؛ في ضوء المتغيرات المحتملة؛ وعدم اليقين ؟
يمكن النظر الى المداخلات باعتبارها تشتمل على عدد من النماذج المتباينة, التي تصب في اطار مقاربة هذا
السوال. ١
يعتمد النموذج الاول تحليل الانظمة, كاسلوب منهجي في التوصل الى قياس تنبؤي لمشكلة تحسين الذوعية.
ويمقتضى هذه الطريقة؛ فان العامل الحاسم في القياس يعتمد على الافتراضات: وليس على المعلومات أو المعطيات .
وفي ضوء مخطط القياس هذاء فان نقطة الانطلاق تكمن في البحث عن المعلومات التي تنطوي على طاقة كامنة
لتفنيد التكهن - الافتراض. أي أنه يمكن رسم تصور مراحل التحليل بالاعتماد على تقدّيتين: تقنية الخلق -
صوغ الافتراضات, وتقنية التدليل التفنيد والانتقاد . ووفق هذا المخططء هناك دورهام للاحصائيات: ولعناصر
التجرية. ولكن أهمية هذا الدور تنحصر في توفير اساس من المعطيات ضروري لمرحلة الاختبار والتفنيد. ومع
ذلك فان الباحث يحدّْر من اتباع الطريقة الشائعة في استخلاص دروس التجربة, المعمول بها في الجيش
الاسرائييء والمتمثلة في اسلوب الاستقراء؛ وذلك لأن هذه الطريقة تتجاهل حقيقة ان الطرف الآخر يستخلص
الدروس أيضاً. أما الطريقة البديلة التي يقترحهاء فهي التي تتلاءعم مع مقتضيات منهج تحليل الانظمة سابق
الذكر, وهي تحتمد على صوغ تقديرات مبنية على تطوير نظريات مثالية. أي, باختصار, أن حل المشكلات لا يجب
ان يبدا عندما تنشاً هذه المشكلات, وانما ينبغي ايجاد حلول لها مسبقاً. من طريق التنبؤ بمثل هذه المشكلات.
ان مصدر العيب الوحيد: الذي يمكن توجيهه الى هذ! النموذجء هى في ميزته القوية, أي في اعتماده على
الافتراضات التي هي, بدورهاء تقبل الشك والحذر. هذا عدا عن ان تحليل المنظومة الاداء - كاسلوب في
القياس يمكن ان يكون ملائماً لظواهر طبيعية, اى اجتماعية؛ بصورة أكثر نجاحاً من صلاحية تطبيقه في المجال
العسكري - الامني الذي يتطلب دقة شديدة:؛ ويتسم مجاله, غالباًء بدرجة شديدة من المفاجآت, وتقلّب
5 لشُيُون فلسطيزية العدد ١184 تشرين الثاني ( توقمبر) 194/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)