شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 96)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 96)
المحتوى
سل اشكالية «التفوّق» في الاستراتيجية الاسرائيلية
المعطيات. وريما لهذا السبب تخلى البنتاغون عن هذ! النموذج من التحليل: بعد فترة قصيرة من اعتماده. لكن
هل القوة العسكرية ممكنة القياسء في ضوء نماذج القياس الحسابية الكلاسيكية؛ المعمول بهاء تقليدياء في
الجيوش العسكرية ؟
يفترض ان تقدم المقارية السابقة جواباً سلبياً عن هذا السؤال؛ وهو ما يدل عليه استبدال المعطى لصالح
تغليب الافتراض. بيد ان المقاربة التي يقدمها د. ادير افريدور من خلال اعتماد الاسلوب الحسابي, والمقارنة
النظرية بين نماذج القياس الشائعة؛ تنتهي الى الجواب السلبي عينه. حيث يتوصل الى استنتاج أخير بعدم وجود
نظرية لقياس القوة العسكرية.
يتبع منهج النقاش والمقارنة لنماذج القياس في مقاربة افريدور تمييزاً متدرجاً لمستويات القوة, التي يقسمها
خمسة مستويات أساسية: قوة السلاحء وقوة وحدة متجانسة» وقوة تشكيل جيش كاملء وأخيراً قوة عسكرية
لدولة.
في ما يتعلق بالمستويين: الاول والثاني» لا يرى الباحث ان هناك مشكلة في التوصل الى قياس نظري مقبول.
بيد ان الامر مختلف في ما يخص المستويات الثلاثة الأخرى؛ اذ ان معظم نماذج القياس الكلاسيكية لا تصمد
أمام النقد في صلاحية تطبيقها في القياس على مستويات اعقد للقوة. فهناك صعويبة بارزة في تطبيق نظريات لا
تنطبق على غير الوحدات المتجانسة؛ كما أن الطريقة الحسابية في القياس تتجاهل امكان حدوث نسب تبادلية
غير واقعية.
في محاولة تطبيق بدائل قياسية أخرىء يختبر افريدور مدى صلاحية فكرة التدعيم المتيادل, لقياس
المستوى الثالث (قوة التشكيل)؛ وذلك من خلال جمع حاصل كل عنصر على حدهء توصل الى جمع حصيلة
العناصر معاً. ولكن مشكلة هذه الطريقة ‏ حسب الباحث - انها تتغاضى عن تأثير وجود هذه العناصر مجتمعة,
وتأثير كل عنصر على الآخرء بالاضافة الى كونها لا تلتفت الى الاعاقات المتبادلة؛ التي يحدثها تأثيروجود العناصصر
مجتمعة. ‎١‏
وفي مجال اختبار نموذج دفواي على المستويين الاخيرين؛ فان هذا النموذج لا ينجى ايضاء من العيوب
والانتقادات» بسبب عدم قدرته على التنيؤ؛ إن انه وضعء أساساً: لتقويم احداث وقعت في الماضي» معطياتها
معروفة؛ كما ان هناك صعوبة في تطبيق نسب تجريبية على معاد لات كثيرة المتغيرات . وهكذ!؛ فانه من غير الممكن
استخدام هذا النموذج في تقويم مواجهات مستقبلية.
الخلاصة: اذأ انه لا توجد, بعدء نظرية لقياس القوة العسكرية (تشكيلء اوجيشء اودولة). والأمل الوحيد
للاقتراب: في المستقبل؛ من حلول لمشكلة قياس هذه المستويات يعتمد, ريماء على التقدم في مجال قياس قوة
الاسلحة.
قد يجد الفراغ الذي تركته المقاربتان السابقتان في التوصل الى اقتراح نظري ملائمء في الاطار الاجرائي -
التقنيء لقياس القوة؛ تعبيراً مضاعفاً عنه في المقاربة التي يقدمها يهوشفاط هركابي, الذي عالج مفهوم القوة في
الاطار السيسيولوجي - التاريخي. ان القوة في السياق الذي طرحه هركابي هي مفهوم محض نظري, لأنه ل
توجدء في الواقع قوة, بل عناصر ملموسة لحجم القوات. ان اعتبار القوة مقهوماً مستقلا بذاته ينطوي - حسب
هركابي ‏ على مبالغة تتمثل في خطأ نسبة الواقعية الملموسة الى شيء غير واقعي» أ غير ملموس .وف اعتقادهء ان
القول ان القتال هو الاختبار الوحيد لتقدير القوة وقياسها ليس مطابقاً للحقيقة . فهناك عناصر عديدة تدخل في
تقويم القيمة القتالية لجيش ماء ولتحديد نتائج تقدير القوة. وهذه الاعتبارات تتناول أسلوبي التنظيم: والرغبة في
القتال» ونوعية القيادة؛ البخ. وعليه: فانه عندما يكون الامر متعلقاً بتقويم القوة, ينبغي التمييز بين ما اذا كان
البحث في القوة يتم على المستوى التكتيكي, أم على المستوى الاستراتيجي . كما يجب التميين. أيضاًء بين بعدين
آخرين: بين مفهوم «القوة المنظورة», أي القوة المعبأة, والمتاحة عند نشوء الحرب» ويين القوة «الكامنة», أي
العدد ‎2١84‏ تشرين الثاني ( نوفمير ) 1584 ليون فلسطرزية 56
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)