شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 97)
- المحتوى
-
حسين حجازي سس
القوة المحتملة.
لكن نتائج الحرب لا تتأثرء فقط, بعلاقات القوة؛ بل؛ أيضاً؛ في القدرة على الامتصاص (التحمّل). ان القدرة
على امتصاص الخسائر تلعب دوراً بديلاً من القوة. واورد هركابي مثالا آخر للتقليل من الدور الحاسم لتوازن
القوى: قفي الحروب غير المتمائلة؛ لا تتأثر النتائج باجمالي حساب علاقات القوى, كما حدث في فيتنام؛ والجزاش
حيث حقق الطرف الضعيف فائدة من استخدام حرب العصاباتء بانتهاج استراتيجية «اللعبة المضادة». وهذا
المثال يبرهن على ان علاقات القوى ليست الدليل الذي يحدد: بيساطة؛ نتائج الصراع
بناء على هذه المقدمات؛ طرح هركابي استنتاجاته حول التأثير الحاسم للعوامل المسيسيولوجية التاريخية
في نتائج الصراعء ويناء القوة, وذلك من خلال مناقشة مصطلحات مثل «الاجماع الوطني», وبنوعية الزعامة
السياسية», حيث وفق ذلك - لا يكفي» للرد ع كهدف للقوة؛ ان يفرض التهديد على الخصم: بل هناك ضرورة
لأن يتوفرء أولاء الاجماع على تنفيذ هذا التهديد, وعلى الاستراتيجية الكامنة في صلب هذا التهديد. أما نوعية
الزعامة: فهي تؤثر بصورة أكبر من تأثير نوعية المحاربين' والنوعيات التكنولوجية؛ وحتى عن الكمية» حيث تلعب
الزعامة دوراً رئيساً في تقرير النجاح في المعارك. من خلال قدرتها على صوغ الاهداف التي يمكن تحقيقهاء ومن
خلال تقديرها السليم لاعتبارات الظروف الاستراتيجية والسياسية. وهذه المسألة الاخيرة تحتل أهمية حاسمة
في تقدير نتائج الصراع؛ اذ ان الحروب بين دول متوسطة وصغيرة كاسرائيل والدول العربية في العصر الحالي؛
لم تعد معارك مغلقة» وانما هي معارك مفتوحة؛ يمكنء خلالهاء ان تؤثر ضغوط ومواقف عناصر ثالثة في نتائجها؛
بل يمكن ان تسلب النصر من الطرف المنتصر. ولهذاء فان كانت مشكلة التوتر بين الكمية والنوعية تواجه
المستويات الدنياء فان المستويات المسؤولة عن قيادة الحرب تواجه مشكلة النوعية فقط أي نوعية القيادة, لجهة
قدرتها على قهم الظروف التاريخية» وقدرتها الابداعية على ايجاد الحلول لهذه المشاكل. '
ولكن هل يمكن تصوّر نظرية في تخطيط القوة اذا كانت الأهداف التي تُطرح القوة في اطار تحقيقها غير
محددة ؟ هل يعكس عزوف القيادة السياسية عن تحديد مثل هذه الاهداف أفضلية نوعية» آم انتقاصاً في نوعية
القيادة» كما يمكن ان نستنتج من مداخلة هركابي السابقة ؟ ان اهمية هذين السؤالين تتبدى في النتائج التي
افضت اليها المساهمة الاخيرة؛ التي قدّمها آفي كوبر. وهي مساهمة تقوم على تعميم مخطط يدمج بين النظرية
والمذهب والتخطيط؛ يمكن ان يساعد في ايجاد اجوبة عن المشكلات المطروحة. ان نوعية بناء القوة حسب هذا
المخطط المنظومة هي ثمرة التخطيط الناجح في الدمج فيما بين النظرية والمذهب. وتتمثل مساهمة النظرية في
كونها توفّر البنية التحتية المفاهيمية والفكرية المشتركة؛ فيما تساهم المذاهب في ترشيد مخططي بناء القوة
وتوجيههما.
غير ان هناك انتقادات عديدة, من وجهة نظر الباحث, يمكن ان توجه إلى النظرية وإلى الطريقة التي يمكن
التعامل بها مع المذاهب. في ما يتعلق بالنظرية» تكمن الانتقادات, اساساًء في عدم قدرة النظرية على اعطاء
وصفات للسلوك في اثناء الحربء وفي بناء القوة على حد سواء؛ لأنهاء غالباً. غير قادرة على التلاؤم والتكيف مع
سياقات متميزة. وذلك يعود الى خصوصية المجال الامني العسكري الذي يتسم بدرجة عالية من الدينامية,
وعدم اليقين, وغياب العقلانية التي تحول دون ايجاد بنية فكرية ثابتة موجهة للتنفيذ. وبناء على ذلك, فان
الاكاديميين العسكريين لن يستطيعوا ان يقررواء بدقةء أي الاستراتيجيات والقوات ستلزم لتحقيق أهداف
معينة للسياسة الخارجية. وفي اعتقاد الباحثء فان هناك ثلاثة اسئلة واجهت, ولا تزال تواجه النظرية العسكرية
في اطار محاولتها صوغ معضاة الكمية والنوعية: ما الذي يضمن النصر ؟ ما الافضلء جيش نخبوي أم جيش
شعبي ؟ ما هو الحجم الامثل للجيش ؟
أما الانتقادات الذي يمكن توجيهها الى المذاهبء فهي تتعلق بالاحتمالات المطروحة ازاء فشل القائمين على
تطبيقها بتجنب الدوغمائية: من خلال الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التكيف المتواصل مع المتغيرات والظروف.
والمذاهب المتصلة بالبناء العسكري يمكن تقسيمها الى أربعة: «مذهب الامن القومي»» و«مذهب الامن» (بما
45 اشوُون فلسطيزية العدد 164: تشرين الثاني ( نوقمير ) 1444 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)