شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 98)
- المحتوى
-
حب اشكالية «التفؤق» في الاستراتيجية الاسرائيلية
في ذلك الحرب) و«مذهب بناء القوة» و«مذهب القتال». وهذه المذاهب تشتق من خلال عملية الدمج بين عاملين:
المعطيات الجيى- استراتيجية للدولة؛ والقيم الايديولوجية؛ حيث يشكل هذان العاملان المحور المبدئي في الفكر
الامني العسكري.
على الصعيد التطبيقي, بالنسبة الى اسرائيل؛ ينفي كوبر ان يكون لاسرائيل مذهب «أمن قومي» رسمي.
ثمة اجزاء لفكر عام» ومبادىء في سياقات مختلفة؛ لكن لا يوجد مذهب مبلور. أما التطلع الى بلورة مذهب «أمن
قومي», فيقتضي حسب رأيه ايجاد معالجة لعدد من المسائل المركزية الآتية:
© ايجاد حلول للتخلّف الكميّ والمادي الاساسي لاسرائيل» بالنسية الى اعدائها العرب. وهذ! المعطى
يستلزم خلق افضلية نوعية في مجالات مركزية للقدرة.
© خلق نظام عسكري وأجتماعي - اقتصاديء مدمجء يعزز فيه الاقتصاد والمجتمع والجيشء: أحدهم
الآخر. سواء في زمن الهدوء أى الطوارىء.
© خلق أدوات غير أمنية مساعدة لتعزيز الأمن: تسويات سياسية؛ ترتيبات أمذية؛ ردع؛ تأمين دعم دولي
سياسي - اقتصادي عسكري قبل الحرب, وفي سياقها.
© بلورة معايير لتطويرء ودمجء نظم أسلحة اساسية بصورة ذاتية.
والشيء ذاته يمكن ان ينطبق على مذهب الأمن؛ اذ لم تتم صياغة مذهب أمن اسرائيلي صريح ومبلور.
للاسباب التي حالت دون ايجاد مذهب «أمن قومي». وهو يعتقد بأن صوغ مثل هذا المذهبء في ما يتعلق بمعضلة
الكمية والنوعية, يفترض القدرة على توفير رد عسكري ملائم, في ظل معطيات التجانس الكمي, وذلك من خلال
إملاء مسارات للحرب تحرم العدو من التعبير عن طاقاته الاحتمالية الكمية كاملة في الحرب. والتصور الامثل
لهذا المسار يتم في اطار القالب الثلاثي التقليدي الذي يشمل الردع» والانذارء والحسم؛ وبناء القوة يجب ان
يضمن هيمنة هذه العناصر الثلاثة .
وعلى ذلك؛ فان مذهب بناء القوة ينبغي أن يتم على ثلاثة مستويات: المستوى الاستراتيجي» والمستوى
العملانيء والمستوى التكتيكي. على المستوى الاول؛ يتم تحديد أسلوب البنية, والتنظيم ويه سم الاي
وكذلك تتحدد معايير حجم الجيش؛ والنسبة بين الجيش النظامي وقوات الاحتياط. وعلى المستوى العملاني
معالجة نوعية المعدات, ووسائل القتال؛ والدمج بين القوات والاسلحة. أما على المستوى التكتيكي ؛ فيتمحو بال
القوة في الخلية الاساسية؛ أي حول التشكيل. ويتأثر مذهب بناء القوة, آخيراً. بمذهب القتأل؛ حيث يتوجب
التكيف مع التطورات التكنولوجية» وينبغي توفير رد فكري يستمثر مزايا استغلال القوة الى الحد الاقصىء ويقلل
من تأثير التكنولوجيا ومذهب القتال لدى العدى.
وشكذاء يأتي بعد ايضاح مساهمة النظريةء والمذهبء دور التخطيط: الذي يشكر لبّ عملية بناء القوة
العسكرية» حيث تتميز مساهمة التخطيط بحاجتين أساسيتين: الواقعية والمرونة. وتقتضى الواقعية الدمج بين
عاملين: العقلانية والحل الوسط؛ فيما تفترض المرونة ان كل خطة هي عبارة عن قاعدة للتغيير؛ اذ ينبغي على
التخطيط ان يقسم بالمرونة» وان يقوم بتغيير انماط. وتعديل قرارات وتصورات, وما الى ذلك. وهذا الامر غير ممكن
بدون تحديد عاملين أساسيين: : أولاء تحديد أهداف القيادة السياسية ؛ وثانياً. تحديد البيئة الاستراتيجية.
وحيث تشتق من هذين العاملين سياسة الامن القومي التي تنتمي الى مستوى الاستراتيجية العلياء فان
الخلاصة تقتضي الاعتراف بأن بناء القوة يتطلب نشاطاً يتجاوز النطاق العسكري, وان مشكلات الكمية والنوعية
التي غالباً ما ينظر اليها بمنظار عسكريء غالباً ما توجد مقاتيح حلها ومجابهتها خارج هذا النطاق. أي»
باختصار, ان تحديد اسلوب صوغ حل هذه المشكلة هو عملية متكاملة بين النخبة السياسية؛ التي وحدها تملك
القدرة على تقرير نوعية الاهداف, ويين المخططين العسكريين, الذين ينبغي عليهم ان يصوغوا مخططات تلائم
هذه الاهداف.
العدد 184. تشرين الثاني ( نوفمير ) 1544 نشُيُون فلسؤية 57 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)