شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 103)
- المحتوى
-
حسين حجازي
مجال القيوب على الشراء والتكنولوجياء ليس من الضروريء في الحربء ان تكون الوسائل الاسلحة كلّها ذات
نوعية من الدرجة الاولى؛ فالاستخدام الواعي والذكي لوسائل قتال ذات نوعية مختلفة؛ يمكن ان يحقق النتائج
المرجوة. أي ان حجم القوة وحجم نوعيتها يجب ان يتوافقا وينسجما مع القدرة على تأمين الموارد . والنتيجة التي
يفضي اليها هذا الاستنتاج هي الدعوة الى اعطاء الاولوية لقيود الميزانية» في ما يتعلق ببناء القوة.
عناصر النوعية كمضاعفات للقوة
لا خيارء اذاً؛ لدى اسرائيل. حتى في مواجهة القيود الداخلية؛ الا اعتماد التفوق في النوعية. بل وأساساً
بسبب تلك القيوب ذاتها. والمغزى الرئيس لهذا التحدي الذي أشارت اليه المجموعة الرابعة, والاخيرة, من البحثء
يمكن تلخيصه في «ان تستطيع استغلال مواردك بصورة تفوق قدرة عدوك على استغفلال موارده». وفي العناوين
الإكثر تفصيلاً: فان هذا الاستغلال يعني القدرة على تعبئة الطاقة البشرية بصورة مثنى» واستغلال أكثر ملاءمة
للموارد المالية؛ والاستفادة القصوى مما تتيحه التكنولوجياء والاكتساب الصحيح للخيرة المهنية والعلم,
والفعالية التنظيمية التي تتيح المرونة العملياتية للقوات بالقيام بالرد الفوريء والملائم: في اعقد الظروف. ان كل
هذه الامورهيء في المحصلة؛ ما يمكن تسميتها بمضاعفات القوة.
ولا شك في أن تفوق اسرائيل على خصومها في هذا المجالء انما هى نتيجة للتزاوج بين عوامل اجتماعية
وثقافية وعسكرية؛ تتيح لاسرائيل أن تجعل من استفادتها من هذه العناصر أحد الخيارات والبدائل الممكنة؛ في
مضمار صراعها مع الدول العربية. فالاستخدام المرن للطاقة البشرية يعكس: أساساًء احراز المجتمع نصيياً
متقدماً من العصرية والتنظيم. أما تأثير العوامل النظرية العسكرية, فهو يتجلى بالقدرة على الاستخدام المرن
لاجهزة القيادة والسيطرة» والاتصال في ميدان القتال بنظم تتيح دفقاً للمعلومات بصورة سريعةء والايتكار في
مضمار الاستفادة من المزايا التقنية.
وأشار التركيز على نظرية «قيادة تسترشد بالمهمة», التي يلح عليها عدد من هذه المقاريات, باعتبارها تمثل
مخرجاً لمشكلتي الرقابة والتخطيط: الى اعطاء الاولوية للمهمة على التمسك بالخطة: والميل نحى اللامركزية,
بافساح المجال للقيادات والرتب المحلية؛ الميد انية للرد على متغيرات طارئة في ميدان القتال, من دون الحاجة الى
الحصول على قرارات وتوجيهات مركزية . وهذه النظرية تشكل, بصورة موازية؛ حلا لمشكلة دفق المعلومات أيضاً.
ويقتضي هذا الاسلوب الحد من الانضباط والتزممت العسكري, وتنمية الاستقلال في التفكير والانتقاد في اثناء
عملية التثقيف والتدريب في الجيشء وايجاد حلول عملية للمؤثرات السلبية الناشئة من طبيعة المأسَسّة في النظام
العسكري. ولذلك, فان من الضروري ان يصار الى تعديل انماط التثقيف, والتدريب/ والتربية.
مروحة الخيارات والحلول التي طرحها المداخلات الاخيرة قد تكون اكثر فصول البحث حيوية واهمية؛ ذلك
ان الحلول والابتكارات النظرية المطروحة؛ هناء تقدم حصيلة متنوعة؛ ومكثفة, للخبرة التى استمدها الفكر
العسكري الاسرائيلي خلال تجاربه الطويلة. وهي تشير, في الوقت عينه؛ الى انماط النظم, والخطط التي يمكن ان
يكون الجيش الاسرائيي بصدد أدخالهاء أوتعديلها. وبصورة اجمالية؛ فهي مؤشى الى قياس العملية التي يتم
بها هضمء واستيعاب؛ نظريات وافكار عسكرية حديثة؛ وتطويعها في سياق معالجة مشكلات نموذجية يعاني منها
الجيش الاسرائيلي. ١
الحيلة التكنولوجية
يعتقد د . مئير بأعيل» بأن على اسرائيل أن تعترف بحقيقة انها ستظل دولة صغيرة ومحدودة الموارد . ولذلك,
فان التحدي الامني عندها يكمن في تحقيق الانتصار بمساعدة ما هومتاح» فعلاً: لهاء طالما انه لا يوجد لاسرائيل
أمل في المنافسة في السباق الكمي مع العرب؛ ولا حتى في شراء وسائل قتالية حديثة. ومن الناحية النظرية؛ يمكن
تحقيق ذلكء أولاء » بالخروج من ضيق الافق المحيط بنظرية قطبي التعاظم الكميّ؛ من ناحية؛ وتحديث وسائل
القتالء من ناحية آخرى؛ لأن هذه الدائرة الفكرية تتجاهل ابعاداً أخرى, يمكن أن يحقق استخدامها فائدة
1 لْوُون فلسطزية العدد ,١184 تشرين الثاني ( توقمير ) 144/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6698 (5 views)