شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 23)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 23)
المحتوى
محمد خالد الأزهري
5))) وكذلك طوال فترة العشرينات؛ كل هذا كان يعني ان الدبلوماسية البريطانية قد حسمت
خيارها بشأن شرق الاردن وسياستها تجاهه بشكل محددء وبالاسلوب الذي بدأته؛ وهو تأسيس
الامارة الاردنية وعدم انطباق تصريح بلفور عليها. ويتأكد هذا الفهم في ضوء حقيقة أخرى, هي ان
المنظمة الصهيونية قد احتجت على اجراءات تعيين الحدود الاردنية ‏ الفلسطينية في أكثر من مناسبة,
وادّعت بأن شرق الاردن ليس الا «أرض - اسرائيل الشرقية»: ويجب ان يكون مشمولا في المنطقة
المخصصة لاقامة الوطن اليهودي. ولكن الحكومة البريطانية رفضت تلك الاحتجاجات: وحرصت:
بحزم يكاد يكون قاطعاً على منع أي تسلل صهيوني الى شرق الاردن خلال فترة الانتداب بأكملها(١١)‏
تدل الوقائعء اذا ‎٠‏ على ان التوجه البريطاني نحو شرق الاردن؛ وهى ما يمكن تسميته بالمفهوم
البريطاني للخيار الاردني» قد احتفظ بثبات لا يقبل الشك منذ مطلع العشرينات وحتى منتصف
الثلاثينات. وان هذا التوجه قد قام على عمادين: : احدهماء عزل شرق الاردن عن المشروع الصهيوني
في فلسطين ؛ والآخرء الاحتفاظ به تابعاً لخطوط السياسة البريطانية ومصالحها الذاتية في ذلك الحين.
غير ان سنوات منتصف الثلاثينات» يما شهدته من تعقد المسألة الفلسطينية» وهي المسألة التي
شكلت أحد أهم محددات السياسة البريطانية في شرق الاردن» أنذرت بمسار جديد لهذه السياسة,
ومن ثم بتغيّر في المفهوم البريطاني للخيار الاردني. فقد تصاعد الصدام الفلسطيني ‏ البريطاني في
العام ‎:١9757‏ بشكل لم يسبق له مثيل . وفي خضم ذلك الصدام؛ أضحى على السياسة البريطانية ان
تعيد حساباتها تجاه خارطة شرق الاردن ومسألة «الوطن القومي» اليهودي في فلسطين. ويعبارات
أخرى بدأت السياسة البريطانية تربط بين التسوية النهائية ة لقضية فلسطين وبين رسم خارطة
يدة لفلسطين وشرق الاردن» بحيث يتحقق من ذلك اقامة دولة يهودية. من جهة؛ وتدويل اجزاء من
فلسطين, من جهة ثانية, وضم الاجزاء المتبقية من فلسطين الى شرق الاردن» من جهة أخيرة . وتكمن
الارفاصات غير الرسمية لهذا التوجه البريطاني ف مشروع التقسيم الذي اقترحته؛ وروجت له في
العام ‎١96‏ الكاتبة البريطانية ستيورات أرسكين(2")؛ ثم أصبح الامر شبه رسميء عندما اقترحته
«لجنة بيل» في تقريرها المرفوع الى الحكومة ا العام /971١؛‏ وأضحى رسمياً عندما أعلنت
الحكومة تبنيها لما ورد في تقرير بيلء في تموز ( يوليو ) من العام عينه(""). واذا كان ذلك التوجه رفض
على الصعيد الفلسطينيء» فانه دغدغ الحلم السابق للامير عبد الله في توسيع منطقة حكمه غرب نهر
الاردن» حيث الثراء والخصب . ولهذا وجدت السياسة البريطانية الجديدة, الخاصة بالتقسيم» صدى
طيباً لديه؛ وعلّل ذلك بأنه الحل الوحيد القابل للنفان» وانقان ما يمكن انقاذه من فلسطين, وانه يقوّى
العرب» ويعزز أهليتهم للصمود. ويعتبر خطوة على طريق الوحدة العريية ؛ بيثما ارجع المندوب السامي
البريطاني موافقة الامير الى اسباب شخصية تخص الامير نفسه(؟').
الاردن مع م يتبقى من فلسطية, بقى قيد النظر البريطاني: حتى ثم تقسيع فلمسطلين بشرعية دول
)ا لضفة الغربية) الى مملكته؛ في العام ‎:١116 ٠‏ كانت بريطانيا هي الدولة الوحيدة؛ الى جانب باكستان,
التي اعترفت بشرعية ذلك الضم.ء ولم يصدر عن أية دولة أخرى مثل هذا الاعترافء الى ان قامت
حرب حزيران ( يونيو) /09(1951).
ثائياً: الصهيونية و«الخيار الاردنى»
كان لشرق الاردن حضوره الدائم لدى الصهيونية:؛ فكراً وحركة. ولذلك أخذ مفهوم
؟ لشُوُون فلسطيزية العدد ‎١185‏ كانون الأول ( ديسمبر) ‎١984‏
تاريخ
ديسمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)