شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 29)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
أخرى . استطاعت بريطانيا اخراج شرق الاردن من نطاق المشروع الصهيوني» والاحتفاظ بنفوذها فيه
ة طويلة بعد الحرب» وبصداقتها معه حتى الوقت الراهن. واذا صحّت بقية الاحتمالات: تكون
بريطانيا قد نجحت؛ أيضاً: في جعل شرق الاردن المكان الذي استوعب معظم اللاجئين الفلسطينين,
بعد ان ضمّ الملك عبد الله فلسطين الوسطى (الضفة الغربية) اليه في العام 6 .
ولم ينجح الصهيونيون في تحقيق «اسرائيل الكبرى» على ضفتي النهر. وبذلك انتصر خيار
أصحاب « البرنامج المرحلي»: اذا جازت التسمية» وهم «الوايزمانيون» بصفة خاصة. واذا كان الملك
رأى انه استطاع انقاذ قسم من فلسطين واخراج ج الاردن من المشروع الصهيونيء؛ وعزا ذلك لجهوده
وحنكته(؟ ؛) ٠ فان هنالك من يرى ان بريطانيا هي التي تمسّكت باخراج شرق الاردن من المشروع
الصهيوني »حرص منها على تحقيق قيق مصالحها الخاصة تماما ما والخي ذكر أهمها في موضع سابقا. 4
وبعدها بقليل؛ بقصد تحويل «الهدنة» فيما بينهما الى صلح دائم ؛ وكسر جد ار الرفض العربى
من خلال ذلك. ولكن اغتيال الملك؛ في تموز ( يوليى ) ؛ وضع حداً لتلك الاتصالات الى حين (61).
رابعاً: اسرائيل و«الخيار الاردني» في العام ١54/7
منذ قيام اسرائيل العام ,١1544 وضمٌ فلسطين الوسطى الى شرق الاردن العام :155٠0 جرت
وقائع كثيرة على صعيد قضية فلسطين. وتأكد. بمرور الوقت» ان الشعب الفلسطيني كان الخاسر
الاكبر» وربما الاوحد» بعدما فقد الجانب الاكبر من وطنه» وكاد ان يفقد هويته السياسية وشخصيته.
وعندما أعلنت اسرائيل: منذ العام 1577١»؛ عن مباشرتها بتحويل مياه نهر الاردن؛ فانها كانت تعلن,
وبشكل غير مباشر, عن عدم تجاهلها لخياراتها التاريخية تجاه شرق النهر, على الاقل في بعدها
الاقتصادي. وكان اسكان النقب» وتوسيع القدرة الاستيعابية الاسكانية للكيان الصهيوني عموماً,
من أهم العوامل الداعية الى مشروع تحويل مياه الاردن. وذلك التوجه يعيد الى الذهن كيف ان
محاولات الصهيونية للتوسع في شرق الاردن: منذ مطلع القرن, لم تكن منرْهة عن المطامع
الاقتصادية؛ وبخاصة المائية منها. وليس خافياً ان التوجه العربي المضاد لاستغلال مياه النهر, بعد
عقد قمة الاسكندرية؛ في آذار (مارس) 1575؛ كان أحد الاسباب المعجلة بالعدوان الاسرائيلي العام
7 , بغرض احتلال منطقة المشروع العربي» وهو ما نجحت اسرائيل في تحقيقه الى حد بالة("؛)
ويوقوع الضفة الغربية وقطاع غزة تحت الاحتلال الاسرائيلي» بدأت محل أخرى جديدة من
الحديث المكثف حول «الخيار الاردني»: وذلك من قيل اطراف مختلفة, ويمنطلقات ومعان متياينة
أيضاً . ولعل الجانب الاكبر من هذا الحديث صدر عن اسرائيل. فبعد حرب حزيران ( يونيو ) تجددت
اللقاءات الاردنية - الاسرائيلية في نطاق محاولات اسرائيل لتطبيع علاقاتها مع المحيط العربي. ولكن
تطور الحركة الوطنية الفلسطينية وبخاصة في اطار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ' أدخل عنصراً
مؤثراً في مسار تلك المحاولات. وفي هذاء رأى البعض أن ثمة مصالح مشتركة اسرائيلية اردنية؛ في
ما يتعلق بعدائهما المشترك للوطنية الفلسطينية المتنامية. وهو ما قاد بين عوامل أخرىء منها
صداقتهما المشتركة مع الولايات المتحدة الاميركية والغرب الى نشأة حسن جوار قائم على الامر
الواقع فيما بينهما. منذ العام 3711717:). كما ان الجانبين أظهرا اهتماماً باستمرار سياسة الجسور
المفتوحة بين ضفتي النهر. وثمة احاديث عن علاقات وحوارات ثنائية, هدفها التعاون في مجالات
الزراعة والتعدين والمياه والطاقة الهيدروكهربائية7'؟). وعلى أي حالء فان افتراض وجود نوع
58 اشْوُون فلسطيؤية العدد :.١1845 كانون الأول ( ديسمير ) ١94/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22312 (3 views)