شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 64)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 64)
المحتوى
دافيد غروسمان؛ من الأسطرة الى الواقع
اليه النفوس في زمن الاحتلال. ففصل الرواية الاول ما هو الا مونولوج أوري الذي يُفتتح باعتراف
قاس: «لا. لا. انا اوجدتهم كلهم. اريدك ان تصدقني يا حلمي. هذا سيسهل علينا الاثنين» شوش
التي احببتها. وشوش التي تركتها قبل ثلاثة ايام , وكاتسمان الذي ظل بعيد أ جدأً في ايطالياء والفتى
ان تكون هذياني لدي هدوء وامان والامور مثلما تبدو عليه تماماً ؛ لا مفاجآت بالمرة . وبالطيع ,ما كنت
لاعرضص عليك ان تكون جزءاً من حياتي . هناك أمر خطير جداً ومخادع ‎٠‏ ولا شيء مثلما يبدو للعيآن.
لكن على اعتبار انها قصة يا حلمى: على اعتبار انها كان يا ما كان ؟» (ص ‎.)١‏
بهذا الافتتاح المونولوجي يسجل لنا اوري انهيارهء الذي قاده الى مغارة حلمي العربي. فلقد
ادرك أوري» بعد مدة من وجوده في الضفة الغربية, انه يفقد ثقته في كل الاشياء؛ فهو لا يساايع ان
كان فقط؛ واذا كان لدينا شيء حقيقى, فائه ليس , سوى الألم الذي تستطية ان نسببية, وحياة الله»
(ص ‎.)١١‏
لقد عرف اوريء الذي يتمزق في عالم ليس له ان «شيئاً ما أصابه بخلل» (ص 4)» فيهرب للبحث
عن شىء يقربه الى عالمه» ومن نفسه؛ ليقدر على مواجهة ما يحدث في المناطق المحتلة.
تشكل شخصية اوريء في الرواية» خلافاً لباقي الشخصيات الاخرى. عالماً متكاملاً يتوزع على
من عالم هذه الشخصية البريئة ة الغضة التي تجد نفسها مأزومة؛ جراء ما يحدث في المناطق المحتلة,
دون ان يستطيع ان يفعل شيبّاً للاصلاح.
ومع ان اوري يؤّمن» ايماناً عميقاً. ايمان المثالي المتفائل» بأن «ثمة جوهراً. ربما هو موجود غريزياً.
من المحبة غير قابل للتجرئة في كل انسان» (ض ‎»)١١017‏ الآ ان كل ذلك يسقط امام ممارسات وحقيقة
الاحتلال.
مهزومة تهرب من اماق وتيش ف ملب. . لذاء نرى ان تبه مع شوش لم يكن غرياً فهي تكمل
الذي يهدّد كاتسمان, وليد المنفى. ومن ناحية اخرى, فان كاتسمان بحاجة الى اوري - لابتسامة
الجدي التي تسكن وتهدىء عامله المهدد بذكرى المنفى وعذابات الحرب العالمية الثانية.
ان اوري الذي يستمع لاعتراف امرأته الكاذب يصدم. وعندما يعرف ان شوش كذبت عليه
يصاب بنوية غضب حين يقوم الجنود بتفتيش احد البيوت ويسجن نتيجة دفاعه عن أهل البيت.
حينئذ يدرك ان كل الكذب الذي عاشه يغلق عليه عالمه ويهرب في سيارة كاتسمان من السجنء ليسافر
نحو مغارة حلميء لاخباره بأن ابنه يزدي - الذي كان انضم الى منظمة التحرير الفلسطينية ‏ قتل.
وما هروب اوري واتجاهه نحو مغارة حلمي الا لأن «يخبره عن شوش التي يحاول ان يمحوها
من ذاكرته, وليتعلم منه كيف يخدع الكذية نفسها» . ويرى حلمي باوري بندوقه الآخير الشبيه بيزدي
الذي قتلء لذا يغرية بالبقاء ويحاول ان يعلمه ما لم يفهمه ويستوعبه جيداً يزديء الذي تركه.
ان اوري الذي يستطيع. الهرب من سحن حلمي. لا يهرب. وعلى. عكس ذلك, نرى ان الختيان
العدن :185١ء‏ كانون: الأول ( ديستمين ) ‎١٠5/88:‏ التوُون فلسحزية 57
تاريخ
ديسمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22323 (3 views)