شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 86)
- المحتوى
-
ل الصراع المدني العسكري في المجتمع الاسرائيلي
في هذا البحث كتب العميد المتقاعد والاكاديمي» حاييم بنيامين: 0 مسألة صنع القرار في الحرب عملية
دينامية اجتماعية. فهي تعكس الطريقة التي يتعاون من خلالها الافراد بغية تحقيق أهداف تنظيمية في وضع
معن. ونظراً الى ان عملية صنع القرار مؤلفة من معطيات وبدائل» فهي نوع من المنافسة المعتمدة على صراع
المصالح» والتي تقاد من قبل تحالفات مقامة للغرض عينه. ووضع الكاتب فرضياته بحيث تغطي : ١ -ان صانعي
القرار يشملهم الوضع الذي يتلخص في انه كلما كان مستوى صنع القرار أعلى وأكثر تعقيد أً» قت أهمية وملاءمة
المعطيات والبدائل الدقيقة؛ " كلما كان تحديد الاهداف لتنظيم ما أقل قابلية للقياس» تصبح نماذج صنع
القرار ذات طابع سياسي بدرجة أكبر.
واذا كان اغلب الدراسات المتعلقة بهذه القرارات والصورة العامة تميل الى ان تعزى النجاح في حرب العام
0 الى العملية الفمّالة العقلانية للقرار السياسي والعسكريء فان الحقيقة كما رآها الكاتب مختلفة,
حيث ان عامل الوسط المحيط والتحالف العسكري السياسيء باعتباره بنية اجتماعية؛ سيطرا على هذه العملية
في أكثر لحظاتها حسماً. ان الحكومة: وان كانت تخضع لسلطة البرمان: تمتلك قدرات واسعة واستقلالية في
التعامل مع السياستين الامنية والخارجية. وبهذا يمكن القول ان الحكومة تقود الكنيست. واستدرك بنيامين انه
«يجب» على الحكومة الموافقة على أي نشاط عسكري. وهذه الموافقة تصبح مناسبة لتعبّر السلطة السياسية عن
وجهة نظرها النهائية بالهدف الاستراتيجيء حيث لم يحدث, الا بعد العام 411377 ان أجريت محاولة لتحديد
مسؤوليات وسلطات وزير الدفاع ورئيس الاركان ازاء مجلس الوزراء والكنيست . فبتاريخ 11717/7/5:, صدّق
موشي دايان قرار خطط الحرب. وفي 11717//7/4» قررت الوزارة الذهاب الى الحرب» حيث دافع دايان عن قرار
تدمير الجيش المصري واحتلال مضائق شرم الشيخ وعدم الوصول الى قناة السويس. وكانت النتيجة, هناء
احتلال القوات الاسرائيلية شبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس. وبالنسبة الى الاردن: كانت القرارات والخطط
تنص على الخطط الدفاعية لمنع قصف القدسء وايقاف تقدم الدبابات الاردنية» واحتلال جزء من الضفة الغربية
حتى التلال المسيطرة على وادي الاردن . وكانت النتيجة احتلال الضفة الغربية بما فيها الجهة الغربية من وادي
الاردن ودخول القدس (القديمة). وبالنسبة الى سورياء كانت النتيجة احتلال المنابع العليا لنهر الاردن؛ وعدم
التقدم الى ابعد من الحدود الدولية العام 15 ومهاجمة سوريا دون تحديد الارض المراد احتلالها. وكانت
النتيجة احتلال مرتفعات الجولان.
واستنتج الباحث انه طالما ان السياسيين لم يريدواء او لم يعرفواء كيف يحددون الاهداف, فقد كان على
العسكريين المحترفين ان يحددوها بأنفسهم. ان المؤسسة العسكرية» باخلالها بقواعد اللعبة؛ كانت لا تطيع
السلطة المدنية. وانه لأمر منطقي ان تقدم التطورات في ميدان المعركة تغذية عكسية (5261 5664 ) ٠ وبالتالي
يمكن مناقشة البدائل الجديدة. ولقد فشلت العملية العقلانية بسبب الاشخاص الذين كان عليهم ان يحققوا
السيطرة عليها. وخلص بنيامين الى ان الافتقار الى القرارات الاستراتيجية العقلانية يمكن ان يفسر باعتباره
نتيجة لعدم قدرة النخبة السياسية على التجاوب مع موضع عسكري ديناميكي في الحرب. واعتبر ان هذه ليست
تفسيرات كافية. وعموماًء يمكن القول ان حرب العام ١11717 لم تكن نتيجة عملية صنع قرار عقلاني حددت
بموجبها الاهداف الاستراتيجية.
في هذا الصددء يمكننا ان نقول ان اسرائيل لا تمتلك خطاً استراتيجياً واقعياً؛ وان ما تعرفه اسرائيل من
طموحات ل عل ٠ على المستوى الواقعي السياسيء اكثر من حلم سياسي يتجلى على شكل وهم تحليل استراتيجي
وتخطيط لاحق. ان الدولة التي انبرت من النموذج العسكري والتي تصنع لها نخبتها العسكرية المنفلتة في
الحروب من عقال التخطيط السياسي واقعاً حادّاً متطرفاً على الارض: تجِسّد أعلى نموذج لافتقاد محددات الواقع
اللاحق ومسوغاته التاريخية
العدد 5, كانون الأول ( ديسمين ) 118/8 لتُوُون فلسسيزية 0 ك4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)