شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 17)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 17)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
اففانستان تُختزلء داخلياًء الى صراع حول نسب المشاركة في الحكم بين الجيهات المتصارعة؛
وحكومة نيكاراغواء المدعومة سوفياتياً. تفاوضء في قلب العاصمة ماناغواء قيادات الثورة المضادة
(الكونترا) المدعومة من قبل الادارة الاميركية؛ ليصبح السؤال المركزي هو كيفية مشاركة المعارضة
في الحكم؛ وفي الشأن ذاته؛ تبرز محادثات لندن التي جمعت نظام جنوب افريقيا مع انقولا وكوياء
وهي محادثات سبقها اجتماع تحضيري بين نائبي وزيري الخارجية؛ السوفياتية والاميركية: للشؤون
الافريقية, اداميشين وكروكر, لا للبحث في استقلال ناميبيا فقط, وانما لترتيب انسحاب ما يقرب من
أربعين آلف جندي كوبي من انغولاء والبحث في امكانية مشاركة ثوار «يونيتا»؛ المدعومين من جنوب
افريقياء في الحكم. 0
ولا ريب في ان اختبار النوايا قائم في المعسكرين, الشرقي والغربيء بكثير من الشكوك؛ وقليل من
الثقة . خبراء العلاقات الدولية الذين يعكفون على تفسير أصغر المؤشرات الصادرة عن البيت الابيض
والكرملين: رأوا ان التحرك المكدّف لكلا الطرفين انما يعكس تغيّراً في أساليب المخاطبة؛ وليس
بالخرورة في صلب المواقف. اما اولك الذين يتابعون تسارع خطى «الوفاق الجديد»؛ بين أهداق
الانفتاح السوفياتي (غلاسنوست)»: وبين جموح الرغبة في انجاز تاريخي لادارة ريغان قبل نهايتهاء
فانهم يقولون ان فكرة الائتلافء كقاعدة سياسية لحل الازمة داخل بور التوتر التي يتفجّر فيها
النزاع الاقليمي» يمكن سحبها على المحاور او الكتل ( من دولتين فأكثر ). والمشاركة في النزاع
الاقليمي ذاته. وتابع هؤلاء القول, ان الفكرة الجوهرية وراء «الوفاق الجديد» تكمن في محاولة
العملاقين التدرج بفكرة التعايش بين أنماط متغايرة ومتمايزة, اقتصادياً وعقائدياً, في البلد الواحد,
اى في كتلة دولء على أساس الاعتراف بالمصلحة الجماعية؛ ومن دون ان يكون هناك تنازل جوهري
من طرف على حساب الآخر.
الى أي مدى انسحبت هذه التجارب على الوضع الفلسطيني ؟
لايد من الاقرار بادىء ذي بدءء بحقيقة ان هدف السياسة الاميركية, ازاء المسألة المركزية في
أزمة الشرق الاوسط , منذ مؤتمر يالطا الى عهد غورباتشيوفء كان حرمان الاتحان السوفياتي من ان
يكون شريكاً فاعلاً في حلها؛ وان ن لا يجد فيها موطىء قدم . وليس هذا بالامر الجديدء حيث يمكن رؤية
تاريخ الصراع بين القوتين العظميين: انطلاقاً من العداء السوفياتي للاتفاق الثلاثي البريطاني -
الفرنسي - الاميركي في مطلع الخمسينات لحماية اسرائيلء مروراً بعدائه المطلق لحلف بغدادء
وتسليحه مصر وسوريا في أواسط الخمسينات: الى حرب العام /1971: الى اعادة تسليح مصرء وحرب
تشرين الأول ( اكتوبر ) /141, وصولا الى طرح فكرة مؤتمر السلام الدولي في جنيف العام 151/1 .
بعد من هذه الاحداث التاريخية؛ هناك المسألة الاهم وهي مغزى الغياب السوفياتي ومفزى
حضوره. وعليناء على الأرجحء أن نعترف بأننا قد بالغنا كثيراً 3 تقدير أهمية هذا وذاك ا
زيارة الرئيس المصري السابق» أنور السادات, الى القدس شيئاً مما كان حاصلا في ما سبقها ؟
من حاجة الى كامب ديفيد كي تكون العلاقة السوفياتية - الاميركية متوترة ؟ المسألة ا
طبعاً في هذه الامور, على الرغم من جوهريتها؛ المسألة هي في تقدير الوزن السوفياتي على الصعيد
الاقليمي» وفي تصور وظيفته. وهذان أمران يستأهلان مراجعة تتجاوز الهواجس الدبلوماسية. اما في
الوزن» فمن الواضح ان أسس الصراع بين العملاقين كانت تبلورت بين فكرة كامب ديفيد, بما تعنيه
من تفرد اميركي» وهيمنة لا تتورع حتى عن التدخل العسكري المباشس, ويين فكرة المؤتمر الدولي
1 اشُوُين فلسطنية العدد .15١ كانون الثاني ( يناير) 19145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22312 (3 views)