شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 18)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 18)
- المحتوى
-
ست حدود الفرصة الفلسطينية
التي تتضمن موافقة ضمنية على مشاركة سوفياتية» وعلى تسليم واأشنطن بمصالح الأطراف الأخرى.
ويمكن القول» إن من يسلّم بترابط القضايا الاقليمية وامكانية المقايضة الدولية في حلّهاء يسلّم
بأن كامب ديفيد والمؤتمر الدولي كانا تكثيقاً دبلوماسياً للاستقطاب بين العملاقين الذي بدأ منذ مؤتمر
يالطا. ومن الخطاء فعا » الاعتقاد بأن ذلك غير صحيح بالنسبة الى المسألة الفلسطينية؛ لكنها تتمايز
عن باقي القضايا الاقليمية الاخرى, التي بادر الوفاق الدولي الجديد الى حلّهاء في انها الاكثر قدماً؛
أذ أن معظمء ان لم يكن كلء القضايا الاقليمية التي تم البحث فيهاء وهي الآن على طريق الحل: هي
نتاج فشل وفاق العملاقين في منتصف السبعينات» وتترابط وفق نظرية المقايضة؛ تهدأ هنأ مقابل ان
تهدا هناك: أى العكس.
السؤال: الآن؛ الى أي مدى يمكن القول ان الولايات المتحدة؛ في ظل الوفاق الجديد, قد قبلت
بالمشاركة السوفياتية في حل المسألة المركزية في أزمة المنطقة ؟ بكلام آخرء الى أي مدى تنازلت واشنطن
عن كامب ديفيد لصالح المؤتمر الدولي ؟
بعيداأ من الصيغ الانشائية في تصريحات العملاقين التي تدعو أوتحثء منذ مطلع العام 21544
على «اقرار السلام في المنطقة» فان المؤشر الأكثر وضوحاً ٠ هى الطريقة التي انتهجها الطرفان لتكريسٍ
«الوفاق الجديد»؛ والمستندة الى قرارات هيئة الامم المتحدة, باعتبارهاء في الصياغة والفحوى, تكتيقاً
لمصالح القوى الكبرى بوساطة الصغرى؛ ويبدى على هذا الصعيدء ان الجانب السوفياتي هو الذي
قدّم شتى التنازلات والمواقف الاقرب الى المواقف الاميركية» بينما قدّم الاميركيون الاستعداد لدراسة
بعض الصيغ المقترحة؛ وقد يكون أهمها هو مسألة تقارب المواقف حول صلاحيات المؤتمر الدولي
والموقف من م.ت.ف.
في البداية» كانت الفكرة السوفياتية تلعب في ثلاثة اتجاهات: اولاء ضرب الفكرة الاميركية التي
تقول ان أي مشروع تقوم به القوى الكبرى للحل يعتبر فرضاً على الأطرافء لا تقبل به واشنطن»
أصراراً منها على وسيلة التفاوض المباشر وطرح جميع الامور على الطاولة؛ ثانياًء تحميل الولايات
المتحدة المسؤولية الدبلوماسية تحسّباً لأي تصعيد للتوتر في المنطقة, وذلك عبر التذكير بأن واشنطن
هي التي رفضت فكرة البحث في النزاع العربي الاسرائيلي» وليست موسكو؛ ثالثاً. الدخول على خط
الدبلوماسية القلسطينية: ومن خلالها اعادة طرح الدور السوفياتي الرئيس في سياسات المنطقة.
والواقع» ان الاتحاد السوفياتي وجد فرصة ملائمة لمحاولة التقرّب؛ مجددأء من المنطقة؛
والعناصر التي ولّفها الكرملين» هيء الى حد ماء ذاتها التي حاولت مبادة شولتس تحييدهاء اولجمهاء
تمهيداً لتوظيفها في صالح تحركها الدبلوماسي لدى الاطراف المتنازعة؛ فان نجحت تلك العناصر أدت,
ولا شك الى ابقاء النزاع العربي الاسرائيلي منفصلاً عن باقي النزاعات الجانبية التي تعجّ بها
المنطقة, اى على الاقل, الى «لعب دور أكثر نشاطاً يشمل المشاركة في مفاوضات», كما ذهب وزير
الخارجية السوفياتية» ادوارد شيفاردنادزة الى القول؛ واذا لم تؤد الى نتيجة فعلية: تكون المبادرة
الامبركية قد ساهمت في زيادة فقدان واشنطن لمصداقيتها في المنطقة. وبتعبير آخر, كانت موسكوى
تراقب احداث المنطقة وتسلك خيار الانتظار حتى تتضح الصورة تماماً. و«طول البال» السوفياتي
جِسّد قناعة مفادها أن لا ضرورة للاسراع في تحريك حل للنزاع العربي الاسرائييء لأن التطوّرات
في المنطقة تعرّي فشل الاسلوب الاميركي.
لقد عكست هذه المنطلقات نفسهاء دبلوماسياً بانتقال الاتحاد السوفياتي, في تحركاته
العدد :15١ كانون الثاني ( يناير ) ١545 لشيُون فلسطيزية 17 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22312 (3 views)