شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 19)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 19)
- المحتوى
-
د. نيبيل حيدري
الديلوماسية؛ من دور درد الفعل» على الاستفراد الاميركي؛ ومحاولة تجدّب المواجهة معه ما أمكن, الى
دور «الفعل» الذي يعنى مواجهة دبلوماسية ضد الهيمنة الاميركية» أساسها التحالف المتضامن بين
كل الأطراف المعنية: من اجل المصلحة المشتركة؛ بما فيها المصلحة الاميركية. وإذا ما كان المفهوم
الاميركي للعلاقات الدولية قد حدّد اسلويين لحل النزاعات الاقليمية اسلوب ادارة النزاع واسلوب
تسوية النزاع فان السوفيات قد اختاروا مقارعة واشنطن على ساحة الاسلوب الثاني مع ما يعنيه
ذلك من ايجاد حلول جذرية للأزمة؛ ودعم كل العناصر المؤدية الى تحقيق ذلك. لكن السوفيات واجهواء
هناء عقدة في التوفيق بين الالتزام بروحية «المبادىء» السامية التي تهدف اليها التحركات: وبين
التنازلات المطلوية؛ واقعياً. كشرط مسبق للتعامل مع القوى الاقليمية المختلفة. ووجدت هذه العقدة
حلّهاء أحايين كثيرة» في اطالة «الديباجات» الدبلوماسية؛ والانتزاع البطيء للمكتسبات.
المقابلة والمقارنة, على أساس مستوى «التنازلات» السوفياتية؛ تؤيدان أطروحة تقول ان موسكى
تخلّت عن معارضتها لعدد من الركائز المتعلقة بكيفية تسوية النزاع العربي - الاسرائيلي؛ فهي» من
جهة؛ لم تعد تعارضء منذ شهور خلت, ان تيذل الادارة الاميركية جهوداً من جانب واحد لتسهيل بدء
عملية المفاوضات العربية الاسرائيلية؛ طالما ان موسكو «تطلع» على هذه الجهود» وهو الامر الذي
يفسره اتكباب النشاط الدبلوماسي السوفياتي المتزامن مع التحرك الاميركي وليس في مواجهته. وبدلا
من المواجهة, سعت موسكو الى «تطوير» هذا التحرك في اتجاه عقد مؤتمر دوليء وفي اتجاه ضمان
الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. كما أن موسكوء من جهة ثانية: لم تعد تعارض اجراء
مفاوضات عربية - اسرائيلية مباشرة: ثنائية الى متعددة الطرف, شرط ان تتم باشراف ورعاية المؤتمر
الدولي؛ ثم انهاء من جهة ثالثة؛ لم تعد تعارض حل النزاع العربي الاسرائيلي «خطوة خطوة وعلى
مراحل»؛ بل على أساس ان يكون هناك تفاهم بين الأطراف المتنازعة والدول الخمس دائمة العضوية
في مجلس الأمن الدولي على «برنامج شامل» لحل هذا النزاع من مختلف جوانبه ؛ وأخيراً قان موسكى
لم تعد تعارض قيام اتصالات مباشرة؛ أو حوار مباشر, بين اسرائيل؛ من ناحية, وهذا الطرف العربي
أى ذاكء من ناحية أخرىء بل انها باتت تشمّع على قيام مثل هذا الحواره في اطار ما تسميه «بناء
وفي الواقعء لقد تميّز رد الفعل الاميركي نحو تجديد الاهتمام السوفياتي الناشط في الشرق
الاوسط ببعض التشجيع. وحسب قول مسؤول اميركي بارز «انه لمن المفيد ان يذهب السوفيات الى
المنطقة على مستوى وزير الخارجية, ادوارد شيفاردنادزه؛ لأن تقديرهم الشخصي.ء والمباش, لمواقف
الاطراف العربية سيساعد خطة شولتس».
وفي هذا الاطارء ويهذا المعنى» توافرت التفسيرات لحت السوفيات منظمة التحرير القلسطينية
على الاتجاه الى الاعتراف بالقرارات الدولية: أوما هو أكثر وضوحاً. الاعتراف باسرائيل وما ولّده ذلك
من رد فعل فلسطينيء او حتى ما قام به السوفيات أنفسهم من تقارب مع اسرائيل (اجتماع
شيفاردنادزه وشامير في الامم المتحدة) . ومن وجهة نظر «اليالطيين» الجدد؛ بينما كانت واشنطن تعمل
على جمع الاطراف الاسرائيلية المبعثرة في خلافاتهاء عمل الاتحاد السوفياتي على لَمّ شمل العرب؛ وكل
منهما حاول جذب الطرف الذي «يمون» عليه نحو طاولة المفاوضات, في الوقت الذي كان كلّ منهما
يقوّي ورقته نحو الآخر على الطاولة ذاتهاء عبر جهود الجمع ولِّمَ الشمل هذه.
باختصارء كانت موسكى تسعى الى ايجاد المشترك في المواقف السورية والاردنية والمصرية
18 شْوُونُ فلسطيزية العدد 215١ كاتون الثاني ( يتاير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)