شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 23)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري
وبؤر التوتر والفوضى وتفاقم الصراعات. ولم يكن بالأمر الغريب ان تتأفف, مثلاًء كل من عمّان ودمشق
من وجود م.ت.ف. ومن استقلاليتهاء وفي الحقيقة من الكيانية الفلسطينية ذاتهاء على الرغم من
اعتبارهاء منذ قمة الرباط: «الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني».
أما في المرحلة الراهنة, فنحن على الأقل نعايش مرحلة وفاق عربي تمتاز يتخفيض حدة الحرب
الكلامية والدعائية والاعلامية؛ وحتى ربما الايديولوجية» بين البلدان العربية وبين النخب العربية
الحاكمة ٠» وهي تشهد تدعيماً لقنوات الاتصال والتفاهم والتلاقي» »وعدم تغليب التناقضات؛ كمأ تشهد
عودة الى واقعية التعامل والبحث عن المشترك؛ على صعيد العلاقات العربية العربية.
في هذا الاطان مثّلت قمة الجزائر الاتفاق على الحد الأدنى من التفاهم. وخلاصة الموقف العربي,
الذي خرج به معظم المراقبين, كان تجِنّْبٍ المجتمعين اصدار قرارات تستفن الولايات المتحدة,
واصرارهم على اتخاذ قرارات معتدلة, ابتعدت حتى من الهجوم المباشر على مبادرة شولتسء واكتفوا
بالهجوم على السياسة الاميركية ودعوتها الى الموضوعية؛ لكنهم ابتعدوا من التفاصيل الاجرائية
المستقبلية, مثل شروط الدولة الفلسطينية, وشكل التمثيل الفلسطيني في المؤتمر الدوليء واقتريواء
بصورة جماعية؛ من الموقف السوفياتي؛ مطالبين واشنطن بالاتساق في هذا المنحى.
هكذاء أتت واضحة العلاقة الطردية بين الوفاق العربي وتماسك القرار الفلسطيني. وإذا ما كان
الفلسطينيون أفشلوا مبادرة شولتس وصياغاتها المختلقة, من خلال المواجهات الدامية مع المحتل
الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فان مقررات قمة الجزائر جسّدت, في محصلتها النهائية
شكلاً من أشكال «التضامن العربي». ففي ما يخص احتمالات عقد المؤتمر الدولي, وقّرت قمة الجزائرٌ
مرونة تكتيكية لمنظمة التحرير, باعتبارهاء حسب مقرراتهاء الحمثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين؛ وهذه
المرونة تمس, بالتحديد. قضية التمثيل الفلسطيني في المؤتمر. فالمقررات أعطت الفرصة لاحتمال
تشكيل وفد عربي للمؤتمر يضم وفدأ فلسطينياً ؛ فيما لو رفضت فكرة وفد فلسطيني مستقل ومتكاقء.
وف الوقت عينه؛ تكون م.ت.ف. قادرة؛ على قاعدة المقررات عينهاء التمسك بالمطالبة بصيفغة المؤتمر
الدولي ذي الصلاحية الكاملة (وليس المظلة الشكلية التي وافقت اسرائيل والولايات المتحدة عليها
كغطاء لمفاوضات مباشرة)» وذلك في إطار الامم المتحدة؛ استناداً الى قراراتها المتعلقة بالفلسطينيين»
وتشارك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في ذلك المؤتمر» لضمان تنفيذ
القرارات» والزام الاطراف المعنية بها.
وأذا ما كانت قمة الجزائر وضعت الدولة الفلسطينية كهدف نهائي لمساعي الدبلوماسية العربية,
فان مرحلة ما بعد القمة وقبل الدولة هي ورقة اعتماد عربية جديدة برسم الوقاق الدولي. واذا ما
كانت المرحلة المقبلة تندرج تحت عنوان «المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الاوسط»: على أساس
المعطيات الواقعية, فان الخيار والقرار هما في الضغط العربي على واشتطن» فكان على الاخيرة
الاستجابة.
لعية التنازلات
يدرك بعضناء بحدس لا عناصر ظاهرة له, ان الحجارة الملقاة في الارض المحتلة على جنود الجيش
الاسرائيي؛ موجهة؛ أيضاًء الى أهداف اميركية سمحت لهذا الجيش ان يقوى ويستقوي. وبالطبع,
ليس في المجالء هناء استعراض جديد لنتائج ممارسات جيش الاحتلال, ولا استعراض الحجم
رن شُيُون قلسطينية العدد ,.15١ كانون الثاني ( يناير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)