شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 27)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 27)
- المحتوى
-
د. ئييل حيدري
على انه «مصنع تجميع» كمصائع الشركات متعددة الجنسية» حيث تتخصص كل دولة بانتاج قطعة
أى مجموعة قطع, يعاد تجميعهاء كمنتج نهائيء في مكان ما من العالم؛ انه بالمعنى السياسي توازن
المصالح, الذي يجب ان يأتي «كحل سياسي», سواء جسّدته الدولة الفلسطينية المستقلة أم أي
صياغة أخرى في حينه.
من السهلء هناء استنتاج اذا كان النزاع العربي الاسرائيلي قد بدأ يسلك مناحي جديدة بعد
القرار الاميركي باقامة «حوان جوهري» مع المنظمة؛ فذلك لا يعنيء بالطبع؛ ان ادارة الرئيس ريغان
كانت معنية أكثر من غيرها من الادارات السابقة بهذا النزاع. غير ان للرئيس ريغان فضلا كبيراً في
ترجمة الخطط الاميركية بشأن مستقيل هذا النزاع» التي وضعت لمساتها في مطلع السبعينات . واذا
عدنا سنوات الى وراءء نرى» ويلمحة سريعة, ان كل الادارات الاميركية: منذ الخمسينات: كانت تدخل
في حساباتها النزاع العربي الاسرائيلي؛ لابل كانت تظهر نوايا طيبة تجاه العرب؛ انما دون ان تترجم
هذه النوايا الى أفعال. وفي هذا الصددء يجدر التذكير بتلك النوايا الطيبة: من «سلام الارض المقدسة»
(تعبير جون فووسترد الاس). الى «السلام العادل في الشرق الاوسطه (تعبير جون كنيدي)» الى «الرغبة
في التفاهم» (تعبير ليندون جونسون)» الى «سياسة اليد المتوازنة» (تعبير وليام سكرانتون, نيابة عن
ريتشارد نيكسون)» الى «أمن ورخاء كل الاطراف» (تعبير جيرالد فورد)؛ حتى الرئيس جيمي كارتر
جلب معه أفضل النواياء وملخُصها «ينبغي تأمين وطن للاجئين الفلسطينيين الذين عانوا لسنوات
عديدة».
غير ان هذه النوايا لم تكن تعني التزاماً من قبل الولايات المتحدة بأي صيغة ل «كيان فلسطيني»
أى «دولة فلسطينية». والعودة الى تصريحات شولتسء؛ بعد صدور القرار الاميركي بالدخول في «حوار
جوهري» مع ممثلين عن المنظمة, تؤكد حقيقة تلك النوايا. فقد ذهب الوزير الاميركي الى الاشارة الى
ان صلاحية اقامة الحوار محصورة في شخص السفير الاميركي في تونس» رويرت بلترى فهو «القناة
الرسمية الوحيدة لاقامة الحوار»؛ كما أكد ان على منظمة التحرير الالتزام بتعهداتها لا سيما تلك
المتعلقة بنبذ الارهاب, وان الموضوع الاول على جدول اعمال الحوار الاميركي مع المنظمة هو تعهد
الاخيرة بهذا الالتزام؛ وأشار الى ان بدء الحوار لا يعني اعتراف الولايات المتحدة باعلان الدولة
الفلسطينية المستقلة, ولا القبول بهاء وان الوضع النهائي للضفة الغربية وقطاع غزة لا يمكن تقريره
بعمل انفرادي من أي من طرفي النزاع» وانما عبر عملية التفاوض؛ ثم ان بدء الحوارهى «خطوة أخرى
نح بدء المفاوضات المباشرة بين الاطرافء والتي» وحدهاء تؤدي الى السلام» حسب قول شولتس»
الذي اعاد تأكيد هدف التوصل الى سلام شامل» ف المنطقة؛ كما أن بدء الحوار م المنظمة لاايمس,
اطلاقأء «التزام الولايات المتحدة يأمن اسرائيل»؛ وان للاخيرة آراءها وسياساتهاء وانها أوضحت
لواشنطن أن الشروط الاميركية لاقامة الحوار مع المنظمة ليست شروطاً اسرائيلية؛ ويالتاليء فانها
ليست ملتزمة يها.
انطلاقاً من هذه المعطيات المتناقضة؛ من الصعب التنبؤ بما سوف يكون عليه الموقف الاميركى.
فالرمال المتحركة في المنطقة تحول دون المخاطرة بأي تقدير. ولكننا نرى في بعض معالم السياسة
الاميركية» كما تبدى لذا الآن» ان واشنطن قد بدأت تتكيف مع الوضع الجديد. والوضع الجديد هى
مرحلة ما بعد تفجّر الانتفاضة التى شرعت الايواب للحل السياسي, بدليل اللغة السياسية المختلفة
التى بدأ يستخدمها الطرف الاميركيء الذي بات يرى انه ينبغي الاستفادة من ربع اسرائيلي محسوب
ومحددء مع التوصلء في الوقت عينه. الى اتقاء المخاطر الناجمة عن التأييد الاميركي المكشوف
36 شْيُون فلعطيزية العدد 15١ كانون الثاني ( يناير) 15484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22204 (3 views)