شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 33)
المحتوى
رضا هلال
قد يكون من السهل الاجابة بأن مواقف الوفد كانت مواقف تكتيكية فرضتها حوادث السياسة
العملية؛ الا ان من الصعب قبول مثل هذا الحكم القيمي على اطلاقه.
كتبت باحثة مصرية: «ان موقف الوفد من المسألة الفلسطينية قد تغير العام ‎.157١‏ لأنه: في ذلك
الوقت؛ كان يمرّ بأصعب تجربة سياسية: حيث استطاع اسماعيل صدقي (زعيم حزب الشعب)
انتزاع الحكم من الوفد, وبد أ ينكل به ؛ ولذلك كان الحزب يسعى للاحتفاظ بشعبيته؛ سواء د اخل مصر
أى خارجهاء ووجد في فلسطين مجالاً لتحقيق بعض هذه الاهدافء فبدأ يشارك في حركة التضامن
العربي»(4)
ويمكن ان يعزز هذه الرؤية سياق الاحداث. فالمؤتمر الاسلامي» الذي عقد في القدسء. وحضره
الوفد ‏ لم يشترك فيه أحد من حكومة صدقي؛ وحرص الوفد على حضوره؛ وكسب من حضوره؛ مصرياً
وعربياً . غير ان زعماء الوفد لم يكونوا ليعتبروا حزب الشعبء الموالي للقصر. وكذلك احزاب الاقلية,
منافسة لهم في الشعبية. فزغلول اعتبر نفسه ممكلاً عن الامة أكثر منه رئيساً للحزب .ولم يكن التنحاس
يرى في نفسه غير ذلك. وكان يعتبر «الوفدي صدى الامة»(*'). وكما ذكر مكرم عبيد: «ان الوفديين
اعتبروا انفسهم, دائّماً. ممثلين للامة؛ في حين لا يتعدى غير الوفديين قلة من الافراد»١).‏ وفضلا
عن ذلك» فان حزب الشعب واسمصاعيل صدقي ما كانا يدعيان بوصل العرب أو يبديان اهتماماً
بالقضية الفلسطينية حتى ينافسهما الوفد على هذا الاهتمام وذاك الوصل؛ بل ان صدقي رأى ان
اقتراب مصر من العرب يضر بعصالح الطبقة الرأسمالية فأخذ يعضد فكرة الانعزالية المصرية("1).
بيد انه لا يمكن اغفال أنه ممًا جعل الوفد يجد في فلسطين مجالاً للاحتفاظ بشعبيته هو ظهور بعض
التنظيمات ‏ مع نهاية عقد العشرينات واوائل عقد الثلاثينات ‏ التي اهتمتء اهتماماً بالغاًء بالقضية
الفلسطينية. فخلال الفترة تلك نشطت جميعة الشبان المسلمين لجمع التبرعات لعرب فلسطين
وارسال يرقيات الاحتجاج الى عصية الامم والحكومات البريطانية. وعقدت, في القاهرة: العام 215150
مؤتمراً لجمعياتها في مصر وفلسطين بحثت خلاله وسائل دعم التضامن الاسلاميء الى درجة
التوصية بانشاء عصبة امم اسلامية. كما نشطت, في تلك الفترة. جماعة الاخوان المسلمين (انشئت
العام ‎)١574‏ ألتي اعتبرت الكفاح ضد الصهيونية تجسيداً لفكرة الجهاد في العقيدة الاسلامية. كما
تكوّنت جمعية مصير الفتاة (العام 1977١)؛‏ وكانت «أول تنظيم سياسي مصري يضع في برنامجه هدف
التحالف مع الدول العربية»(04.
ألم يكن كل ذلك يعني ان الجماعة السياسية المصرية؛ منذ الثلاثينات» قد بدأت بالخروج من
اطار «الجامعة الوطنية» الى اطار جامعة أعمٌء عربية أى اسلامية ؟ وهل كان الوفد, كمعبّر عن الحركة
الوطنية المصرية, ليتغاضى عن ذلك التحول ؟
لقد كان بعض مواقف الوفد المؤيدة للقضية الفلسطينية تعبيراً عن ذلك التحول: غير أن المستعمر
البريطاني منع الوفد من الانخراط, كلية» في مجرى ذلك التيار مع بداية الثلاثينات. قال مكرم عبيد
أنه «ورث عن سعد رقبته في التوصل 3 اتفاق مع الشعب البريطاني ومواصلة نضاله في نفس الوقت
ضد الاستعمار البريطاني في مصر»(6'). وقال: أيضاًء معلّلاً رفض السلطات الصرية مفتي فلسطين
بالاقامة في مصر: «أنه لا يمكن السماح للمفتي بالقدوم الى مصر حتى لا يغضب الانجلين...,(:"). فما
كان الوفد ليخغضب البريطانيين وهو يسعى الى الاتفاق معهم للجلاء عن مصر. لت
في الحكم؛ منعاً لوصول الاحزاب المنسلخة عنه الى الحكم: ويطشها بالحياة الدستورية؛ وما
رمن لشؤُون فلسطزية العدد ‎:.15١‏ كانون الثاني ( يناير) 15/45
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)