شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 39)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 39)
المحتوى
رضا هلال
العبرية. لهذه الاعتبارات» التي لم تكن الجامعة المصرية لتعلمها من قيل؛ اردت أن ايبدأ زيارة المجلس
الاسلامي الاعلى مساء اليوم الذي وصلت فيه وقبل أن أزور جناب المندوب السامي بفلسطين.
فقابلت: هناك, فضيلة المفتي واصحابه على الرحب والسعة؛ وعلمت منهم, يالصريح, مصد اق ما عرفته
بالاستنتاج وبالجملة لما رأيت» ان لهذا الاحتفال مرامي سياسية لا تحب الحكومة المصرية ان تشاطر
قيهاء ولو احبت لما ارسلت لهذه الغاية رجلا يعتير نقسه أبعد الناس عن السياسة في بلاده: فكيف في
غير بلاده [؟] .ا رآيت ذلك, , اصريت على الأ اقول كلمة واحدة يؤخذ منها تعضيد مصر لسياسة ترمي
الى تفضيل العنصر الاسرائيلي على العنصر العربي» أو تضر العنصر العربي أي ضرر...(45).
بيد أن «ليبرالية» لطفي السيد لم تمنعه من زيارة معهد علمي صهيونيء على الرغم من احتجاج
القلسطينيين: وجعلته يساوي بين العنصر الاسرائيلي والعنصر العربي ؛ بيئما أمتذنع مفتي الديار
المصريةء الشيخ محمد بخيت» ود. أحمد زكي أبو شاديء عن تلبية دعوة الزيارة. وكان رأي الشيخ
بخيت «أنه لا يستطيع ان يحضر احتفالاً يسيء الى أهل فلسطين؛ الذين هم في حالة حداد يسبب هذه
الجامعة,9؟).
ومثل لطفي السيد كمثل طه حسينء الذي دفعته ليبراليته الى التعاطف الشديد مع المهاجرين
اليهود الى فلسطين. فضمن مقالة له في مجلة «الكاتب المصري», تناول وصفاً لرحلته من القاهرة الى
بيروت» كتب: «... حتى اذا بلغت السفينة حيفا كان المنظر يبعث في النفس آنا وغضباً أي غضب»
ورثاء أي رام ويغضاً أي بغض وحباً أي حب أيضاً . فقد كانت السفينة تحمل القاً » أى ثنحق ألفء
من ضعاف اليهود المهاجرين: من الاطفال والصبية الذين لم يبلغوا الحلم؛ ومن النساء الايامي» منهن
من فقدت كل شيء ولم تحتفظ حتى بهذا الامل الضئيل الذي يرسم على الثغور هذه الابتسامة
الحزينة» ومنهن من فقدت كل شيء ولكن بين احشائها حياة تثير في قلبها الحزين المكلوم أملاً وياساً
ورضاً وسخطاً ولذة والماً. .وقد أقبل هؤلاء المهاجرون؛ جميعاً. ' يقودهم رسل من الحلفاء الى فلسطين
ليجدوا فيها أمناً بعد خوف, وراحة بعد عناء. . .». ثم استدرك طه حسين: «... ولكن أهل فلسطين لم
يستشاروا ولم يستامروا في ايواء هؤلاء البائسين. ولكن في الارض أوطاناً كثيرة أقدر على ايوائهم من
فلسطين. وهؤلاء الجنود البريطانيون قد ملذوا ثغر حيفا بالعدد والعدة» وبالبأس والقوة, ليحموا هبوط
البائسين الى هذه الارض التي تكره على ايوائهم اكراهاً...(44).
أما عباس محمود العقادء فقد وصل الى حد اعتبار دفاع ما أسماه «الجماعات المتدينة» ‏
بالاخص مصر الفتاة ‏ جاسوسية مأجورة وتشنجأ وطنياً مصطنعاً وحماسة اسلامية مزجاة. فضمن
ما كتب في جريدة « الدستور » مقالة بعنوان «جاسوسية مكشوفة»؛ جاء فيها: «... فلسطين بلاد
اسلامية. حسن. ونحن نرجى لها الخير ونعمل في سبيلها ما نستطيع. ولكن هل قلسطين وحدها بلاد
المسلمين ؟ أليست البانيا كذلك بلاد مسلمين مستقلين هم في أورويا البقية الباقية من المسلمين
المستقلين ؟ أليست مصر بلاد المسلمين, والدفاع عنها مسألة تهم من يهمهم شأن الوطن وشأن
الاسلام [؟] فمن الذي يستفيد من افساد علاقاتها بحلفائها ؟ ومن الذي يستفيد من تصعيب الدفاع
عنها ؟ لا تستفيد بذلك الوطنية؛ ولا يستفيد الاسلام, ولا تستفيد بذلك فلسطينء, بل تستفيد بذلك
الدول الدكتاتورية دون غيرها. ويستغفلنا المستغفلون من وراء ذلك باسم ' التشنج الوطني'
المصطنع؛ واسم الحماسة الاسلامية المزجاة, واسم الجاسوسية الممقوتة والاجرام الشفيم(5؟).
لم يكن العقاد ذلك الذي رأى في دفاع الجماعات المتدينة عن فلسطين أمرأ لا يتفق
58 لشؤون فلسطيزية العدد ‎.15١‏ كانون الثاني ( يناير ) 1546
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22205 (3 views)