شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 45)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 45)
- المحتوى
-
رضا هلال
هذا الطريق الذي سلكه من قبل هتلر وموسوليني» وان مبادىء حزبه تتشابه مع مبادىء روما وبرلين»
وإن مذهب القرن الحالي هى الفاشية»(*"). غير ان أحمد حسين دفع عن نفسه تلك الشبهة؛ وميّز بين
الفاشية والنازية: من ناحية؛ و «مصر الفتاة», من ناحية أخرى: «فالفاشية والنازية تتوجهان الى
الجنوب والعاطلين: بينما تعتمد مصر الفتاة على الشباب. وفضلاً عن ذلك: فان مصرء خلافاً لايطاليا
والمانياء بلد مستعمّرء(0.
اذنء عبّر تنظيم «مصر الفتاة» عن أفكار «القومية المصرية», من جهة؛ ومن جهة أخرىء فقد أكد
دور العقيدة والايمان في خطابه السياسي ؛ وقد سمي الكتاب الاساسي لاحمد حسين «ايماني»؛ لتأكيده
البالغ على «الدين»؛ ومن ثم فقد جمع الخطاب السياسي ل «مصر الفتاة» بين عنصري القومية
والدين. غير ان ادخال الدين في الخطاب السياسي ل «مصر الفتاة» لم يكن ليعني اختيار «الجامعة
الاسلامية» كجامعة سياسية تحل محل « الجامعة المصرية», أو تستوعبهاء بل كان ادخال الدين
لخدمة القومية وقيادة الجامعة المصرية للجامعة الاسلامية والجامعة العربية.
وحكى أحمد حسين عن أول مقابلة له مع مصطفى النحاسء بعد أن وضع برنامجه: دوما زلت
أذكر حتى الآن اعتراضه على وضع كلمة الله في برنامج سياسيء وكيف رأى في ذلك لوناً من الوان
الشعوذة». وكان جواب أحمد حسين: دان الذي لا خير فيه لريّه» لا يمكن أن يكون فيه خير لوطنه...
واننى أؤمنء كل الايمان, بأن التدين والوطنية يسيران جنباً الى جنب ؛ فكلاهما يفيض من نبع واحدء
نيع المحبة للمثل الاعلى والحق والعدالة»(/7),
وكان مما قالة أحمد حسين: «مصرء أيها السادة, يستطيع اعداؤها أن يجرّدوها من كل شيء لا
ان تبقى متدينة. .. كانت ولا تزال » وستظل داماً أبدأ موثل الاديان وحاميتها. .. ومن هنا كانت مصر
تقوى أذا ما ازداد تعلّقها بدينهاء وتضعف كلما أنحرفت عن دينها»(7”
وممًا قاله سكرتير «مصر الفتاة», فتحي رضوان:ء ان الدين في نظرهم «سعي وجهاد»(؟"), وانهم
«يؤمنون بأن لا نجاة للامة الا بالدين... فنحنء أذ ندعو إلى الدين, لنعد انفسنا للجهاد في سبيل
الوطن»(:*). ويعني كل ذلك ان دور الدين في الخطاب السياسي ل «مصر الفتاة» هى اشعال الوطنية.
ولذلك, حين تحوّل التنظيم الى حزب؛ في كانون الثاني ( يناير) 1537, كان أول بند في برنامجه:
«يجب ان نشعل القومية المصرية... ويجب أن تصبح كلمة مصر هى العليا...». ويعني ذلك» أيضاًء
ان الجامعة السياسية في خطاب «مصر الفتاة» هي الوطنية الجامعة. قال د . عبد العظيم رمضان: «هذا
التأكيد على القومية المصرية يحدد موقف أحمد حسين, ومكانه؛ من المعسكرين؛ القومي والاسلامي.
فهى قومي متطرف ولا ينتمي؛ أبداًء الى المعسكر الاسلامي؛ وهذه الملاحظة على جانب كبير من
الاهمية: لأن شعارات أحمد حسين الاسلامية وتحطيم انصاره الحانات قد تخدع اليعض فينسبه
الى المعسكر الاسلامي. على ان دعوته انما تدور في داخل الفكرة القومية» وفي أطار فكرة الامبراطورية
المصرية. واحياء الاسلام وشعائره واعادة الدين الاسلامي الى سابق مجده وقوته مقترنة» في ذهنه,
بفكرة زعامة مصر للدول الاسلامية»(03),
بينما قال طارق البشري: «انه - أحمد حسين عمل على الجمع بين الدين والوطنية في اطار
سياسي واحد. ولم يدخلء في طرحه السياسي؛ على حساب المفهوم الوطني للجامعة المصرية؛ بل على
العكسء فهى في الوقت الذي رفع الدين كشعار سياسي» تصاعد ب ' المصرية ' ألى درجة كبيرة: فأكد
أن كلمة مصر هي العلياء وان مصر فوق الجميعء وآن هدفه انشاء ' امبراطورية عظيمة ' تتألف
ع نشوُون فقلسطزية العدد 15١ كانون الثاني ( يناير) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)