شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 47)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 47)
المحتوى
رضا هلال
بالهيئات الاسلامية؛ كالاخوان المسلمين والشبان المسلمين: بهدف الدعوة الى تنظيم المقاطعة
الاقتصادية للبضائع اليهودية. ولا حاول بعض يهود مصر تبرير موقفهم» وارسلوا برقية الى أحمد
حسين مستنكرين فيها سياسة الحكومة البريطانية في فلسطينء. وموضحين انهم ليسواء بالضرورة:
صهيونيين» رأى زعيم «مصر الفتاة» اثبات صحة ما يقولون بوسائل شتىء, كجمع الاموال لمنكوبي
فلسطينء وأيقاف ارسال اليهود اليهاء وارسال وفد منهم الى لندن من أجل محو فكرة «الوطن القومي
اليهودي».
ولذلك: كان الرأي ان حزب مصر الفتاة تفرّد بحملته ضد اليهود؛ ولكنه لم يكن على درجة عالية
من الذكاءء مما أظهر الحركة الوطنية المصرية بمظهر المعادي لليهودية[08) . وعلى الرغم من ذلك؛ كان
الطرح السياسي ل «مصر الفتاة» للمسألة الفلسطينية طرحاً متقدماً بمعياري الزمن والوعي. وفي بيان
زعيم «مصر الفتاة» بمناسبة مشروع لجنة بيل لتقسيم قلسطين (17؟95١).:‏ كان التأكيد على خطورة
تأسيس الدولة اليهودية على حدود مصر من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. «فمن
الناحية السياسية: يرى حزب مصر الفتاة انه مشروع لفصل الدول العربية عن آسياء مما يعرقل
التعاون الاقتصادي والثقافي بين مصر وجاراتهاء كما يؤدي الى جعل حدود مصر الشرقية في ايد اجنبية
غير مأمونة الولاء. وفيما يختص بالناحية الاقتصادية؛ فان قيام ' الوطن القومي اليهودي ' في فلسطين
خطر على نشاط مصر الاقتصادي؛ ففي استطاعة اليهود القضاء على الصناعة المحلية المصرية وغلق
اسواق الشرق في وجه المصنوعات المصرية؛ عن طريق وكلائها التجاريين ودعايتها القوية. وآم
الناحية الاجتماعية: فان قيام الدولة اليهودية على حدود مصر سيؤدي» بالضرورة:؛ الى خلق اقلية تتجه
بتطلعاتها الى بلد غير الذي تعيش فيه... ويوّدي ذلك الى زيادة التدخل الاجنبي في البلاد. وبذلكء يرى
الحزب ان قضية فلسطين هي جزء من القضية المصرية» ويجب على المصريين الدفاع عنها بكل ما
لديهم من وسائل»7'*). ولذلك» رفض الحزب مشروع تقسيم 1317؛ وبعث أحمد حسين ببرقية بهذا
المعنى الى مفتي فلسطين الحاج أمين الحسينيء ركز فيها هجومه على السياسة البريطانية» لأن دوافع
بريطانيا لغرض التقسيم انما يرجع معظيها الى الرغبة في ان تكون فلسطين «تكئة للسياسة البريطانية
في حوض البحر الابيض المتوسط!(!*). واذا اعتبر «مصر الفتاة» القضية الفلسطينية جزءاً من
القضية المصرية, فقد أكد حسين ان «قضية فلسطين بالنسبة للعرب جميعاً؛ في جميع البلاد العربية,
هي قضية تتصل بخطر مقيل». وإذلك, اقترح حسين ‏ عند بدء مباحثات الجامعة العربية ‏ ان تكون
الرابطة بين الدول الاعضاء رابطة قوية تشبه الاتحاد الفيدرالي فيما بين الولايات الاميركية؛ ولذلك,
أيضاً: » قام بجولة للدعوة الى الوحدة العربيةء زار خلالها فلسطين في تشرين الثاني ( نوفمبر) ‎١145‏
‏ونصح عربها بألا يعتمدوا على جامعة الدول العربية؟",
ويذلك: كان «مصر الفتاة» سبّاقاً في طرح مقهوم «الوحدة العربية» لتحرير فلسطينء وهو المفهوم
الذي ستعود اليه الجماعة السياسية المصرية بعد العام ‎:١1507‏ ليصيح المفهوم السائد في خطابها
تجاه المسألة الفلسطينية.
واتساقاً مع البعد الاسلامي للجامعة الوطنية عند «مصر الفتاة»؛ ومع الطرح السائد للجامعة
العريية في العام /514١ء‏ دعا حسين الى ضرورة تكوين «كتائب الجهاد» من أجل فلسطين:؛ وكوّن كديبة
من شبان «مصر الفتاة» اطلق عليها اسم «مصطفى الوكيل»» وتلقت تدريبها في معسكر «قطنه»؛ في
سورياء لارسالها الى فلسطين» وشن حملة ضد حكومة النقراشي بسبب موقفها غير المؤيد للتطوع
والمتطوعين. ويذكرء على هذا الصعيدء ان الزعماء العرب كانوا اتفقواء في جامعة الدول العريية,
كع اشُؤون فلسطية العدد ‎:١15١‏ كانون الثاني ( يتاير) 1545
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22205 (3 views)