شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 50)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 50)
- المحتوى
-
سل السياسة المصرية والمسألة الفلسطينية...
كتابه «الصهيونية»: قدّم انور كامل عرضاً اقتصادياً تاريخياً للمسألة اليهودية عبر المراحل التاريخية
المختلفة, العبودية والاقطاع والرأسمالية, لكي يصل الى ان الحركة الصهيونية «انعكاس لتحوّل
النظام الرأسمالي من الحرية الى الاستعمارية»؛ وان تحول فكرة «الوطن القومي» لليهود الى حقيقة
سياسية واقعة «لم يكن في امكان اليهود تحقيقه, الا اذا اعتمدوا على القوى الاستعمارية السائدة في
فلسطين». ومن هنا كان ارتباط الصهيونية بالامبريالية . ثم قدم كامل تحليلاً طبقياً للصراع في قلسطين.
فالاقطاعيون العرب الفلسطينيون؛ « بحكم طبقتهم, يكرهون أي تغيير يطرأ على حياة البلادء ويتوقون
الى ظروف الماضي وأوضاعه: ظروف النظام الاقطاعي الآخذ في التصدع. ومن هنا حملات الارهاب
والافناء التي يثيرونها ضد اليهود. ولكن هذا لا يمنع بطبيعة الحال من وجود فريق» من بينهم,
مستعد لاتباع سياسة التوفيق؛ اما مع الاستعمارية على حساب الصهيونية؛ وامّا مع الاستعمارية
والصهيونية معأ». والبرجوازيون العرب الفلسطينيون «تابعون للرأسمال الاجنبي في معظم الحالات.
فالرأسمالية العربية لم تنم بعدء النمى الكافيء ولم تستقل» بعد الاستقلال الكافي... ومن جهة أخرى:
فان الصناعة الخفيفة, بأكملهاء في أيدي الصهيونيين». ومن هنا «كان الصراع الاقتصادي؛ ثم
السياسي, الذي تخوضه الرأسمالية العربية ضد رأس امال الاستعماري وضد رأس المال
الصهيوني»؛ كما ان ضعفها وتبعيتها أوجدا «أقساماً منها يودي بها كفاحها الى المساومة» ثم الى
التعاون على نحو من الانحاء». أما الطبقة العاملة, فان «مقاومتها لليهوديين أشد وأعنف. . فالطرقات
الدنيا في المجتمع العربي هي التى لاقت من التوسع الصهيوني أشد أنواع الضغط وأعنف ألوان
الاضطهاد؛ يضاف الى هذا انه ليس في مصلحتهاء ولا في مصلحة فريق منهاء أن يتيع سياسة
الممساومة اى التعاون». اذن: اعتبر الكاتب التروتسكي المصري الصهيونية حركة رأسمالية
استعمارية. ولأنها كذلك: كان الصراع أعنف بين البروليتاريا الفلسطينية وبين الصهيونيين .واعتماداً
على الفكرة التروتسكية «الثورة العالمية», انتهى الكاتب الى ان نجاح «الجيش الاممي»؛ أي جيش
الثورة العالمية: يتطلب القضاء النهائى على الحركة الصهيونية: «لأنها حركة تعمل على تضليل ' جيش
اليهود [الاممي] ' » وتوجه كفاحه الى غير وجهته المنطقية الصحيحة: بابعاده عن موجة' التحرر
العام' ,(05),
غير ان هناك من رأى انه بتمسكه برفض الصهيونية والدولة اليهودية؛ «لا يكون أنور كامل
مستجيياً للموقف التروتسكي الجديد من الصهيونية؛ مما يجعل كتابه عنهاء من الناحية الفكرية.
مطابقاً للموقف الماركسي اللينيني الستاليني لا التروتسكي»؛ كما أن هناك من اعتبر الكاتب
التروتسكي المصري أكشر التزاماً بالتروتسكية من تروتسكي نفسه؛ فالاخير ناهض الصهيونية
وتأسيس دولة يهودية: ثم تخلى عن موقفه وأقر بأهمية «الوطن اليهودي». وفي الحقء ان الرأي الاول
يغفل ان الموقف الماركسي اللينيني الستاليني قد تغير هو الآخر واعترف بالدولة اليهودية» وان كلا
الموقفين, اللينيني الستاليتي والتروتسكي» عبّر كل منهما عن التناقض بين رفضه القومية باسم
الاممية ثم الاقرار بالقومية اليهودية. أما انور كاملء فلم يكن بعيداً من ذلك التناقض بين الاممية
والقومية؛ وان كان قد انحاز كمصري - الى القومية الفلسطينية؛ وكان مما قاله: «... ولسوف
يستمس الكفاح كأعنف ما يكون الكفاح حتى يتحقق للشعب العربي في فلسطين أمل الاستقلال
والحرية»(: :0 1
ماذا عن الجماعات الماركسية ذات القيادات اليهودية والاجنبية ؟
اذا كانت جماعتا «الفجر الجديد» و«الخبز والحرية» اتسمتا بالنظرة الى المسألة الفلسطينية من
العدد .١135١ كانون الثاني ( يناير ) ١545 شُيُون فلصطزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)