شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 80)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 80)
المحتوى
سل القمر الاصطناعي الاسرائيلي وتحديات الامن العربي
كما تدّعي اسرائيل. وأياً كان الرقم الصحيعء فان اسرائيل لن تترك فرصة تسويق مثل هذا التقدم
العلمي الا وستستغلها بما يعوّضها التعويض الذي يوفر لها الاستمرارية في هذا المجال.
ان تكنولوجيا الفضاء التي اخترقتها اسرائيل من طريق اطلاقها للقمر الاصطناعي تعتبر أحد
مجالات التكنولوجيا المتقدمة وهي التي سوف تحدد» وحتى اوائل القرن المقبلء من هي الدول العظمى
في النظام الدولي. وهذه المجالات هي: : تكنولوجيا القضاءء وتكتولوجيا الهندسة الوراثية» وتكنولوجيا
الاتصالات الالكترونية, وأخيراً تكنولوجيا الحاسبات الآلية.
أن التكتولوجيات الاريع السابقة متداخلة. متصلة يبعضهاء وأصعبهاء بلا شكء تكنولوجيا
الفضاء؛ أي طالما أن اسرائيل تمكّنت من التوصل الى اسرار صتاعة الفضاءء فان من السهل عليها
التعامل مع الثلاث الاخرى. وهذا معناه ان التخطيط الاستراتيجي لها يبنى على ان تحتل مكانتها
كدولة كبرى قبل نهاية هذا القرن.
ان استشراف المستقبل يوّكد ان معايير القوة التقليدية في طريقها الى الزوال» وستحل محلها
معايير جديدة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة؛ أي أنه لا مجالء الآن» للتحدث عن ظلروف اطلاق هذا
القمرء أ مدى اسهام كل من الولايات المتحدة وأورويا فيه, سواء في التمويل أو المساعدة الفنية. ان
أسلوب الدول العربية الذي تتناول به القضايا الهامّة لن يجدي في مثل هذه الحالة؛ لأن قضايا التقدم
العلمي هي قضايا مصيية؛ ومن ثم فان ما وصلت اليه اسرائيل هو الذي يجب ان يكون محل
الدراسة؛ وهو الذي يطرح على مائدة الحوار الاستراتيجي» وليس كيف وصلت أسرائيل اليه ؟ ان
دراسة الكيف تكون من اجل الاستقادة به كتجربة وخبرة؛ وليس لتسفيهه وتحقيره حتى تمر العاصفة
الاعلامية التى تحيط به.
البعد الامني للقمر الاصطناعي الاسرائيلي
أكّدت اسرائيل» دائماًء التهديدات التي يتعرض لها امنها القوميء وانها دولة ليس لها عمق
استراتيجي يمكنها من تلقي الضربة الاولىء لأن حدودها مع دول المواجهة لا تعطيها الزمن المسموح
به من تلقي الانذار حتى يدء الاستعداد للقتال؛ ومن ثم, فان نظرتها الى الامن القومي تعتمدء كلية,
على نقل ميدان المعركة الى خارج أراضيهاء بالاضافة الى ضرورة توفر المبادأة لديها لتوجيه ضربة
اجهاض لأي قوة عربية تحاول الهجوم عليها. هذه السياسة هي التي تحدّد استراتيجية القتال
الاسرائيلية, أي بيانات حديثة يتم تحويلها الى معلومات يستفاد منها في اتخاذ القرار المناسب. ولقد
كانت القوات الاسرائيلية تعتمدء الى وقت قريبء على التعاون مع اجهزة المخابرات الاميركية: وفي
الوقت عينه تخطط لتقليص هذا الاعتماد وتحقيق قدر أكبر من الاستقلالية عن الولايات المتحدة. ولم
يكن هذا خافياً عن اجهزة المخابرات العربية. فقد طوّرت اسرائيل اسلحتها النووية: وصناعة
الطائرات» وصناعة الصواريخ متوسطة المدى, وتعمل, الآن؛ في مجال صناعة الصواريخ طويلة المدى.
والقارىء لتاريخ اسرائيل المتتبع له يدرك البعد الامنى الواضح في السياسات الاسرائيلية المختلفة,
ومدى التصميم على دعم قدرتها الدفاعية؛ أي ان الهدف الاكبر واضع, ومحددء وما القمر
الاصطناعيء أو الصواريخ, الخ, الا وسائل لتحقيق هذا الهدف. ولا يقصد بذلك العرض تعظيم قدرة
اسرائيل حتى نصل بأنفسنا الى حد الاحباط أو التقليل من شأنه. ان مصادر المعلومات المختلفة ‏
منذ الستيتات ‏ تحذر الدول العربية من التقدم العدمي الاسرائيلي ومن الخطوات الجادة التي
تخطوها لدعم امنها القومي. ولكن رد الفعل العربي كان بطيئاًء ولم يحسن الاستفادة مما وصل
العدد ‎15١‏ كانون الثاني ( يناير ) 1584 لنْدُون فلسطيزية 173و
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22206 (3 views)