شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 81)
- المحتوى
-
د. ثبيل ابراهيم أحمد سام
اليه من معلومات. وعلى الرغم من التكلفة الاقتصادية التي تصاحب مثل هذه الصناعة؛ فان الواضح
ان الولايات المتحدة الاميركية؛ سواء من خلال دعم نقدي مباشر أى استثمارات في تجارب «حرب
النجوم», تقوم بتمويل جزء كبير من التكاليف؛ أي ان اسرائيل؛ من طريق الاموال الاميركية, تمول
برنامجها الاستقلالي عن الولايات المتحدة. وهكذا نجد ان المعلومات المتعلقة بصناعة الفضاء
الاسرائيلية تكاد تكون معلنة ويعرفها الجميع» وكان آخرها ما أعلنه رئيس الاركان الاسرائيلية
الاسبق» مردخاي غورء في حديث له: «أن اسرائيل بدأت في تطوير قمر اصطناعي خاص بها بعد حرب
تشرين الاول ( اكتوير ) 15177:ء بعد أن رفضت وإشنطن تزويدها بمعلومات كافية التقطتها الاقمار
الاصطناعية الاميركية... ان المعلومات التى تجلبها الولايات المتحدة تكون أحياناً مي ركاملة, أوتصل
متأخرة؛ كما حدث عند حرب يوم الغفران...»
وهكذا وجدت اسرائيل سبباً جديداً لهزيمتها في تشرين الاول ( اكتوبر) 1511 ولكن هذه
المبرّرات غير مسموح لها في تبرير اطلاق القمر الاصطناعي. ان هذا الاطلاق ليس موقفاً تكتيكياً
ينتهى بسقوط القمرء أى حتى استمراره في الامداد بالمعلومات. انه يعبّر عن استراتيجية دولة في
اختراق مجال علمي جديد يعتبرقمة التكنولوجيا ويداية الطريق الى دولة قوية. أن الخلافات الاميركية
- الاسرائيلية التي يدعي بها بعض المسؤولين في اسرائيل» يمكن التوصل الى حل لها يرضي الاطراف
المعنيّة, يكن هذه هي عادة اسرائيل في اخفاء الحقائق لتبرير سياستها العدوانية امام الرأي العام
العالمي. أما وقد اتضح البعد الاستراتيجي من اطلاق القمر الاصطناعيء فالدور على الدول العربية
لتحديد الاهداف المطلوبة في المرحلة المقبلة انطلاقاً الى تخطيط استراتيجي عربي تشترك فيه
الامكانات العربية.
التخطيط الاستراتيجي العربي لتحقيق اهداف المرحلة اللقيلة
ساهم الاعلام العربيء منذ اطلاق القمر الاصطناعي الاسرائيلي» سواء قاصداً أى غير قاصدء
في إضفاء قدر كبير من الاهمية على هذا الحدث. وتعدّدت التفسيرات عن أبعاد هذا الانجاز . الا ان
اغلب ردوب الفعل العربية لا يتعدى الشجب والاستنكار, ناهيك عن التقليل من الآثار الحقيقية المترتبة
على هذ! العمل. لقد اطلقت اسرائيل قمراً اصطناعياً من أجل اهداف محددة لا تعلمها الا القيادة
السياسية الاسرائيلية. هذا القمر كانت له وسيلة اطلاق عبارة عن صاروخ لم يتم التعرف عليه, انما
هى في الغالب «اريها 25. وكثرت التعليقات, وأغليها يركز على البعد الاستطلاعي وعلى امكان
استخدام الصاروخ «اريها ”4 في اطلاق رؤوس حربية نووية الى أي هدف يبعد من اسرائيل في
حدوب ألف كيلومتر. وإقد تناست هذه التعليقات ان من ضمن وبسائل اطلاق الرؤوس النووية الطائرات
المجهزة لذلك الغرض»؛ وبالطيع لدي أسرائيل منها العديدء والآ لما كانت اجهدت نفسها في صناعة
نووية بدون وسيلة اطلاق؛ أن الفرضية من استخدام الصاروخ في اطلاق نووي لا تشكل بعداً
حقيقياً. أما البعد اللاي وحداثة المعلومات» فان حجم الانفاق على هذه الوسيلة يعتبر باهظاً
بالنسبة الى العائد منهاء أي ان تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية في الحصول على
المعلومات وهذا ميسور يعتبر أجدى.
اذن» فالبعد الحقيقي من اطلاق هذا القمرهو البعد العلمي والتكنولوجي» أي حزمة متكاملة من
الاهداف الاستراتيجية تبعد كثيراً من الاهداف المعلنة. هذه الحزمة تشكل التحدي الحضاري للدول
العربية جميعها؛ بمعنى, لم تعد الوسائل أو الانجازات التي تعلن عنها اسرائيل هي التحدي؛ لم
١م شْوُون فلسطيزية العدد .15١ كانون الثاني ( يناير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22209 (3 views)