شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 94)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 94)
- المحتوى
-
حل التلفيق ف الادب العيري
وتوصلء بعد التفكير. الى أن يدع مهمّة طرد اليهوب: الذين اقاموا مستعمرتهم على هضبة الكلاب» لفوزي
القاوقجي وأهل الطابغة نيام لا تطالهم يد السلطة, فهي لا تستطيع ان تثيت عليهم شيئاً؛ ما دامو! لم يقوموا
بشيء؛ وأرسل ابنه الى قائد الثورة في هذه الشأن.
«ويعد أن اتخذ هذ! القرار أحس بالراحة والسلام بينه وبين نفسه . وهىء تحت مظلهره العنيقفء يعرف انه
ضعيف وفاسد وشره. لكنه كان يعرف, أيضاً. ان حبه لبلاده صادق وأنه يدافع عنه ضد المحتل بالحيلة
والشجاعة؛ بالابتسام والخيانة» وكان مستعداً؛ تمامأء في تلك اللحظة على الاقل؛ ان يسلّم نفسه للشنق دون ان
يرتجف لو وضعوا رقبته في المشنقة».
وفيما كان أهل الطابغة نياماً. كانت التراكتورات تفتح الحدود النهائية لبرج عذرا. وكان قائد المجموعة
رويين يقرا على المعمّرين مهمة كل منهم التي اوكلت اليه من قبل القيادة؛ وهى «صامت ممسك بأنفاسه».
ولا ينس ان يصف حوارات العربء ومناقشاتهم, وضجيجهاء وفوضاهاء فيما يصغي اليهوبء في غاية الهدوء
والسخر الساكت. وهنا أقحم مشهداً مصطنعاً في صلب الرواية: وفد من وجهاء الطابغة ترافقه جماعة من
سكانها بينها نساء واطقال. لم يسمح المعمرون بالدخول الا لاثنين منهم كي يناقشهما بومان.
الوفد تهدد بومان بالموت: فأجاب ذاك بأنهم مستعدون لكل تقليات القدر. ويخاصة الموت.
لان الوفد قليلاً فقال: «كيف تأخذون أرض آبائنا وأجدادنا ؟
«اشتريناها بدراهمنا؛ ولقد كانتء قبل ذلك, أرض آبائنا وأجداد أجدادنا...»
وعندما خرج الوفد, تخلّفء قليلاً: أحد عضويه ليقول لبومان: «ان سكان الطابغة هم أناس مسالون ؛ أما
عرب الهضاب الاخرى. » فهم أقل مسالمة, قخذ علماً. .. وأضاف بصوت خفيض: ' كلّفني المختار ان انقل لك هذا
التحذير. اثياتاً لحسن نيّته؛ ولى علم الوطنيون بالامر لدقع الثمن غالياً” 06
أجاب بومان: «مختاركم خبيث. ان احداً لا يحب رؤية بيته وهو يتهدم. مختاركم كثعلب يقطن وجرا له
مدخلان: أحدهما شرقي والآخر غربي».
يتضح لدى أي قارىء ان كوستلر يورد هذه الاحاديث كي يناقش حجج العرب بالتمسّك بفلسطين» ويظهر
أرجحية الذرائع اليهودية . لكن الققلة كانت؛ دائماًء من نوع يسترعي الانتباه الشديد . متلاء سأل جوزيف
بومان: «هل فهمت موقفه ؟ [يعني موقف الوفد].
«-لا يجوز لنا إن تبيح لانفسنا فهم موقف الآخرين».
م سأل جوزيف لائماً: «لم لا تسمح لهم بالدخول جميعاً واستقبلت اثنين فحسب ؟ هذا تصرف غير كريم».
أجايه بومان بأن تلك مسألة نفسية مدروسة. . وهو عنى أنه عندما يبيح لهم الدخول يشعرون يانهم مساوون
له. وهى يود ان يحدث لهم الصدمة النفسية التي تؤدي بهم الى الاحساس بأنهم أدنى منه, انهم ليسوا احراراً
بالتصرف حيث يضع قدمه.
انتقل من وصف هذا اللقاء الىووصف الحياة الجديدة للمعمّرين وأليّ على المظهر الجماعي الذي يجد تتويجاً
له في رقصة الهورا. ولقد كنت أمر بها دون أهتمامء لولا انه اعطاها طابعاً سيكولوجياً شديد العلاقة بالبنية
الجديدة للمعمّرين. فهي تتوّج عنده في نهايتها بما يشبه الوجد الذي يوحّد بين الجماعة في نغم واحدء وتعبير
واحد؛ وحركة واحدة صوفية يتساوى فيها الموت والحياة, كلهم ساهموا الا دينا التي انسحبت وذهبت إلى
مهجعها ونامت في ثيابها؛ ذلك ان ذكرياتها استيقظت على اقسى ما تكون: توقيف أبيهاء ومن ثم توقيفها هي قبل
ان تجتاز الحدود, وفقدانها بكارتها ابّان التحقيقء مما سبب لديها تآقا يدفعها الى التقزز من أدنى لمس من أي
رجلء وحتى لو كانت لمسة كتف.
العدد ١5١ كانون الثاني ( يناير) 1144 يون فلسطزية. 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22210 (3 views)